قال الله تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [ الإسراء : 36 ]
نوافذ الاستقبال والعلم والتأمل والتدبر والرؤية هى السمع والبصر والفؤاد
والعبد مسئول عن أعمالها فيما يحبه الله ويرضاه ، يقول ابن عباس - رضي الله عنهما - :
يسأل الله العباد فيما استعملوا هذه الثلاثة السمع والبصر والفؤاد السمع والبصر والفؤاد
فما السمع ، وكيف يضبطه المسلم ؟!
أما السمع : آلة سبحان مبدعها وخالقها فهي القدرة على التقاط الأصوات بواسطة الأذن .
والسمع نوعان :-
1- خلقي : وهم ميسر لكل صاحب آلة السمع
2- وسمع فهم وتدبر : وهذا وقف على أصحاب الصلات القوية مع الله تعالى
وقد أنزل الله تعالى المعطلين لأسماعهم عن سماع الحق منزلة الذي لا سمع له
قال تعالى حكاية عن أهل النار : { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [ الملك : 10]
وقال تعالى : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [ الأعراف : 179]
والسمع أفضل من البصر ..يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :
من عـَدم السمع عدم المواعظ والنصائح وانسدَت عليه أبواب العلوم وانفتحت عليه أبواب الشهوات التي يراها بعينه
ولهذا لم يكن في الصحابة أصم أطرش وكان منهم جماعة عميان وقل أن يبتلي الله أولياءه بالصم ويبتلي كثيراً بالعمى
كيف يضبط المسلم سمعه ؟!
1- أن يتدرج ويرتقي بسمعه من دركات المعصية إلى مدارج الطاعة
فيسمع القرآن والذكر والكلم الطيب وخطبة الجمعة والدروس العلمية والمحاضرات فيكون سمعه كريماً
يقول عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - : لولا ثلاثة ما أحببت البقاء :
- تجهيز الجيوش في سبيل الله
- ومكابدة الليل بالقيام
- ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى الناس أطايب الثمر
2- أن يبتعد عن سماع مجالس الكفر واللغو الفاحش
قال تعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ
وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [ الأنعام : 68 ]
وإلا كانت المساواة فيما فيه والإثم لاحق ..
قال تعالى : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا
فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ } [ النساء : 140 ]
3- أن يبتعد عن السمع الآثم ، منها :
أ- سماع الغيبة للحديث : « المغتاب والمستمع شريكان » [ رواه الطبري ]
ب- ألا يتسمع بقصد التجسس لا يقاع الضرر بمسلم للحديث : « لا يدخل الجنة نمام » [ متفق عليه ]
ج- ألا يسمع الشائعة ويرددها للحديث : « كفى بالمرء إثماً بكل ما سمع » [ رواه مسلم ]
وعندما تحدث رأس المنافقين في عائشة - رضي الله عنها - في حديث الإفك
وجاءت براءتها من فوق سبع سموات ، جاء التأديب من الله تعالى للمؤمنين في أدب سماع الشائعة .
د- ألا يسمع للغناء الفاحش والكلام الهابط ، فهو محرم بالكتاب والسنة والأمر واضحاً من الشمس في ريعان أفقها
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
----------------------------------------------------
مقال للشيخ : عوض بن محمد بانجار
ليست هناك تعليقات