إلى فارس الأحلام وشريك رحلة الحياة الدنيا إلى جنة الآخرة
إلى شريك العمر بآماله وآلامه، إلى من به تهون المصاعب وتحلو المشاق ، إلى قبطان سفينة بيت الزوجية .
إليك أخي الزوج :
فكثيراً ما يطول الحديث حول ما ينبغي أن تكون عليه الزوجة ، كي تقف على ما لك عليها من حقوق
حرصاً على راحتك ، ولبذل المزيد من الرعاية من أجل سعادتك ، ولحثها على الطاعة لعظيم حقك عليها
وكما يُقال : يوم لك ويوم عليك ^_^
- فالآن ماذا عليك أن تفعله تجاه زوجتك لتكون زوجاً كما يجب أن تكون ؟!!
- إن الحياة الزوجية من أسمى العلاقات التي شرعها الله - عز وجل - لعباده
كي يهنؤوا سوياً في ظل إطار ما أجمله .. !
فهو السبيل لإلتقاء النفس بشريكها بل ببعضها كي يستكن ويستقر
وينعم بأرق المشاعر الإنسانية في ظل مرضاة الله -عز وجل- كما وصف الله هذه العلاقة الحميمة
كما في قوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } [ الروم ]
وتُعدّ هذه الآية الكريمة مفتاح لسر العلاقة ومنارة لكل زوج
ليتبصر على عظيم المكانة التي يجب أن تتربع عليها زوجته ، وكيف السبيل للتعامل معها كما يلي :
1- إن الزوجة جزء من زوجها؛ فهي من نفسه
فكما يولي نفسه اهتماماً ويسرع في تلبية رغبات نفسه
فكذلك حق الزوجة عليه أن يراعي رغباتها ويلبي لها حاجاتها .
2- الزوجة سكن للزوج فعندها ومعها يسكن ، ولم يُعدّ البيت للهجر والسهر خارجه
فعلى الزوج أن يعطي زوجته من وقته ، وألاّ يبخل عليها بوجوده في البيت كي يؤنسها بحضوره المحبب لقلبها
وأن يحرص ليكون وجوده مصحوباً بالبهجة والتيسير عليها
فلا يعنف ولا يتفقد البيت لينتقد ، ولا يراقب تصرفاتها ليجرح ..
فكل هذا السلوك منه يجعل وجوده في البيت ثقيلاً ومصدراً لاختلاف المزاج وجلب للمشكلات .
3- على الزوج أن يعلم أن أساس رباطه بزوجته المودة والرحمة
فلا يقطع سُبل القرب بضيق الخُلق وغرائب الطباع ؛ فتتبدل المودة لنفور ، والرحمة تذوب مع كثرة العتاب واللوم
ولكن لتكن مشاعره فيّاضة تجاه زوجته كي يشبع ما تهفو إليه نفسها
فليس لها مصدر غير زوجها ، فلا يكن الزوج قاسي الطباع ؛ فينبت الشوك بدل أن يحصد ثمار الحب
فكما قال الله عز وجل : { ... نساؤكم حرث لكم ... }
فالزوج يحصد ما يزرعه بتعاملاته مع زوجته سواء بالفعل أو بالكلام .
4- الزوج الحريص لا يرمي بمفتاح السعادة في درج النسيان .. !
بإغلاقه فمه وإمساكه عن الكلمة الطيبة ، فاللسان مغرفة القلب
فعلى الزوج أن يخبر زوجته دائماً عما يحمله في قلبه من مشاعر الحب تجاهها
ولا يتكاسل عن ذلك ، ولا يركن للبدايات ويكتفي برصيده القديم في قلبها .. !
فإن عدم الكشف والتعبير عن المشاعر يجعلنا نتناساها مع مشاغل الحياة فتزداد قسوة الأيام
ولكن بالكلمة الرقيقة يملك الزوج قلب زوجته
وكذلك تزداد حسناته لأن الكلمة الطيبة صدقة و ( ... الأقربون أولى بالمعروف .. )
5- الزوج كما يجب أن يكون هو الذي يتفقد احتياجات زوجته المادية كذلك ، فيوسع عليها كلّما وسّع الله عليه
فقد أصبح مسؤولاً عنها ، وهو الأقرب لها بعد الزواج من أبيها وأخيها وكل أهلها
وليتذكر قول الرسول الكريم : " كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول "
6- ولأن الحياة لا تنفك عن ( يوم هَنا ويوم جفا ) كما يُقال
فعلى الزوج بالهدية التي تجدد المشاعر الطيبة وتذهب حر الصدور
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تهادووا تحابوا "
وكذلك عليه أن يوسّع عليها النفقة كي تملك هي أيضاً المصدر المادي كي تهاديه .
7- على الزوج إذا أراد أن يعرف حقيقته من الخير ، فليتأمل تعامله مع زوجته
فهي معيار خيريّته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "
فالتجمل أمام الغرباء هين وسهل !!
أما خصال الخير فحقيقتها تظهر مع الزوجة ، فانظر أيها الزوج كيف تعامل زوجتك لتعرف من أنت .. !!
8- إكرام الزوجة واجب على زوجها
فالقوي حقاً هو الذي يترفق بالضعيف ..! فالزوجة أسيرة في بيت زوجها وهي محل لرحمته ومودته .
9- الحرص على السلام عند دخول البيت
فهذا يُعدّ رحمة بالزوجة ؛ فإذا دخل الزوج بيته من غير سلام فقد أدخل على أهله شيطاناً
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء
وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت
وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشطان: أدركتم المبيت والعشاء " ( رواه مسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم )
10- الزوج كما يجب أن يكون هو :
الذي يغض الطرف عن الزلات ولا يجرح الذات ، ولا يهين النفس
ويترفق بالقوارير فلا يكسر المشاعر بالكلام ولا بالأفعال ، ويستمع إليها باهتمام
وهو الذي ينفق حباً ويتكلم طيباً ويتصرف شوقاً ، وهو الذي ينظر لزوجته بعين الرضا .
وكفى بقول الشاعر : فإن عين السخط تبدي المساوئ !
وكذلك كقول من قال : كن جميلاً ترَ الوجود جميلاً !
وكن زوجاً كما ينبغي أن تكون .. تكن حقاً من خير الرجال !
المصدر : بـتصـرف من مقال لـ موقع الإسلام اليوم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ردحذفبارك الله فيكم
ربنا يرزقكم الخير كله