إن الانسان اذا لم يسعى الى الخلاص فإنه يكون خسراناً
لآن الحياة الدنيا لا شك ستفنى وسيموت الواحد منا ولن يجد إلا عمله
فإن خلص نفسه من العذاب فإنه سيستمتع بعد حياته برؤية الرب
وأما ان عاش كما يعيش الناس بلا بحث عن الخلاص فإنه يُهلك نفسه لا محاله .
ولكن ما هو الخلاص وكيف الوصول الى اليه ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة
فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر
ثم يقول : أتنكر من هذا شيئاً . أظلمك كتبتي الحافظون ؟
فيقول : لا يا رب .
فيقول : أفلك عذر ؟
فيقول : لا يا رب .
فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة ، فإنه لا ظلم عليك اليوم .
فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
فيقول : أحضر وزنك .
فيقول : يا رب ، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات !
فقال : إنك لا تظلم .
قال : فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله “
هذا هو الخلاص الحقيقى أن تشهد بالحق والحقيقة وحدها
والحقيقة هى ان الله خلقنا وحده ويرزقنا وحده ويميتنا وحده وسيبعثنا وحده
و لأنه وحده هو الخالق الرزاق المدبر
فإنه ينبغي علينا ان نشهد له بذلك وان نحمده ونشكره على كل هذا الفضل
ولكن شكر نعمة الرب لابد ان يكون شكراً عمليا بأن تعبده وحده لانه خلقك وحده
وأن تصلى له وحده لأنه يرزقك وحده وأن تدعوه وحده لأنه يدبر لك الامر وحده .
ولأن الله يحب ان يهتدي الناس كلهم إليه فقد أرسل إليهم رسل ليوضحوا للناس طريق الخلاص
فكانوا يقولون لأقوامهم اعبدوا الله وحده مالكم من إله غيره قالها نوح و ابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام
وهذه هى اول وصايا المسيح فى الكتاب المقدس ” لا تجعل لك إله آخر ” وقال ” الرب إلهنا رب واحد ”
ورسول الله محمد خاتم الرسل إنما جاء بالتوحيد
ومن أجل عودة الخلق إلى توحيد الرب بعد ان أصبح فى قلوب الناس آلهة متعدد
فمنهم من يعبد إلهين ومنهم من يعبد ثلاثه ومنهم من يعبد البقر والشجر والشمس والقمر
فجاء بكلام الله الذى فيه ” فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك “
فلا قيمة للذنوب مع اعتقاد صحيح وشكر لنعمة الرب بشهادة الحق
ولا قيمة لاعمال الخير مع اعتقاد فاسد
وانما الخلاص فى شهادة الحق
بأن تشهد أن لا اله الا الله وأن محمدًا عبد الله ورسوله وان المسيح عبد الله ورسوله .
لا تنسونا من دعائكم لنا
ليست هناك تعليقات