هل أبو الحسن الأشعري في عداد أهل السنة ، أم أنه في عداد الفرق المبتدعة ؟
الجواب :
أبو الحسن الأشعري هو علي بن إسماعيل بن إسحاق يتصل نسبه بالصحابي الجليل أبي موسى الأشعري
إمام متكلم ، بدأ حياته العلمية على مذهب المعتزلة يعتنقه ويناظر عليه متأثرًا بأستاذه أبي علي الجبائي
شيخ المعتزلة في عصره ، ثم هجر مذهب المعتزلة وناظرهم وأبطل الكثير مما زيفوه
إمام متكلم ، بدأ حياته العلمية على مذهب المعتزلة يعتنقه ويناظر عليه متأثرًا بأستاذه أبي علي الجبائي
شيخ المعتزلة في عصره ، ثم هجر مذهب المعتزلة وناظرهم وأبطل الكثير مما زيفوه
حتى قال الخطيب البغدادي عنه :
كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم حتى أظهر اللَّه الأشعري فحجزهم في أقماع السمسم .
ولكنه مع مناصرته للسنة وقمعه للبدعة كان يتبع في ذلك منهج علماء الكلام
وكل من تابع الأشعري واعتنق مذهبه من العلماء يلتزم هذه الطريقة ويقررها حتى يومنا هذا
ومناهج التوحيد والاعتقاد التي يتم تدريسها في الأزهر على هذا المنهج .
ثم هدى اللَّه الأشعري فأعلن التمسك بالسنن ونبذ الكلام ، مقتديـًا في ذلك بالإمام أحمد بن حنبلومما قيل في سبب توبته ورجوعه إلى الحق أنه قال :
كما قرر ذلك في كتابه (( الإبانة عن أصول الديانة )) ، وهو من آخر ما كتب ، رحمه اللَّه .
وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد ، فقمت وصليت ركعتين
وسألت اللَّه تعالى أن يهديني الطريق المستقيم ، ونمت فرأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المنام
فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر ، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : (( عليك بسنتي )) .
فانتبهت ، وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار - أي السنن والأحاديث -
فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهريـًّا .
قال ابن كثير - رحمه الله - :
ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال :
أولها : حال الاعتزال التي رجع عنها لا محالة .
الحال الثاني : إثبات الصفات العقلية السبعة وهي : الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام
وتأويل الصفات الخبرية ؛ كالوجه ، واليدين ، والقدم ، والساق .. ونحو ذلك .
والحال الثالث : إثبات ذلك كله - أي إثبات جميع صفات اللَّه عز وجل الثابتة بالقرآن وبصحيح السنة -
من غير تكييف ولا تشبيه جريـًا على منوال السلف ، وهي طريقته في (( الإبانة )) التي صنفها آخرًا . اهـ .
خاتمة :
ليت الأشاعرة يعودون إلى الحق الذي عاد إليه إمامهم
ويقولون بما قاله آخرًا من إثبات الصفات من غير تمثيل ولا تكييف .
وليت الأزهر يقرر على طلابه منهج السلف الصالح في الاعتقاد في باب الصفات
وليكن كتاب (( الإبانة )) مقررًا في مراحل التعليم الأزهري .
وفق اللَّه الجميع للسداد .
------------------------------------------------
الشيخ محمد صفوت نور الدين - الشيخ صفوت الشوادفي - د.جمال المراكبي
ليست هناك تعليقات