مساحة إعلانية

الرئيسية / / اختلاف لا يَـنقض أخوة

اختلاف لا يَـنقض أخوة



ليس من شرط جمع الشمل أن يكون الإنسان ببغاء يجتمع مع الناس على ما يراه باطلاً !!

بل هذا المفهوم الباطل للإجتماع هو ما دعا قوم للمؤالفة على المنكر والإجتماع على الباطل والإستقرار على الورم

والله عز وجل أمر المسلمين بالإجتماع في الصلاة والحج وبين كل واحد منهم من اختلاف الرأي ما يعلمه الله

وطلب رسول الله من المؤمنين تسوية الصفوف كي لا يخالف الله بين قلوبهم ورغم ذلك لم يطلب منهم ألا يختلفوا

ولم يجعل مجرد الاختلاف في الرأي ناقضاً لألفة القلب ..


اختلاف لا يَـنقض أخوة

ذلك أن اجتماع المسلمين هو واجتماع ألفة المؤمنين وحفظ حقوقهم وألا يبغي بعضهم على بعض

ولو اعتقد الواحد منهم خلاف ما يرى الآخر ، وقد كان الأئمة يختلفون في كفر رجال وإسلامهم

ولم يمنع الأئمة ذلك من الائتلاف والاجتماع .


وليست الفـٌرقة هي اختلاف الرأي !!


وإنما الـفـٌرقة هي أن يبغي مريدو الإجتماع على بعض أو أن يُعرض واحد منهم عن البينة بعد ظهورها له .


وليست آفة أمة المسلمين اليوم في اختلافهم في الرأي ..

فإن المسلمين لم يتفقوا قط في كل الآراء لا في أزمنة ضعفهم ولا في أزمنة قوتهم

وليست أزمتهم حتى في مجرد أنه يقع منهم البغي والإعراض عن البينات

وإنما الآفة العظمى هي في عجز المختلفين على الحفاظ على الإخوة الإيمانية وسائر حقوقها

وأنهم لا يخففون أثر البغي بمحاولات وصل القلوب وإزالة ما بها من آثار البغي والظلم .

وإقامة ما تستوجبه الإخوة الإيمانية من العلاقات

رغم وجود اختلاف الرأي الذي قد يصل إلى شدة الناصح على المنصوح فيما يراه غير سائغ =

هو التحدي الذي نجح فيه الصحابة والسلف فوقع بينهم ما وقع من القتال

ورغم ذلك حرصوا على ضبط أحكام قتال أهل البغي فلم يخلطوها بقتال الكفار

وظل بينهم النكاح والتوارث ، بل ومجالس السمر أيام وقف القتال !!

ومِثل هذا الفقه العظيم والروح الإيمانية المشبوبة بشرف رؤية النبوة الحية =

هي ما كتب الشرف والفضل للرعيل الأولى صلى الله عليهم وسلم .
وليس يعيب الرجل أن يخالف أخاه ، وليس وقوع البغي منه على أخيه هو أعظم ما يقع من الباطل

إنما الباطل كله = ألا يلين الرجل بين يدي أخيه حين يريد أن يقيم معه ما تقتضيه أخوة الإيمان .


لينوا بأيدي إخوانكم .


______________________________________

كتبه الشيخ : أحمد سالم - أبو فهر السلفي - حفظه الله


شارك المقال

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©