اليوم إن شاء الله مع الجزء الثالث والأخير من سلسلة : الرد الوجيز لهدم التنصير والتكريز
والتى تم نشرها لرد حملات التنصير وإستغلال المٌـنَـصِّرين جهل المسلمين بكتابهم المدعو بالكتاب المقدس
ونكمل إن شاء الله وموضوعنا الآخير في هذه السلسلة ، ألا وهو :
ثالثاً : الفداء والصلب حقيقة أم خيال
أهم عناصر الموضوع :
- غفران الخطيئة
- مشكلة لا حل لها
- يسوع لا يريد أن يصلب
- الحياة الأبدية والملكوت لا يحتاجوا للصلب
- هل يسوع ملعون ؟؟
- تناقضات الفداء والصلب
يعتبر هذا الموضوع من أخطر المواضيع لدى النصارى
لآنه أصل وأساس العقيدة لديهم وإثبات بطلانه هو هدم للنصرانية بالكامل
لذا يقول بولس رسول النصرانية :
الرسالة إلى أهل كورنثوس الأولى (15_12)
ولكن إن كان المسيح يكرز به أنه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات ؟ 13
فأن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام 14
وأن لم يكن المسيح قد قام فباطلةٌ كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم .
أي لو أن المسيح لم يصلب ولم يموت ويقوم من الأموات
فإن المسيحية والإيمان المسيحى إيمان باطل وعقيدة باطلة .
إن عقيدة الصلب والفداء اعتمدت على فكرة تجسد ابن الله فى صورة البشر
ثم يصلب فداء للبشرية محققاً للخلاص من خطيئة آدم .
وفى الحقيقة إن خطيئة آدم هذه التى تقوم عليها النصرانية لا يوجد لها أصل فى الكتاب المقدس .
فلم يقول يسوع أنى جئت من أجل خطيئة آدم أو جئت لأصلب من أجل خلاص البشرية .
فالباحث المدقق فى الكتاب المقدس لن يجد أصل لهذا المعتقد !!
بل إن آدم نفسه حينما أكل من شجرة معرفة الخير والشر لم يكن يعرف أنه يرتكب خطيئة
لأنه لم يكن يعلم الفرق بين الخير والشر ، فهل من العدل أن نقول أنه أخطأ وهو لا يقدر على التمييز ؟؟؟
فى سفر التكوين (2_17)
وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها . لأنك يوم تأكل موتا تموت .
فالرب يقول لأدم لا تأكل من شجرة معرفة الخير والشر
لكن آدم أكل منها لآنه لا يستطيع أن يميز بين الخطأ والصواب
وبعد أن أكل من الشجرة أصبح عارفاً الفرق بين الخير والشر بعد ذلك .
تكوين (3_12)
قال الرب الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر .
إذن خلاصة القول أن ادم لم يعرف الفرق بين الخير والشر إلا بعد أن أكل من الشجرة وقبل الاكل لم يكن يعرف
فلماذا يحاسب على شىء لا ذنب له فيه ؟؟؟
ولماذا تتحمل البشرية خطيئة لا ذنب لأدم فيها ولا ذنب لهم انفسهم فيها ؟؟؟
ومع ذلك قالت النصارى أن آدم أخطأ وأن أبنائه يتحملون هذه الخطيئة نفسها
ولو فرضنا جدلاً أن أدم أخطأ فما ذنب البشرية بعده فى تحمل الخطيئة ؟
لقد اتفق الكتاب المقدس مع ما أقول ، أن لا أحد يتحمل ذنب أحد ، وهذه النصوص التى توضح ذلك :
تثنية (24_16)
لا يقتل الأباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء ، كل إنسان بخطيته يقتل .
ارميا (31_29)
فى تلك الأيام لا يقولون بعد الآباء أكلوا حصرما وأسنان الأبناء ضرست 30
بل كل واحد يموت بذنبه كل انسان يأكل الحصرم تضرس اسنانه .
حزقيال (18_20)
النفس التى تخطىء هى تموت . الابن لا يحمل من اثم الاب والاب لا يحمل من اثم الابن .
بر البار عليه يكون وشر الشريرعليه يكون .
فهذه النصوص تثبت أن الأبناء لا يحملوا إثم الآباء ولا الآباء يحملوا إثم الأبناء فكل إنسان يحاسب بخطيته .
وحتى ولو فرضنا جدلاً صحة زعمهم بحدوث الخطية فالأمر لا يحتاج الى الصلب والقتل كما يقول الكتاب المقدس
غفران الخطيئة
وفيما يلى استعراض لكيفية غفران الخطيئة فى الكتاب المقدس :
1- المغفرة بالصلاة والتوبة :
اخبار الايام الثانى (7_14)
فاذات تواضع شعبى الذين دعى اسمى عليهم وصلوا وطلبوا وجهى ورجعوا عن طرقهم الردية
فاننى اسمع من السماء واغفر خطيتهم وابرىء ارضهم .
اشعياء (55_7)
ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليتب الى الرب فيرحمه والى الهنا لأنه يكثر الغفران
2 - المغفرة بالدقيق :
لاويين (5_11)
وان لم تنل يده يمامتين او فرخى حمام فيأتى بقربانة عما اخطأ به عشر الايفة من دقيق قربان خطية .
لا يضع عليه زيتا ولا يجعل عليه لبانا لأنه قربان خطية 1
2 يأتى به الى الكاهن فيقبض الكاهن منه ملء قبضته تذكاره ويوقده على المذبح على وقائد الرب .
انه قربان خطية .
3 - المغفرة بالأموال :
خروج (30_15)
الغنى لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمة الرب للتكفير عن نفوسكم 16
وتأخذ فضة الكفارة من بنى اسرائيل وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع .
فتكون لبنى اسرائيل تذكارا امام الرب للتكفير عن نفوسكم .
4 - المغفرة بالجواهر :
العدد (30_50)
قد قدمنا قربان الرب كل واحد مع وجده امتعة ذهب حجولا وأساور وخواتم واقراطا وقلائد
للتكفير عن انفسنا امام الرب .
اذن فالمغفرة تتحقق عن طريق الصلاة والتوبة وعن طريق القرابين مثل الدقيق والأموال والجواهر
فلماذا تم تغير طريقة الغفران إلا الصلب والقتل ؟؟؟
مشكلة لا حل لها
يقول النصارى استحالة تكفير الخطايا إلا بصلب الإله وموته ، لأن الخطية غير محدودة
وللتكفير عنها لابد من موت الغير محدود وحيث ان الله وحده هو الغير محدود فلابد من موت الاله على الصليب .
وهكذا نرى أنه لابد ولا مفر إلا من موت الإله ، لكن هذا يناقض الكتاب المقدس ونصوصه .
تثنية (32_40) حى أنا إلى الأبد .
حزقيال (18_3) حى أنا يقول السيد الرب .
ارميا (10_10) أما الرب الإله فحق . هو إله حى .
حبقوق (1_12) ألست أنت الرب منذ القدم إلهى وقدوسى فلا تموت .
اذن فالله اله حى لا يموت أبدا فكيف مات على الصليب ؟؟؟
قد يقول النصارى أنه مات بناسوته البشرى ولم يمت بلاهوته .
وهذه هى المشكلة التى لا حل لها ...
حيث أن الخطيئة تتطلب موت الإله اللاهوت وليس الناسوت ، فموت الناسوت لا أهمية له
فالخطيئة الغير محدودة تطلب موت الغير محدود ، والغير محدود هو اللاهوت وليس الناسوت
فهل مات اللاهوت وأصبح الكون بلا إله ثلاثة أيام فترة الموت ؟؟؟؟
يسوع لا يريد أن يصلب
من العجيب ألا يكون يسوع سعيداً فرحاً مسروراً لأنه نجح فى تحقيق هدفه وهو الصلب
حتى يخلص البشرية من خطيئة آدم .
فيسوع وقت الصلب كان حزيناً باكياً يدعوا الله أن يعبر عن الصلب .
وهذا أمر محير جداً !!!!!
فكيف يدعو يسوع ويبكى من أجل عدم صلبه وهو من وضع خطه الصلب لأنقاذ البشر من الهلاك ؟؟؟؟
لقد وصفت النصوص يسوع وموقفه الدامى الحزين المبكى قبل صلبه
وصفا يتضح منه أن يسوع لم يريد أن يصلب :
مرقص (14_34)
فقال لهم نفسى حزينة جداً حتى الموت . امكثوا هنا واسهروا 15
ثم تقدم قليلا وخر على الارض وكان يصلى لكى تعبر عنه الساعة إن أمكن 16
وقال يا أبا الأب كل شئ مستطاع لك . فأجز عنى هذه الكأس
يوحنا (12_27)
الآن نفسى قد اضطربت . وماذا أقول . أيها الأب نجنى من هذه الساعة .
عبرانيين (5_7)
الذى فى أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع وطلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت
وسمع له من أجل تقواه .
متى (27_46)
ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت بصوت عظيم قائلا :
ايلى ايلى لما شبقتنى - أي إلهى إلهى لماذا تركتنى - .
هكذا نرى أن يسوع كان يصرخ ويتضرع حتى يخلصه الله من الصلب
على عكس المتوقع أن يكون سعيداً فرحاً بما يحدث لأنه سوف يخلص البشرية من الخطيئة الأصلية .
الحياة الابدية والملكوت لا يحتاجوا للصلب
لوقا (10_25)
واذا ناموسى قام يجربه قائلا يا معلم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية 26
فقال له ما مكتوب فى الناموس . كيف تقرأ 27 فأجاب وقال :
تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك .
اذن فالحياة الابدية لا تحتاج للصلب والفداء
لكن تحتاج الى ان تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك
فأين الخطية الصلب فى هذا النص ؟
يوحنا (17_3)
هذه هى الحياة الابدية ان يعرفوك أنت الإله الحقيقة وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته .
يقول يسوع أن الحياة الابدية هى أن تعرف أن لا إله الا الله ، المسيح رسول الله .
وهذا هو عين اعتقاد المسلمين ...
متى (19_16)
واذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لى الحياة الأبدية 17
فقال له لماذا تدعونى صالحا . ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله .
ولكن إن أردت ان تدخل الحياة فأحفظ الوصايا 18 قال له أية الوصايا .
فقال يسوع لا تقتل لا تزن لا تسرق . لا تشهد بالزور 19 أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك
أيضا فى هذا النص نفى يسوع أن يكون صالحا مثل الله ، فالصالح واحد فقط هو الله
وقال إن الحصول على الحياة الأبدية يتطلب ألا يقتل أحد أو يزنى أو يسرق أو يشهد شهادة زور
وان يكرم اباه وامه ويحب قريبه ، ولم يذكر النص من قريب أو من بعيد الخطيئة الأصلية أو الفداء والصلب .
متى (5_20)
فأنى اقول لكم انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات .
يوحنا (5_28)
لا تتعجبوا من هذا . فأنه تاتى ساعة فيها يسمع جميع الذين فى القبور صوته 29
فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة .
يسوع فى هذه النصوص يقول أن الاعمال الصالحة فقط هى التى تدخل الملكوت بدون الخلاص والفداء والصلب .
هل يسوع ملعون ؟؟؟
يقول الكتاب المقدس : إن كل من علق على خشبة ملعون .
تثنية (21_23)
فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه فى ذلك اليوم لأن المعلق ملعون من الله .
فلا تنجس ارضك التى يعطيك الرب الهك نصيبا .
غلاطية (3_13)
المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لآنه مكتوب معلون كل من علق على خشبة
فهل الله ملعون ؟
اللعن هو الطرد من رحمة الله ، فهل الله مطرود من رحمة الله ؟؟؟
تناقضات الفداء والصلب
سوف نعرض هنا مجموعة من النصوص المتناقضة بين الأناجيل توضح تعارض وتضارب قصة الصلب
وقبل أن نبدأ نقول انه لا يوجد شهود عيان لهذه القصة ولم يوجد أحد من التلاميذ شاهد على وقائع هذه القصة
ولا احد من الكتبة الذين كتبوا هذه الواقعة .
مرقص (14_50) فتركه الجميع وهربوا .
والآن مع التناقضات :-
1 - متى صلب يسوع ؟
مرقص (15_25) وكانت الساعة الثالثة فصلبوه .
يوحنا (19_14) وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة فقال لليهود هوذا ملككم
النص الأول يقول أن يسوع تم صلبه الساعة الثالثة ، أما النص الثانى فيقول حتى الساعة السادسة لم يصلب
2 - من حمل الصليب ؟
متى (27_32) وفيما هم خارجون وجدوا انسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل الصليب
يوحنا (19_17)
فخرج وهو حامل صليبه الى الموضع الذى يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة
فهل سمعان هو الذى حمل الصليب طبقا للنص الاول ؟ أم يسوع طبقا للنص الثانى ؟
3 - كم لص كان يعاير يسوع وقت الصلب ؟؟
متى ( 27_44) وبذلك ايضا كان اللصان اللذان صلبا مع يعيرانه .
لوقا (23_39) وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً :
إن كنت انت المسيح فخلص نفسك وإيانا 40 فأجاب الآخر وانتهره
هل كان اللصان يعيرانه طبقا للنص الأول ؟ أم لص واحد طبقا للنص الثانى ؟
4 - كيف مات الخائن يهوذا الاسخريوطى ؟
متى ( 27_5) فطرح الفضة فى الهيكل وانصرف . ثم مضى وخنق نفسه
اعمال الرسل ( 1_18)
فأن هذا اقتنى حقلا من آجرة الظلم وإذا سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها
هل يهوذا مات مشنوقا طبقا للنص الأول ؟ أم انسكبت أحشاؤه طبقا للنص الثانى ؟
5 - من جاء الى قبر يسوع ؟
يوحنا (20_1)
وفى أول الاسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر .
متى (28_1)
وبعد السبت عند فجر أول الاسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر .
لوقا (24_10)
وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن اللواتى قلن هذا للرسل .
مرقص (16_1)
وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدليه ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا ليأتين ويدهنه
نلاحظ اختلاف الروايات بأختلاف الأناجيل الاربعة ، فأيهم الصحيح ؟؟؟؟
6 - ماذا فعلن الراجعات من القبر ؟
لوقا (24_9)
ورجعن من القبر واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله .
مرقص ( 16_8)
فخرجن سريعا وهربن من القبر لأن الرعده والحيره اخذتاهن ولم يقلن لأحد شيئا لأنهن خائفات
هل الراجعات من القبر اخبروا احد عما حدث طبقا للنص الاول ؟؟؟ أم لم يخبروا احد طبقا للنص الثانى ؟؟؟
7 - ماذا رأوا عند القبر ؟
يوحنا (20-12)
فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس والاخر عند الرجلينحيث كان جسد يسوع موضوعا
لوقا (24-3) فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع
مرقص (16-5) ولما دخلن القبر راين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فأندهش
نلاحظ تناقض الروايات بأختلاف الاناجيل وعدم وجود شاهد عيان على هذه الواقعة
كى يثبت حاثة الصلب التى قامت عليها المسيحية
وكما قال بولس : أنه لو أن يسوع لم يصلب ويكفر الخطيئة ، فأن الإيمان النصرانى إيمان باطل .
وهذا نجده فى النص الاتى :
الرسالة إلى أهل كورنثوس الأولى (15_12)
ولكن إن كان المسيح يكرز به أنه قام من الاموات
فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات 13 فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام 14
وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم .
[ للإطلاع على الموضوع الأول ، وهو بعنوان : هل الكتاب المقدس معصوم ؟؟ ] ( إضغط هنا )
[ للإطلاع على الموضوع الثاني ، وهو بعنوان : هل ادعي المسيح الألوهية ؟؟ ] ( إضغط هنا )
إنتهي ،،،
لا تنسونا من دعائكم لنا بظهر غيب
لا تنسونا من دعائكم لنا بظهر غيب
ليست هناك تعليقات