بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد ،،
لن تسعفنا الكلمات حين نريد كتابة سيرة أحد علمائنا الربانيين الذين خطوا على درب السلف الصالح
والذين ملأوا الأرض علماً وانتفع بما تركوه آلالاف بل ملايين المسلمين حول العالم
كانوا رحمهم الله مثالاً للإتباع الصحيح للنبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح
ونسطر بما نستطيع ترجمة أحد هؤلاء العلماء الربانيين وهو :
الإمام العـلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -
اسمه ونسبه :
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان
بن عبدالله بن عبد الرحمن بن أحمد بن مقبل من آل مقبل من آل ريِّس الوهيبي التميمي
وجده الرابع عثمان أطلق عليه عثيمين فاشتهر به وهو من فخذ وهبه من تميم نزح أجداده من الوشم إلى عنيزة
بن عبدالله بن عبد الرحمن بن أحمد بن مقبل من آل مقبل من آل ريِّس الوهيبي التميمي
وجده الرابع عثمان أطلق عليه عثيمين فاشتهر به وهو من فخذ وهبه من تميم نزح أجداده من الوشم إلى عنيزة
مولده :
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك
عام 1347هـ في مدينة عنيزة - إحدى مدن القصيم -
بالمملكة العربية السعودية
عام 1347هـ في مدينة عنيزة - إحدى مدن القصيم -
بالمملكة العربية السعودية
وصفه :
قصير القامة معتدل الجسد ـ إلا في مرضه الأخير فقد هزل جدا ـ
ذو لحية طويلة إلى صدره بيضاء ـ ما كان يحنيها ـ
أبيض البشرة بشوش دائما طلق الوجه له نفس شاب وقد بلغ السبعين
نشأته العلمية
تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة
وكذا مختصرات المتون في الحديث والفقه
ثم درس على فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - وقد توسم فيه شيخه النجابة
والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته ولما فتح
المعهد العلمي بالرياض أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له
والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته ولما فتح
المعهد العلمي بالرياض أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له
فالتحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء
الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ولتقى هناك بسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ
ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به .
وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً حتى نال الشهادة الجامعية
من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض
شيوخه
1. جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ - رحمه الله - درس عليه القران الكريم
2. فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي ـ رحمه الله ـ ويعتبر الشيخ عبدالرحمن السعدي
شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه .
شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه .
3. سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -
فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام بن تيمية
وانتفع منه في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها .
4. الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع - رحمه الله -
5. قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان - رحمه الله - في علم الفرائض حال ولايته القضاء في عنيزة
6. قرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عنيزة
7. الإمام العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ
8. الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد ـ رحمه الله ـ
9. الشيخ عبد الرحمن الأفريقي
10. قرأ على سماحة الشيخ عبدالله بن عقيل العقيل في الفقه وغيرهم
زواجه
تزوج ـ رحمه الله ـ ثلاث مرات
الأولى : ابنة عمه بنت سليمان بن محمد العثيمين التي توفيت أثناء الولادة
ثم تزوج بعد وفاتها من ابنة الشيخ عبد الرحمن بن الزامل العفيسان وظلت معه خمس سنوات لم ينجب منها
فطلقها ثم تزوج بنت محمد بن إبراهيم التركي وهي أم أولادة ولم يجمع بين زوجتين .
فطلقها ثم تزوج بنت محمد بن إبراهيم التركي وهي أم أولادة ولم يجمع بين زوجتين .
أعماله ونشاطه العلمي
* بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة في عهد شيخه عبد الرحمن السعدي
وبعد أن تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ
* وفي سنه 1376هـ توفي شيخه عبدالرحمن السعدي فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة
والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتى أسسها شيخه عام 1359هـ
* ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون
من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع
ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي - رحمه الله -
* استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عنيزة حتى عام 1398هـ وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط
ومناهج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وألف بعض المناهج الدراسية
* ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين
منذ العام الدراسي 1398-1399هـ حتى توفي - رحمه الله -
* درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية
* شارك في عدة لجان علمية متخصصة عديدة داخل المملكة العربية السعودية
* ألقى محاضرات علمية داخل المملكة وخارجها عن طريق الهاتف
* تولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1405هـ حتى وفاته - رحمه الله -
* كان عضواً في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للعامين الدراسيين 1398 - 1399 هـ و 1399 - 1400 هـ
* كان عضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع الجامعة بالقصيم ورئيساً لقسم العقيدة فيها
* كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1407هـ حتى وفاته - رحمه الله -
وكان بالإضافة إلي أعماله الجليلة والمسؤوليات الكبيرة حريصاً على نفع الناس بالتعليم والفتوى
وقضاء حوائجهم ليلاً ونهاراً حضراً وسفراً وفي أيام صحته ومرضه - رحمه الله تعالى رحمة واسعة -
كما كان يلزم نفسه باللقاءات العلمية والاجتماعية النافعة المنتظمة المجدولة كما سبق ذكرها
فكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية مع قضاة منطقة القصيم وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
في عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة ومع كبار طلابه ومع الطلبة المقيمين في السكن
في عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة ومع كبار طلابه ومع الطلبة المقيمين في السكن
ومع أعضاء مجلس إدارة جمعية تحفيظ القران الكريم ومع منسوبي قسم العقيدة بفرع جامعة الإمام بالقصيم
وكان يعقد اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي في منزله واللقاء الشهري في مسجده واللقاءات الموسمية السنوية
التي كان يجدولها خارج مدينته فكانت حياته زاخرة بالعطاء والنشاط والعمل الدؤوب
وكان مباركا في علمه الواسع أينما توجه كالغيث من السماء أينما حل نفع
أعلن فوزه بجائزة الملك فيصل العالية لخدمة الإسلام للعام الهجري 1414هـ
وذكرت لجنة الاختيار في حيثيات فوز الشيخ بالجائزة ما يلي :-
أولاً : تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع ورحابة الصدر وقول الحق
والعمل لمصلحة المسلمين والنصح لخاصتهم وعامتهم
ثانيا ً : انتفاع الكثيرين بعلمه تدريساً وإفتاءً وتأليفاً
ثالثاً : إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة
رابعاً : مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كبيرة
خامساً: اتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة
وتقديمه مثلاً حياً لمنهج السلف الصالح فكراً وسلوكاً
ولقد آتاه الله سبحانه وتعالى ملكة عظيمة لاستحضار الآيات والأحاديث لتعزيز الدليل واستنباط الأحكام والفوائد
فهو في هذا المجال عالم لا يشق له غبار في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه
ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها.
أمضى وقته ـ رحمه الله ـ في التعليم والتربية والإفتاء والبحث والتحقيق ولـه اجتهادات واختيارات موفقة
لم يترك لنفسه وقتاً للراحة حتى إذا سار على قدميه من منزله إلى المسجد وعاد إلى منزله
فإن الناس ينتظرونه ويسيرون معه يسألونه فيجيبهم ويسجلون إجاباته وفتاواه
كان للشيخ -رحمه الله- أسلوب تعليمي رائع فريد فهو يسأل ويناقش ليزرع الثقة في نفوس طلابه
ويلقي الدروس والمحاضرات في عزيمة ونشاط وهمة عالية ويمضي الساعات يلقي دروسه ومحاضراته
وفتاواه بدون ملل ولا ضجر بل يجد في ذلك متعته وبغيته من أجل نشر العلم وتقريبه للناس ويعتنى
بتوجيه طلبة العلم وإرشادهم واستقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم
بتوجيه طلبة العلم وإرشادهم واستقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم
وأخيراً توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية
من كتب ورسائل وشروح للمتون العلمية طبقت شهرتها الآفاق وأقبل عليها طلبة العلم في أنحاء العالم
وقد بلغت مؤلفاته أكثر من تسعين كتاباً ورسالة ثم لا ننسى تلك الكنوز العلمية الثمينة المحفوظة
في أشرطة الدروس والمحاضرات فإنها تقدر بآلاف الساعات فقد بارك الله تعالى في وقت هذا العالم الجليل وعمره
نسأل الله تعالى أن يجعل كل خطوة خطاها في تلك الجهود الخيرة النافعة في ميزان حسناته يوم القيامة
مؤلفاته
بلغ بها الشيخ وليد الحسن 115 مؤلف بين كتاب صغير ومجلدات كبيرة وهي :
1. مجموع فتاوى الشيخ ، ويحوى المجموع حسبما أمر الشيخ كل مؤلفات الشيخ
التي تبلغ مجلدين فأقل وبلغت خمسة عشر مجلد وقد تصل إلى ثلاثين مجلدا .
2. تخريج أحاديث الروض المربع . لم يطبع
3. الشرح الممتع على زاد المستقنع
وهو أكبر مؤلفات الشيخ وأكثرها نفعا وفيها يظهر دقة علم الشيخ وقد يصل إلى ستة عشر مجلد .
4. فتاوى منار الإسلام . ثلاث مجلدات
5. نيل الأرب من قواعد ابن رجب . لم يطبع
6. القواعد المثلى . وهو من كتب الصفات الجيدة
7. القول المفيد على كتاب التوحيد . ثلاث مجلدات
8. فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام .
9. شرح العقيدة الواسطية . مجلدان
10. شرح رياض الصالحين . سبع مجلدات
عـَقبه ( أولاده )
الذكور : خمسة هم
1. عبدالله : موظف في جامعة الملك سعود .
2. عبدالرحمن : ضابط في وزارة الدفاع .
3. إبراهيم : ضابط في الحرس الملكي .
4. عبدالعزيز : ضابط في الجوازات .
5. عبدالرحيم : موظف في الخطوط السعودية .
ولم يطلب العلم أحد من أبناءه عليه ـ رحمه الله ـ
وله ثلاث بنات تزوجتْ ثنتان منهم باثنين من طلابه وهما الشيخ سامي الصقير والشيخ خالد المصلح .
وفاته رحمه الله تعالى
رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ
بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وصلى على الشيخ
في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ
الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلي عليه من الغد
بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة وفي خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها
ودفن بمكة المكرمة رحمه الله رحمة واسعة .
في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ
الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلي عليه من الغد
بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة وفي خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها
ودفن بمكة المكرمة رحمه الله رحمة واسعة .
نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته
وأن يغفر له و يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً
وأن يغفر له و يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً
ويعوض المسلمين بفقده خيراً والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وانا إليه راجعون
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين .
نبذة مختصرة من ترجمة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي ( الداعية بمركز الدعوة بالمنطقة الشرقية )
نبذة مختصرة من ترجمة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي ( الداعية بمركز الدعوة بالمنطقة الشرقية )
لا تنسونا من دعائكم لنا
ليست هناك تعليقات