في سؤال وجه للشيخ الفقيه العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
قال السائل : « ما أقسام التوحيد مفصلة ؟
لأننا في زمن كثرت فيه الشركيات ، فنشاهد أناساً يذبحون عند الأضرحة ويطوفون بها ويتقربون إليها ؟ »
فأجاب رحمه الله تعالى :
سؤال الأخ عن التوحيد وأقسامه سؤال مهم ، لأن التوحيد هو الذي بعثت به الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم
قال الله تبارك وتعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )
والرسل حكى الله عنهم على وجه التفصيل أنهم كانوا يقولون لأقوامهم : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )
والنبي عليه الصلاة والسلام جاء بتحقيق هذا التوحيد تحقيقاً تامّاً يمنع العبد من الإشراك بالله الشرك الصغير والكبير
وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أن أقسام التوحيد ثلاثة، وذلك بالتتبع والاستقراء
أقسام التوحيد ثلاثة :
القسم الأول : توحيد الربوبية
وهو إفراد الله عز وجل في الخلق والملك والتدبير ، فلا خالق إلا الله ولا مالك إلا الله
ولا مدبر إلا الله لا أحد يقوم بهذا على وجه الإطلاق والعموم والشمول إلا الله رب العالمين .
فهو المتفرد بالخلق ، المتفرد بالملك ، المتفرد بالتدبير ، قال الله عز وجل : ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )
فالآية هذه فيها حصر الخلق والأمر في الله وحده
وذلك بتقديم الخبر ( له ) على المبتدأ ( الخلق ) وتقديم ماحقه التأخير يفيد الحصر كما قرر ذلك علماء البلاغة
فالخلق كله له ، والأمر كله له عز وجل لا يشركه أحد
قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ .
إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
وقال تعالى : ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ. وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )
فبين الله عز وجل أن هؤلا السفهاء الذين يشركون ، الذين اتخذهم عبادهم شفعاء عند الله ، شركاء مع الله
لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض على وجه الاستقلال بها دون الله
ما لهم فيهما من شرك أي :
لا يملكون شركة مع الله عز وجل ، فليسوا مستقلين في شيء وليسوا شركاء مع الله في شيء
( وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ) يعني : ما لله أحد من هؤلاء يساعده ويعينه عز وجل بل هو مستغنٍ عن جميع خلقه
( وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) وذلك لكمال سلطانه وعظيم ملكه عز وجل
لا أحد يشفع عنده يتوسط بشيء لأحد من خير أو دفع ضرر إلا بإذنه عز وجل
وفي هذا قطع لجميع ما يتعلق به المشركون الذين يدعون أنهم يعبدون هذه الأصنام يتخذونها شفعاء عند الله
قال : ( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )
ومن المعلوم أن الله لن يأذن لهذه الأصنام أن تشفع ولا يأذن لأحد أن يشفع لعابد هذه الأصنام
سؤال الأخ عن التوحيد وأقسامه سؤال مهم ، لأن التوحيد هو الذي بعثت به الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم
قال الله تبارك وتعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )
والرسل حكى الله عنهم على وجه التفصيل أنهم كانوا يقولون لأقوامهم : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )
والنبي عليه الصلاة والسلام جاء بتحقيق هذا التوحيد تحقيقاً تامّاً يمنع العبد من الإشراك بالله الشرك الصغير والكبير
وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أن أقسام التوحيد ثلاثة، وذلك بالتتبع والاستقراء
أولها : توحيد الربوبية ، والثاني : توحيد الألوهية ، والثالث : توحيد الأسماء والصفات
وقد اجتمعت الثلاثة في آية واحدة من كتاب الله في قوله تعالى :
( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً )
فقوله تعالى : ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ) هذا توحيد الربوبية
وقوله : ( فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ) هذا توحيد الألوهية
وقوله تعالى : ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً )
هذا توحيد الأسماء والصفات ، أي لا تعلم له سميّاً أي : مساميا يضاهيه ويماثله عز وجل
أقسام التوحيد ثلاثة :
القسم الأول : توحيد الربوبية
وهو إفراد الله عز وجل في الخلق والملك والتدبير ، فلا خالق إلا الله ولا مالك إلا الله
ولا مدبر إلا الله لا أحد يقوم بهذا على وجه الإطلاق والعموم والشمول إلا الله رب العالمين .
فهو المتفرد بالخلق ، المتفرد بالملك ، المتفرد بالتدبير ، قال الله عز وجل : ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )
فالآية هذه فيها حصر الخلق والأمر في الله وحده
وذلك بتقديم الخبر ( له ) على المبتدأ ( الخلق ) وتقديم ماحقه التأخير يفيد الحصر كما قرر ذلك علماء البلاغة
فالخلق كله له ، والأمر كله له عز وجل لا يشركه أحد
قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ .
إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
وقال تعالى : ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ. وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )
فبين الله عز وجل أن هؤلا السفهاء الذين يشركون ، الذين اتخذهم عبادهم شفعاء عند الله ، شركاء مع الله
لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض على وجه الاستقلال بها دون الله
ما لهم فيهما من شرك أي :
لا يملكون شركة مع الله عز وجل ، فليسوا مستقلين في شيء وليسوا شركاء مع الله في شيء
( وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ) يعني : ما لله أحد من هؤلاء يساعده ويعينه عز وجل بل هو مستغنٍ عن جميع خلقه
( وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) وذلك لكمال سلطانه وعظيم ملكه عز وجل
لا أحد يشفع عنده يتوسط بشيء لأحد من خير أو دفع ضرر إلا بإذنه عز وجل
وفي هذا قطع لجميع ما يتعلق به المشركون الذين يدعون أنهم يعبدون هذه الأصنام يتخذونها شفعاء عند الله
قال : ( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )
ومن المعلوم أن الله لن يأذن لهذه الأصنام أن تشفع ولا يأذن لأحد أن يشفع لعابد هذه الأصنام
قال الله تبارك وتعالى :
( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ) .
وقال تعالى : ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى )
وحينئذٍ تنقطع كل الآمال التي يتعلق بها هؤلاء المشركون الذين يعبدون مع الله غيره ، يرجونه نفعاً أو دفع ضرر
فإن ذلك لا ينفعه ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ. وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ )
إذاً توحيد الربوبية إفراد الله عز وجل بأمور ثلاثة :
بالخلق والملك والتدبير ، فلا خالق إلا الله ، ولا مالك إلا الله ، ولا مدبر إلا الله .
وما يوجد من المخلوق من صنع الأشياء ، وما يوجد من المخلوق من الملك ، وما يوجد للمخلوق من التدبير
فكله تدبير ناقص ، وهم أيضاً غير مستقلين به ، بل ذلك من خلق الله عز وجل
أما المنفرد بذلك على وجه الاستقلال فهو الله سبحانه وتعالى ، فللمخلوق خلق وإيجاد ، لكنه ليس كخلق الله
فالله تعالى موجد الأشياء من العدم والمخلوق لا يستطيع أن يوجد الشيء من العدم
وإنما يستطيع أن يركب شيئاً مع شيء أو يغير صورة شيء إلى شيء كما لو غير النجار الخشبة إلى باب
والحداد الصفائح الحديد إلى أبواب وما أشبه ذلك ، لكنه لن يخلق هذه المادة
قال الله :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ
وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ. مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )
كذلك الإنسان له ملك
قال الله تعالى : ( إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ) وقال الله تعالى : ( أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَه )
ولكن هذا الملك ملك مقيد محدود ليس بشامل ، وليس للإنسان فيه مطلق التصرف ، بل هو محدود
فما بيدي من الملك ليس لك ، وما بيدك من الملك ليس لي
ثم إنه ملك محدود لا تستطيع أن تتصرف فيه إلا على حسب ما جاءت به الشريعة .
وكذلك للإنسان تدبير :
يدبر مملوكه ، ويدبر زوجته، يدبر أهله ، لكنه تدبير ناقص ليس بشامل ، ولا للإنسان فيه مطلق الحرية
وبهذا عرفنا أن المنفرد بالخلق والمنفرد بالملك والمنفرد بالتدبير هو الله عز وجل وحده .
هذا قسم من أقسام التوحيد
وهذا التوحيد لم ينكره المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل كانوا يقرون به غاية الإقرار
قال تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )
وقال : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَات وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ )
وهكذا الآيات الكثيرة كلها تدل على أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم
واستباح دماءهم وأموالهم ونساءهم وذريتهم كانوا يقرون بهذا التوحيد
لكن ذلك لم ينفعهم ؛ لأنهم مشركون في توحيد الألوهية ، توحيد العبادة الذي هو حق الله الخاص له
وهو :
تـــوحــيــد الألــوهــيــة
نكمل فى الجزء الثانى إن شاء الله
ليست هناك تعليقات