مساحة إعلانية

الرئيسية / / هل كان محمد يخطئ والمسيح وحده بلا خطيئه كما يقول النصارى ؟ - شبهات وردود

هل كان محمد يخطئ والمسيح وحده بلا خطيئه كما يقول النصارى ؟ - شبهات وردود


أحد الأفتراءات والأكاذيب التى يروجها النصارى والمنصرين للنيل من قدر ومكانة رسول الله

محمد صلى الله عليه وسلم فيقولون أن رسول الإسلام كان يفعل الذنوب والمعاصى وأنه كان يخطئ

وبالطبع على الجانب الاخر يـدّعون أن المسيح كان بلا خطيئه وأنه لم يفعل اى ذنوب او خطايا .

هل كان محمد يخطئ والمسيح وحده بلا خطيئه

ودليلهم على ما يقولونه هو ما ورد فى الاحاديث الصحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان يكثر من الاستغفار حتى أنه ورد فى الحديث أن النبي (صلى الله عليه وسلم )

كان يستغفر في اليوم أكثر من  70 مرة و في رواية 100 مرة فى المجلس الواحد 

كما ورد فى القرآن الكريم مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ) ﴿ غافر : 55 )

( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) (محمد: 19)

فهل معنى استغفار النبى محمد صلى الله عليه وسلم وأمر الله له بذلك

يعنى أنه كان يذنب ويرتكب الخطايا كما يدعى النصارى ؟

لن نتكلم عن معنى الاستغفار وأن كل الانبياء قد ارسلهم الله الى قومهم ليدعوهم الى الاستغفار

ومن قراء سورة هود وجد أن كل نبى أتى الى قومه بدعوته ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ )

وأن كل الانبياء كان لسانهم يلهج بذكر الله والاستغفار اليه حتى أن رسولنا الكريم قد أمرنا بالاستغفار

عقب فعل الطاعات لما قد يعتريها من نقص أو تقصيروليس لأن المسلم يفعل فيها ما يغضب الله أو يعصيه .

فبعد الصلاة ورد أن النبى صلى الله عليه وسلم ومن سنته أن نستغفر الله ثلاثا فقد ثبت في صحيح مسلم :

( أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً ) 

وبعد الحج أمرنا الله بالاستغفار :

( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (199) سورة البقرة

وقد وصف الله عباده المؤمنين بعد اكثر العبادات اخلاصا ومشقه على النفس وهى قيام الليل

بقوله عزوجل : ( كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )

فيقومون الليل تهجدا وصلاة وعبادة لله وهم يستغفرون .

روى ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( طوبى لِمَن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً )

فالاستغفار لا يعنى أن العبد مخطيء ويرتكب المعاصى والخطايا

ولكن هو اعتراف من العبد بتقصيره فى جنب الله وأنه مهما فعل فلن يعطى الله حقه ولن يتقى الله حق تقاته

ولكنه يتقى الله ما استطاع ويستغفر الله لما فى عبادته وطاعته من تقصيرعسى الله أن يتقبلها ويرفع درجته .

وربما يكون الرد أكثر وضوحا بما نذكره فى الامثله التاليه :-

المثال الأول :

كان يوحنا المعمدان يدعوا الناس للتوبة ويعمدهم بماء التوبة ليخلصهم من ذنوبهم

ويطهرهم من خطاياهم كما ورد فى الاناجيل التى بين أيدى النصارى .

متى 3 :

1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ

2 قَائِلاً: «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.

3 فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ :

صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ : أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».

4 وَيُوحَنَّا هذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ، وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَادًا وَعَسَلاً بَرِّيًّا.

5 حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ،

6 وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ.

7 فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ ،

قَالَ لَهُمْ: « يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الْآتِي ؟

8 فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ.

9 وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَبًا.

لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لإِبْراهِيمَ.

10 وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.

11 أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي

الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. 

فكما نرى أن يوحنا المعمدان كان يعمد الناس بماء التوبه ويدعوهم الى التوبة

وأن من كانوا يأتون للتعميد كانوا يتعمدون معترفين بخطاياهم .

ثم يذكر لنا كاتبوا الاناجيل أن من ضمن من جاءوا ليتعمدوا بماء التوبة على يد يوحنا المعمدان

هو المسيح يسوع نفسه وقد عمده يوحنا ثم وبعد تعميده أصبح مؤهلا لتحمل الرساله

فنزلت عليه الروح القدس فى هيئه جسميه كحمامه .. فهل هذا يعنى أن المسيح كان خاطئ وعنده من الخطايا

ما جعله محتاج للتعميد بماء التوبة على يد يوحنا المعمدان كباقى الناس اصحاب الخطايا حتى تغفر خطايا

وحتى يصبح مؤهلا لحمل الرساله وبدء الخدمه ونزول الروح القدس عليه ؟

هذا السؤال على النصارى الاجابه عليه !!

المثال الثانى :

وكما هو معلوم من نصوص الاناجيل الكثيرة أن المسيح كان كثير الصلاة فى العلن وفى الخفاء

وكان يترك تلاميذه وينفرد بنفسه يصلى الى الله الاب ويبرر النصارى صلاة المسيح ليس بأنه عبد يصلى الى الله

ولكن يقولون أنه كان يصلى ليعلم تلاميذه ومن حوله الصلاة وحتى لا يظن الناس به سوء

أى أنه كان يرائى الناس بصلاته وعلى الرغم من بطلان هذه الحجه الواهيه

لأن الكتاب يذكر أنه كان ينفرد بنفسه للصلاة فلا يراه أحد ولا يعلم تلاميذه لأنهم لا يرونه

ولكن قد أعلن المسيح لتلاميذه ماذا يقولون فى صلاتهم وبالطبع هذا ما كان يقوله المسيح أيضا فى صلاته :

انجيل متى 6 : 5

« وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ

لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ !

6 وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ.

فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.

7 وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ.

8 فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ.

9 «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.

10 لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.

11 خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.

12 وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.

13 وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.

هكذا كان المسيح يصلى

وهكذا علم تلاميذه الصلاة وما فيها من مطلب اساسى له وللمؤمنين به وتلاميذه الأوائل أن اغفر لنا ذنوبنا

فهل كان المسيح وتلاميذه من اصحاب الذنوب والخطايا حتى تكون صلاتهم طلبا للمغفرة والتوبة .

الا يدعى النصارى أن المسيح قد جاء تكفيرا لخطاياهم وتطهيرهم الكامل

وأنه دفع الكفارة عن جميع ذنوبهم وخطاياهم ؟

فما حاجتهم الى التوبة والاستغفار بعد ذلك ؟

أم أن الخطيه الاصليه تتجدد أو أن كفارة المسيح على الصليب التى دفعها

لتكفير الخطيه الاصليه الموروثه ليست كافيه لتكفير باقى الذنوب والخطايا الغير اصليه وغير موروثة ؟

المثال الثالث :

عندما نادى احد المؤمنين بالمسيح على المسيح ووصفه بالمعلم الصالح نفى المسيح هذه الصفه عن نفسه

واستنكر على هذا الرجل وقال له لما تدعونى صالحا وذكر أن الصالح هو الله فقط .

متى 19 : 

16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: « أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ ؟ »

17 فَقَالَ لَهُ : « لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا ؟

لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ . وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا ».

يقول النصارى أن قول المسيح لماذا تدعونى صالحا لا تعنى النفى ( أى نفى الصلاح عن نفسه )

ولكن تعنى الاستفسار ؟

نعم إنه سؤال استنكارى وليس للاستفسار أو الاستعلام والنفى كان فى الجملة التى تليها

عندما قال له ليس أحد صالحا الا واحد وهو الله , وبالطبع لم يقل المسيح مطلقا أنه هو الله 

ولكن النصارى يحترفون لي الاقوال وتحريف الاحاديث ليستخرجوا منها ما ليس فيها .

الشاهد هنا هل نفى المسيح عن نفسه الصلاح واستنكاره على المتكلم 

لماذا تدعونى صالحا يعنى أنه من اصحاب الذنوب والخطايا ؟


هذه الامثله الثلاثة وما بها من تساؤلات يحتاج النصارى للرد عليها والتفكر فيها جيدا

ليعرفوا معنى الاستغفار ومغزاه والهدف منه وليكفوا عن افتراءاتهم وكلامهم الباطل

ولم نذكر هنا الخطايا الصريحه والواضحه

التى ذكرها كاتبوا الاناجيل عن المسيح من شربه الخمر وتحويل الماء الى خمر

( وقد ذكر الكتاب المقدس أن شرب الخمر خطيئه ونهى القديسين والانبياء ورجال الله عن شرب الخمر)

وقد تعرى المسيح أمام تلاميذه والتعرى خطيئه واساء الكلام مع امه وعنها وهذا خطيئه

وتعامل مع النساء الخطايا وسمح لهم بتقبيل قدمه وتدليك جسده بالعطر وسب الناس بألفاظ بذيئه

وضرب البائعين فى بيت المقدس وقلب موائدهم

وغير ذلك من الخطايا التى عميت اعين النصارى وقلوبهم عنها

أدعوا الله أن يهديهم إلى الحق وإلى الطريق المستقيم .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

كتبه :- موقع المسيح كلمة الله


شارك المقال

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©