مساحة إعلانية

الرئيسية / / خطوات دعوية -18- الدعاة الربانيون

خطوات دعوية -18- الدعاة الربانيون




الـدعــاة الـربــــانـــيـــون



المهمة


المنهج


الإسلوب والطريقة


خطوات دعوية -18- الدعاة الربانيون


الــدعـاة ٌ الــربـــانــيـــــون ...



هذه الكلمة الربانية المعجزة بلفظها ومعانيها التي لا تحصى مدلولاتها مهما كتب الكاتبون واجتهد المجتهدون

وفكر المفكرون بأن يأتوا بأبرع ولا أروع ولا أنفع من هذه الكلمة التي جاء بها القرآن الكريم ..


قال الإمام القرطبي في تفسيره : الربانيون واحدهم رباني منسوب إلى الرب سبحانه وتعالى

والرباني : هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره وكأنه يقتدي بالرب سبحانه وتعالى في تيسير الأمور


والربانيون : هم أرباب العلم واحدهم ربان من قولهم ربه يربه 

فهو ربان إذا دبره وأصلحه فمعناه على هذا يدبرون أمور الناس ويصلحونها


فالرباني : هو العالم بدين الرب الذي يعمل بعلمه لأنه إذا لم يعمل بعلمه فليس بعالم ..

هذا هو منهجه ،،، ( العالم العامل بدين الله تعالى )




أما أسلوبه :

فقال أبو رزين : الرباني هو العالم الحكيم

وعن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه : ولكن كونوا ربانيين ، هم حكماء علماء حلماء


قال ابن جبير : حكماء أتقياء


وقال ابن زيد : الربانيوت الولاة


وقال النحاس : الرباني : الذي يجمع العلم البصر بالسياسة


وقال أبو عبيدة : سمعت عالماً يقول :

الرباني العالم بالحلال والحرام والأمر والنهي العارف بأبناء الأمة وماكان وما يكون


وقال محمد بن الحنفية يوم مات ابن عباس : اليوم مات رباني هذه الأمة


وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

ما من مؤمن ذكر أو أنثى حر ولا مملوك إلا والله عزوجل عليه حق أن يتعلم من القرآن ويتفقه في دينه

ثم تلا الآية ( ولكن كونوا ربانيين ) ... رواه ابن عباس في تفسير القرطبي


فالدعاة الربانييون يحكم عملهم بتبليغ رسالة الله تعالى ودعوة الرسول القدوة محمد صلى الله عليه وسلم

يتخلقون بأخلاق الله سبحانه وتعالى من خلال أسمائه الحسنى الحليم ، الحكيم ، العليم ، الغفور ، الكريم

الودود ، العفو ، الشكور .


وقد أحسن القرطبي رحمه الله في قوله : الرباني منسوب إلى الرب


وهذه المكانة لم يأخذوها إلا من خلال محافظتهم على الأخلاق الربانية من خلال دعوتهم إلى الله تعالى .



طريقتهم :

1- لا تنفتح شهيتهم إلى الكلام ، فقد عافاهم الله تعالى من داء الحديث

فهم ينؤون عن الكلام ويجنحون إلى الصمت ويحمدون الله تعالى على السلامة

فإذا ابتلوا بالقول استعانوا بالله تعالى وقالوا حسناً ...

فليس همهم الكلام إنما همهم الاستعانة بالله تعالى إذا دعوا للكلام .


2- لايعانون من داء المعاصرة ، مرض الأقران ، فلا يلتقطون اخطاء الآخرين من أمثالهم ويفرحون بسقوطهم

ويتشفى الواحد منهم بأغلاتهم ..أبداً فهم لايحتكرون الصلاح لأنفسهم


3- أفئدتهم تتألم وتتأوه من أفعال المقصرين ومعاصي المشركين وورطات المخالفين ..

فلايتكبرون عليهم ولايجنحون عنهم إنما يحاولون دائماً أن يعظوهم وبنصحوهم ولاييأسون من هدايتهم


4- يختارون الوقت المناسب للنصيحة

ولايتكلفون بها ولايلهثون وراء الأضواء ويهربون ممن يزكيهم ويعظمهم ويظهرهم

فالدعاة الربانيون لايعملون إلا بالخفاء خشية وقوعهم بالعجب والكبر والرياء


5- لهم سلطان أعز من سلطان الملوك

فهذا عبدالله بن المبارك عندما يدخل بغداد فيجفل الناس إليه

فتقول إمرأة لهارون الرشيد وقد خرجت بغداد كلها لاستقباله : هذا هو والله الملك لا ملك هارون




أسال الله تعالى أن يجعلنا ممن يقولون القول فيتبعون أحسنه ، والحمد لله رب العالمين

شارك المقال

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©