مساحة إعلانية

الرئيسية / / عبادات في أوقات الشدة - أين أنت منها ؟!

عبادات في أوقات الشدة - أين أنت منها ؟!


ما شعورك لو أصابك همٌّ شديد ، أو دين كبير، أو مرض خطير

أو جاءك خبر وفاة زوجتك أو حادث سيارة أدى إلى وفاة ابنك ؟!

أيها الأحبة ، إن هناك عبادات لا تظهر إلا في أوقات الشدة ؛ ومنها : الصبر, والرضا، واليقين

والتوكل ، والتضرع ، والابتهال ، والانكسار، والافتقار، والتسليم ، والطمأنينة .

عبادات في أوقات الشدة - أين أنت منها ؟!

إن من السهل أن نقرأ عن هذه العبادات أو نتكلم عنها 

أو نستمع إلى شريط يتحدث عنها أو ندعو الله بأن يشرح صدورنا لها .

ولكنه من الصعب جدًّا أن نعيشها في أغلب الأحيان ونجعلها هي عمدتنا عند الفتن والمصائب والكوارث

لعلك تعرف " فلانًا " كنت تظن أنه صاحب إيمان وتقوى

ولكنه لما وقعت له المصيبة تبيَّن لك جزعه وتسخطه على أقدار الله .

ولعلك تعرف " فلانة " متعلمة ومدرِّسة ، لما أصيب ابنها بذلك المرض 

إذا بها تطلق العبارات المناقضة للصبر والرضا والقادحة في كمال التوحيد .

ولعلك أنت كنت تظن أنك ممن تربى على التوكل وعدم الخوف من غير الله

ولكنك لما جاءك تهديد من بعض المشعوذين والسحرة ، إذا بك تخاف منهم وتسكت عنهم وتمدحهم .

إن الابتلاء يُظهِر لك حقيقة نفسك التي بين جنبيك ويخبرك بأنك بحاجة إلى توفيق الله وتثبيته في كل لحظة .

إننا بحاجة إلى أن نتربى على عبادات الشدائد .

ما أجملها من لحظة عندما تقوم في آخر الليل تناجي ربك وتدعوه أن يكشف عنك همك ويزيل عنك غمك !

وترسل مع عباراتك قطرات من عبراتك ؛

لكي يتنعم ذلك الخد بمرور تلك الدموع التي ما خرجت إلا لما جاءت تلك الشدائد

إن عبادة التضرع والالتجاء ما ظهرت بقوَّة إلا في أوقات الشدائد " يريد أن يسمع صوتك " .

ولعل البلاء قد طال بك ، والشفاء قد تأخر عنك ، فهنا تأتي عبادة أخرى وهي " الرضا عن الله "

فكأنك تقول :

يا رب ، أنا راضٍ عنك حتى لو لم تستجب لي ..

يا رب أنا من لي سواك .. يا رب مهما حصل لي فلن أسخط عليك؛ لأني أحبك يا رب .

ويزداد البلاء وتأتي عبادة " التوكل وتفويض الأمور إلى الله "

لكي تكسبك قوة في الاعتماد على الله وتمنحك الشعور بقرب الفرج .

وهناك عبادة تدخل عليك وأنت في هذه الأثناء وهي " الثقة بالله "

فينشرح صدرك ويطمئن فؤادك وتشعر بالسكينة قد نزلت عليك .

وبعد أيام وإذا بالفرج قد نزل ، والشفاء قد حصل ، والهم قد انكشف ، والغم قد زال

وهنا تأتي عبادة الشكر في أروع صورة .

ولا يعرف هذه المعاني إلا من جرّب أنواع المحن

ومرت عليه صنوف الفتن والتثبيت يأتي من العليّ الأعلى

فأحسن ظنك بربك ، وتوكل عليه ، وابكِ بين يديه .

وعلق قلبك بمن يحركه ، وارفع همك إلى الذي لن تجد أرحم منه ولا أرأف منه .

ألم تعلم أن من أسمائه .. الرحمن .. الرحيم .. الودود .. الرءوف ..

الواسع .. الجواد .. المنان .. القريب.. المجيب.. السميع.. البصير ؟

وأخيرًا ارفع يديك وادع لي معك .

------------------------------------------------------------

الشيخ سلطان العمرى - المصدر: موقع يا له من دين


شارك المقال

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©