مساحة إعلانية

الرئيسية / / خطوات دعوية -15- زاد الداعية (1)

خطوات دعوية -15- زاد الداعية (1)


كل مسافر في طريق ما لابد له من التزود بكل مايحتاجه على طريقه بما يهيء له أسباب مواصلة السير 

وتحقيق الغاية التي يهدف إليها من سفره ..

زاد الداعية (1)

وطريق الدعوة هو كل شيء في حياة الداعي إلى الله ، وهو طريق ليس بالسهل واليسير ففيه الكثير من المعوقات 

التي تمنع الداعي من دعوته أو تجعله يتعثر أو ينحرف ، فيخسر بذلك الخسران المبين ويفوت عليه الخير الكبير ..

وزاد الداعية يكون من :-
  • التقوى والإخلاص

  • العلم والفهم والعمل

  • الحكمة والرحمة والتواضع

  • التجرد والعدل والانصاف

  • الصبر الجميـــل
زاد الداعية
أولاً : التقوى

قال تعالى : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتّقون يا أولي الألباب )

وقال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )

وزاد تقوى الله تعالى هو من أهم الزاد في طريق الدعوة ..

فإن سيارة المسافر إذا نفذ وقودها على الطريق ولم يتجدد صارت وكأنها قطعة حديد لاتعينه على التحرك خطوة واحدة

فإن تقوى الله تعالى يفجر ينابيع الخير من داخل النفوس ويولد الطاقات ويشحذ الهمم والعزائم فتسهل الحركة

وتخف جواذب الأرض وتتخطى عقبات الطريق ..

فعلى طريق الدعوة نجد أشواك كثيرة منها :

أشواك الشبهات والشهوات ، أشواك المطامع والمطامح ، أشواك المخاوف والهواجس والفتن

وهذه الأشواك لايمكن تجنبها إلا بالتقوى ولا الحماية منها إلا بالاخلاص

وأصل التقوى : أن يجعل العبد بينه وبين مايخافه ويحذره وقاية تقيه منه

فتقوى العبد لربه : أي أن يجعل بينه وبين مايخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه ..

وقاية تقيه من ذلك وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه
إذاً التقوى من الوقاية
وحد التقوى كما ذكر ابن مسعود رضي الله عنه :

( أن يُطاع الله سبحانه وتعالى فلايُعصى ويُذكر فلايُنسى وأن يشكر فلا يُكفر )

وقال طلق بن حبيب :

التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله

وجاء رجل لأبي هريرة رضي الله عنه يسأله عن التقوى

فقال أبو هريرة : هل أخذت طريقاً ذا شوك ؟

قال السائل : نعم

قال أبو هريرة : فكيف صنعت ؟

فقال السائل : إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه

قال أبو هريرة : ذاك التقوى

ولانشعر بتقوى الله تعالى إلا عندما نكون بمعية الله تعالى في كل خطة وكل حركة وسكنة ، بل في كل لحظة 

فمن كان الله معه لم يفقد شيئاً ومن تخلى الله عنه فلن يجد إلا الضياع والضلال ..

وهذه المعية قد منّها الله تعالى على أهل التقوى والإحسان ،

قال تعالى :ـ

( واصبر وما صبرك إلا بالله ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون ، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )

وقال تعالى : ( وأن الله مع المؤمنين ) الأنفال

وقال تعالى : ( واعلموا أن الله مع المتقين) التوبة

قال تعالى : ( إنما يتقبل الله من المتقين ) المائدة

فالتقوى وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لجميع أمته

كما جاء في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال :

وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وَجلت منها القلوب وذرفت منها العيون

فقلنا : يارسول الله كانها موعظة مودّع فأوصنا

 قال : عليكم بتقوى ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً

فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلال


زاد الداعية

ثانياً: الاخلاص

وهو سر قبول الأعمال ومفتاح القلوب للداعية

وقد يكون عمل الداعية جليلاً عظيماً كبيراً في أعين الناس

وهو عند ( الله جل وعلا ) حقير لاوزن له ولاقيمة لأن صاحبه ما ابتغى به وجه الله تعالى


وكذلك قد يكون عمل الداعية صغيراً حقيراً في أعين الناس

وهو عند الله عظيم لأن صاحبه ابتغى بعمله وجه الله تعالى .. نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل ، آمين


والاخلاص هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك ..

والأعمال الصالحة نقصد بها الظاهرة والباطنة

فهو من أشق الأعمال على النفس لأنه يهتم بنية العبد التي هي أساس عمله

قال ابن مسعود رضى الله عنه :

لاينفع قول إلا بعمل ، ولاينفع قول وعمل إلا بنية ، ولاينفع قول وعمل ونية إلا بما وافق السنة


عن سفيان الثوري قال : ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي لأنها تتقلب عليّ

وعن بعض السلف قال :

من سرّه أن يكمل له عمله فليحسن نيته فإن الله عزوجل يأجر العبد إذا حسنت نيته حتى باللقمة

فرب عمل صغير تعظّمه النية ورب عمل كبير تصغّره النية


فالله تعالى يريد منا سلامة النية وصواب العمل

والنية : هي نوع القصد والإرادة ولها نوعين :

1- تمييز العبادات بعضها عن بعض : كصلاة الظهر عن العصر وصيام الفرض عن النفل


2- تمييز المقصود بالعمل وهل هو لله تعالى وحده أم لغيره

والنية هي نفسها الارادة ، مقترنة معها اقتران الروح بالجسد

فلولا النية لما شحذت الارادة وتفرد النية بالأعمال التعبدية و تجمع مع الارادة في الأعمال الصالحة على عمومها

قال تعالى : ( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة )

وقال تعالى : ( تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة )

فالارادة منشأها ماينوي العبد في قلبه ويسعى له بإرادته

فالواجب أن يكون العمل في ظاهره موافق للكتاب والسنة وفي باطنه يقصد وجه الله تعالى

ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم

فقال : يارسول الله : الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل للذكر ، والرجل يقاتل ليرى مكانه ، فمن في سبيل الله ؟؟

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى

فلتكن دعوتنا في سبيل اعلاء كلمة الله تعالى ووحدانيته ، لا إعلاء اسم حزب أو فرقة أو جماعة ... إلخ

إنما فقط إعلاء اسم الله تعالى وكما يريد الله تعالى وبما يريد الله على وإلى مايريده الى الله تعالى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 ( إن الله لايقبل من العمل إلا ماكان له خالصاً وابتغى به وجهه) رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني
فلا وصول للسعادة إلا بالعلم والعبادة

فالعمل بغير نية عناء والنية بغير إخلاص رياء والاخلاص من غيرصدق هباء
قال تعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباء منثورا )

العلم : هو العلم النافع الذي ذكرناه العلم الشرعي

قال فضيلة الشيخ ابن العثيمين رحمه الله في شرح الأصول الثلاثة :ـ

- العِلم : إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا

أنواعه : علم ضروري - علم نظري .

مراتبه :

أ - العِلم الجازم : وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًـا جازمًـا

ب - الجهل البسيط : وهو عدم الإدراك بالكليَّـة

ج - الجهل المُركَّب : وهو إدراك الشيء على خلاف ما هو عليه

د - الظن : وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح

هـ - الشَّـك : وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مساوٍ

و - الوهم : وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح

العبادة : تطبيق أوامر الله تعالى من أعمال تعبدية ظاهرة أو باطنة

الاخلاص : توجيه العمل الصالح الذي يرضى عنه الله تعالى لله

ـ الإخلاص أن يكون العمل لله تعالى ، لا نصيب لغير الله فيه

ـ الاخلاص إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة

ـ الإخلاص هو تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين ومن كل شائبة وهونسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق

يقول الإمام الغزالي رحمه الله :

( كل حظ من حظوظ الدنيا تستريح إليه النفس ويميل إليه القلب ، قَلَّ أم كثر

إذا تطرق إلى العمل تكدر به صفوه ، وزال به إخلاصه ...)


قال سهل بن عبد الله التستري :

أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى ، لا يمازجه شيء ، لا نفس ، ولا هوى ، ولا دنيا

النية : القصد والارادة

القصد : 

في الأعمال التعبدية كالصلاة والصيام والزكاة خصوصاً تكون النية

في الأعمال الصالحة عموماً تكون القصد وإرادة

الإرادة : أن تريد مايريده الله تعالى ويشحذها النية الصادقة

والله أعلم

شارك المقال

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©