مساحة إعلانية

الرئيسية / / جماعة التبليغ والدعوة - ما لها وما عليها

جماعة التبليغ والدعوة - ما لها وما عليها


جماعة التبليغ من الجماعات العاملة للإسلام ، وجهدها في الدعوة إلى الله لا يُنكر


ولكنها مثلها مثل كثير من الجماعات تقع في أخطاء ، وعليها ملاحظات ويمكن إجمال الملاحظات بما يلي

مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأخطاء تختلف في الجماعة نفسها بحسب البيئة والمجتمع الموجودة به

ففي المجتمعات التي يظهر فيها العلم والعلماء وينتشر مذهب أهل السنة والجماعة تقل أخطاؤهم إلى حد بعيد

وفي مجتمعات أخرى قد تزيد هذه الأخطاء 



جماعة التبليغ والدعوة - ما لها وما عليها


السؤال :


ما حكم الجماعات التي تقضي أربعة أشهر وأربعين يوماً في مختلف أنحاء العالم

لدعوة المسلمين إلى واجباتهم الدينية ؟

الجواب :

الحمد لله

" جماعة التبليغ " من الجماعات العاملة للإسلام ، وجهدها في الدعوة إلى الله لا يُنكر

ولكنها مثلها مثل كثير من الجماعات تقع في أخطاء ، وعليها ملاحظات ويمكن إجمال الملاحظات بما يلي

مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأخطاء تختلف في الجماعة نفسها بحسب البيئة والمجتمع الموجودة به

ففي المجتمعات التي يظهر فيها العلم والعلماء وينتشر مذهب أهل السنة والجماعة تقل أخطاؤهم إلى حد بعيد

وفي مجتمعات أخرى قد تزيد هذه الأخطاء ، فمن أخطائهم :

1. عدم تبني عقيدة أهل السنة والجماعة ، وذلك واضح في تعدد عقائد أفرادها بل بعض قادتها .

2. عدم اهتمامهم بالعلم الشرعي .

3. تأويلهم للآيات القرآنية ونقلهم لمعانيها على غير مراد الله تعالى

ومن ذلك تأويلهم لآيات الجهاد بأن المقصود بها " الخروج للدعوة "

وكذا الآيات التي فيها لفظ " الخروج " ومشتقاته إلى الخروج في سبيل الله للدعوة .

4. جعلهم الترتيب الذي يحددونه في الخروج متعبَّداً به

فراحوا يستدلون بالآيات القرآنية ويجعلون المقصود منها ما يحددونه من أيام وأشهر

ولم يقتصر الأمر على مجرد الترتيب بل ظل بينهم شائعاً منتشراً مع تعدد البيئات وتغير البلدان واختلاف الأشخاص .

5. وقوعهم في بعض المخالفات الشرعية من نحو جعلهم رجلاً منهم يدعو أثناء خروج الجماعة للدعوة إلى الله

ويعلقون نجاحهم وفشلهم على صدق هذا الداعي والقبول منه .

6. انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم ، وهذا لا يليق بالذي يتصدى للدعوة إلى الله .

7. عدم كلامهم عن " المنكرات " ، ظناً منهم أن الأمر بالمعروف يغني عنه

ولذا نجدهم لا يتكلمون عن المنكرات الفاشية بين الناس مع أن شعار هذه الأمة – وهم يرددونه باستمرار –

{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } آل عمران / 104

فالمفلحون هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وليس فقط من يأتي بأحدهما .

8. ما يقع من بعضهم من الإعجاب بالنفس والغرور ويؤدي به ذلك إلى ازدراء غيره –

بل والتطاول على أهل العلم ووصفهم بأنهم قاعدون ونائمون - ووقوعه في الرياء

فتجده يتحدث أنه خرج وسافر وانتقل وأنه رأى وشاهد ، وهو يؤدي إلى وقوعه فيما لا يحمد مما ذكرنا .

9. جعلهم الخروج للدعوة أفضل من كثير من العبادات كالجهاد وطلب العلم

مع أن ما يفضلونه عليه هو من الواجبات أو قد يصير واجباً على أناس دون غيرهم .

10. جرأة بعضهم على الفتوى والتفسير والحديث 

وذلك واضح في كونهم يجعلون كل واحد منهم يخاطب الناس ويبين لهم ، وهو يؤدي إلى جرأة هؤلاء على الشرع 

فلن يخلو كلامه من بيان حكم أو حديث أو تفسير آية

وهو لم يقرأ في ذلك شيئاً ، ولم يسمع أحداً من العلماء لينقل عنه ، وبعضهم يكون من المسلمين أو المهتدين حديثاً

11. تفريط بعضهم في حقوق الأبناء والزوجة ، وقد بيَّنا خطر هذا الأمر في جواب السؤال رقم ( 3043 ) .

لذا فإن العلماء لم يجوزوا الخروج معهم إلا لمن أراد أن يفيدهم ويصحح الأخطاء التي تقع منهم .

ولا ينبغي لنا أن نصد الناس عنهم بإسقاطهم بالكلية

بل علينا أن نحاول إصلاح الخطأ والنصيحة لهم حتى تستمر جهودهم وتكون صائبة على وفق الكتاب والسنة .

وهذه فتاوى بعض العلماء في " جماعة التبليغ " :-

1. قال الشيخ عبد العزيز بن باز :

فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة 

فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة

حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم

وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة ، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 8 / 331 ) .

2. قال الشيخ صالح الفوزان :-

الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن

الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو ، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف .

وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته

بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين يوماً أو أقل أو أكثر.

وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم ، لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل 

قال تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة }

أي : على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه

ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان يعرف درجات الإنكار وكيفيته .

والخروج الذي يشغل عن طلب العلم أمر باطل لأن طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام

هذا من خرافات الصوفية الضالة ، لأن العمل بدون علم ضلال ، والطمع بحصول العلم بدون تعلم وهم خاطئ .

من كتاب " ثلاث محاضرات في العلم والدعوة " .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب


فتوى حول الجلوس مع جماعة التبليغ والخروج معهم



السؤال :

هل يجوز الجلوس مع جماعة التبليغ من أجل الفائدة والذكر فقط ؟

الجواب :

الحمد لله

جماعة التبليغ إحدى الجماعات الدعوية التي تسعى لنشر الإسلام والدعوة إليه

ولها دور محمود في دعوة العصاة والمنحرفين مع بذل الوقت والمال وتحمل مشاق السفر والتجوال وغير ذلك

ونظرا لما ينقل عن بعض مشايخ هذه الجماعة ومؤسسيها من بعض الأفكار الخاطئة والعقائد المرفوضة

أفتى جماعة من أهل العلم بأنه لا يخرج معهم إلا طلبة العلم ، بغرض تعليمهم وإرشادهم .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي :

خرجت مع جماعة التبليغ للهند والباكستان ، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور

وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد به قبر باطلة فما رأيكم في صلاتي وهل أعيدها ؟

وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن ؟

فأجاب رحمه الله :

جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة

فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة

حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم 

وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنة . رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه

( مجموع فتاوى الشيخ ابن باز 8/331 )

وإذا كان الموجودون عندكم من هذه الجماعة معروفين بالعقيدة الصحيحة والعلم

فلا حرج عليك في التعاون معهم ، والحضور في مجالسهم .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

نحن سكان في البادية منا من هو مستقر في هجرة ومنا من هو يتبع حلاله

ويأتينا جماعة الدعوة للتبليغ منهم من نعرفه شخصيا ونثق بصدق نيته إلا أنهم ليسوا علماء ومنهم علماء

ويدعوننا للخروج للهجر التي حولنا ويحددون لذلك أياماً وأسابيع وأشهراً

مع ملاحظتنا أن حلق الذكر التي تعمل عندنا ليس عليها أي اشتباه

هل يجوز الاستماع لهم أو الخروج معهم للهجر المجاورة أو خارج المملكة ؟

فأجاب رحمه الله :

إذا كان المذكورون معروفين بالعقيدة الطيبة والعلم والفضل وحسن السيرة

فلا بأس بالتعاون معهم في الدعوة إلى الله سبحانه والتعليم والنصيحة

لقول الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله ". وفق الله الجميع 

( مجموع فتاوى الشيخ 9/307 )

والله اعلم .

الإسلام سؤال وجواب




شارك المقال

هناك 94 تعليقًا

  1. اءعلم رحمك ان التوحيد هو اءفرد الله بالعبادة وهو دين الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين اءرسلهم الله اءلى عباده لما غلوا في الصالحين فاءولهم نوح عليه الصلاة والسلم==اغلو في الصالحين ودا = ويغوث= ونسرا=) واءخرهم محمد عليه الصلاة والسلام كسر صور هؤلاء الصالحين والتوحيد هو لغة وحد=يوحد) اءي جعل الشيء واحدا= وهذا لا يتحقق ءالا بنفي واءثبات==نفي الحكم عما سوى الموحد= واءثباته له = لاءن النفي وحده تعطيل= والاءثبات وحده لا يمنع المشاركة=فمثلا لا يتم للاءنسان التوحين=حتى يشهد اءن لااءله لامعبود بحق اءلا الله=)اءلا الله= مثبتا العبادة لله وحده لاشريك له في عبادته لاشريك له في ملكه هنا توحيد الاءلوهية فهو دين الرسل = فكلهم اءرسلو بهذا الاءصل الذي هو التوحيد==قال الله تعالى=) ولقد بعثنا في كل اءمة اءن اءعبدو الله واءجتنبوا الطاغوت=) وقال الله تعالى=) وما ارسلنا قبلك من رسول اءلا نوحي اءنه لا اءله اءلا اءنا فاعبدون=) ارسله الله اءلى قومه لما غلوا في الصالحين == وسبب كفر بن اءدم من اليهود والنصارى والصوفية والرافظة== الغلو في حب الصالحين== قال ابن العباس رظي الله عنه==هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح= فلما هلكوا اءوحى الشيطان اءلى قومهم اءن اءنصبوا اءلى مجالسهم التي كانو يجلسون فيها اءنصابا = وسموها باءسما هم ففعلوا= ولم تعبد حتى اءذا هلك اولئك ونسي اللعلم عبدت=)واءخر الرسل محمد عليه الصلاة والسلام اءرسله=)فاءن قيل اءن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام= ينزل اءخر الزمان ويكسر الصليب ويهدم القبور التي تعبد من دون الله ولا يقبل الا الا سلام=) وارسله الله الى قوم يحجون ويذكرون الله كثيرا= ولكنهم يجعلون= بعظى الوسائط بينهم وبين الله== ويقولون= نريد منهم التقرب= اءلى الله= ونريد شفاعتهم= مثل الملائكة وعيسى وسيدي اءحمد== اءنهم اءنما يعبدون سيدي احمد هذه الاقبور والاءصنام= لتقربهم اءلى الله زلفى= فهم مقرون اءنها من دون الله==واءنها لا تملكلهم ضرا ولا نفعا= واءنهم شفعاء لهم عند اللهعز وجل= ولكن هذه الشفا عة باطلة لا تنفع صاحبها لاءن الله يقول=) فما تنفعهم شفاعة الشافعين=) وذالك لاءن الله تعالى =لا يرظى لهؤلاء المشركين شركهم ولا يمكن اءن ياءذن بالشفاعة لهم= لاءنه لا شفاعة اءلا لمن اءرتظاه الله عز وجل= والله لا يرظى لعباده الكفر ولايحب الفساد=)=== فتعلق عباد القبور باءلهتم وصالحيهم ويعبو دونها = ويقلون ) هؤلاء شفعا ئنا عند الله )= فتعلق باطل غير نافع= بل هذا لايزيدهم من الله تعالى= اءلابعدا على اءن المشركون يرجون الشفاعة= اءصنامهم وصالحيهم==بوسيلة باطلة= وهي عبادة هذة الاصنام والقبور والاء ظرحة= وهذا = من جهلهم وسفههم اءن يحاولو التقرب اءلى الله تعالى بما يزيدهم بعدا=) ومزالو على هذا الكفر وعبادة الاصنام والقبور = حتى بعث الله الرسول عليه الصلاة والسلام يجدد لهم دين اءبيهم اءبراهيم= ويخبرهم اءن التقرب والاءعتقاد محظى حق الله تعالى= لا يصلح شيء= لغير الله تعالى لا لملك مقرب ولا =لنبي ولا للصالح= ولا لنبي مرسل فضلا من غيرهما=) وءلا فهؤلاء الشركون الذين بعث فيه النبي عيه الصلاة والسلام== يشهدون ان لاخالق ولا رازق اءلا الله= واءن الله يحي ويميت=) وكذالك الصوفية عباد القبور يشهدون== اءن خالق ولا رازق اءلا الله ويعبدون القبور ويطفون بها كطوافهم بالكعبة= ويذبحون لاصنامهم== من القبور ءاولياء المشعوذين=) الصوفية كلاب جهنم=)

    ردحذف
  2. وقد صرح الإمام في هذين الكتابين بأنه على عقيدة أهل الحديث ، والزاعمون لهذا البطلان ممن انتسبوا إلى الإمام وسموا أنفسهم بالأشاعرة إنما هم في الحقيقة قد سلكوا طريقة ابن كلاب البصري ، وهو ما كان عليه الأشعري في طوره الثاني من أطوار اعتقاده ؛ فقد كان أولا معتزليا ثم تحول إلى مذهب ابن كلاب ثم استقر أخيرا على عقيدة السلف .
    وادعى أتباعه أنهم هم أهل السنة والجماعة ، ونسبوا من آمن بالنصوص الشرعية في الصفات الإلهية وأجراها على ظاهرها بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل نسبوه إلى التشبيه والتجسيم ، وهذا عين المخالفة لإمامهم حيث صرح بإثبات الصفات التي وردت في الكتاب والسنة ، وردَّ على المعطلة والمشبهة . ولتوضيح هذه الحقيقة وتجليتها رأيت إبراز ما قرَّره في المقالات من مذهب أهل الحديث وصرح بأنه ملتزم به مع التعليق والإيضاح لما يحتاج لتعليق وذلك لبيان مدى موافقة الأشعري لمنهج السلف ومعتقدهم ومن ثم يظهر مخالفة أتباعه له في الاعتقاد .
    وحسب علمي فإن ما قرره الأشعري في مقالاته عن أهل الحديث لم يحظ بشرح مستقل ولم يعتن به ، لذا وضعت هذا الشرح المختصر . أما المنهج الذي سأتبعه في هذا الشرح فهو كالآتي :
    1- رأيت أن أفضل من يشرح ما قرره الأشعري عن أصحاب الحديث في أمور الاعتقاد هم أهل الحديث أنفسهم لذا فإني أرجع إلى الكتب المؤلفة في عقيدة أهل السنة والجماعة على طريقة أهل الحديث وهي ما يأتي :
    أ- اعتقاد أئمة أهل الحديث للحافظ الإمام أبي بكر الإسماعيلي .
    ب- اعتقاد السلف أصحاب الحديث للحافظ الإمام شيخ الإسلام أبي عثمان إسماعيل الصابوني .
    ج- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للحافظ الإمام شيخ الإسلام أبي القاسم عبد الله اللالكائي .
    د- الحجة في بيان المحجة للإمام الحافظ أبي محمد الفضل التيمي الأصبهاني وغير ذلك من كتب أهل السنة والجماعة .
    2- فإن لم أجد اجتهدت في شرح كلام المؤلف مستدلا له من الكتاب والسنة ، وقد أذكر أقوال أهل العلم ، وقد أكتفي بذكر الأدلة فقط لوضوح المسألة وجلائها .
    3- كما أني لم ألتزم في الجملة بطريقة واحدة في العرض ، فقد أبدأ بذكر الأدلة ثم أثني بالنقل عن أهل العلم ، وقد أبدأ بالنقل عنهم أولا لتقرير وبسط وشرح ما ذكره الأشعري .
    4- عزوت الآيات القرآنية إلى مواضعها من كتاب الله تعالى وذلك بذكر السورة ورقم الآية .

    ردحذف
  3. الثاني : من يعتقد عقيدة أئمة الحديث والسنة فعلى هذا لا يدخل فيهم أهل البدع ، فكلام أئمة السنة في الثناء على ( أهل الحديث ) وأنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ينصبُّ هذا على الاصطلاح الثاني ، ويدخل في ذلك كل من كان على عقيدة أئمة السنة ولو لم يكن من علماء أهل الحديث . [ انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة ( 1 / 24 ) ] .
    تنبيه :
    كلمة : ( أهل الظاهر ) يستخدمها أهل البدع ويطلقونها على أهل السنة ، وهي أيضا تطلق على معنيين :
    الأول : عدم تأويل نصوص الوحي سواء كانت في المسائل العلمية العقدية أو المسائل الفقهية العملية وتقديم نصوص الشرع على جميع أقوال الناس كائنا من كان ، والذهاب خلف النصوص أينما سارت ركائبها ، فكلمة أهل الظاهر على هذا الاصطلاح تساوي كلمة أهل الحديث وأصحاب الحديث وأهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة .
    الثاني : هو من يقصر نصوص الشرع عن دلالتها الوضعية والالتزامية والتضمنية كمن يزعم في قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يبولن أحدكم في الماء الدائم » (1) أنه لا يجوز التبول في الماء الدائم ولكن لو بال في الإناء ثم صب ما في الإناء من البول في الماء الدائم جاز .
    ووجه بطلان هذا الزعم أنه قصر نص الشارع عن دلالاته المعنوية فإنه إن لم يجز التبول في الماء الدائم فصبُّ ما في الإناء من البول في الماء الدائم أولى ألا يجوز ؛ فإن البول في الماء الدائم قد تدعو الحاجة إليه ، أما البول في الإناء ثم صبه فيه فلا موجب له بل هو محض العبث في الماء ، فهذه الطريقة ليست طريقة أهل الحديث .
    فأهل الظاهر على هذا المعنى الثاني : هم على طرفي نقيض مع متعصبة أهل الرأي الذين حرفوا نصوص الشرع وأولوها لكي توافق مذاهبهم ، وقدموا أقوال أئمتهم وآراءهم على نصوص الشرع .
    وأهل الحديث هم وسط بين إفراط أهل الرأي وتفريط أهل الظاهر . وقد أطلق المبتدعة على أصحاب الحديث أنهم ( أهل الظاهر ) وأنهم ( حشوية ) و( مشبهة ) و( مجسمة ) لتنفير الناس عن طريقة أهل الحديث ؛ وهم كاذبون في رميهم لهم بالحشوية والمشبهة والمجسمة ، وأما رميهم ( بأنهم أهل الظاهر ) . فإن قصدوا المعنى الأول فهذا لا يضرهم ويقال لأهل البدع : هل أنتم باطنية فترمون أهل الحديث بالظاهرية ؟ بل يقال لأهل البدع : أنتم لا شك باطنية في كثير من تأويلاتكم وتحريفاتكم لنصوص الشرع في العقائد والمسائل الفقهية .

    ردحذف
  4. [ 2 ] اقتباسا من الآية الكريمة في سورة الحج [ الآية ( 7 ) ] { وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ } .
    الخلاصة :
    يؤمن أهل السنة بالله سبحانه وملائكته وكتبه ورسله وبكل ما رواه الثقات عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويقرون بتفرد الله بالوحدانية في كل شيء ، وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بالجنة والنار وبالبعث بعد الموت .
    المناقشة :
    س1 : اذكر أصول الإيمان عند أهل الحديث بإيجاز .
    س 2 : فصِّل القول في المقصود بـ : الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله .
    (1/20)
    ( الاستواء على العرش )
    * وأن الله سبحانه وتعالى على عرشه كما قال : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [ سورة طه ، الآية : 5 ] .
    اللغة :
    ( الرحمن ) : فعلان من رحم ، وهي دالة على الامتلاء والكثرة ، ومقصودها سعة الرحمة العامة .
    ( الرحمن ) : فعلان من رحم ، وهي دالة على الامتلاء والكثرة ، ومقصودها سعة الرحمة العامة .
    الشرح :
    وقد ورد ذكر الاستواء في غير هذا الموضع في ستة مواضع من كتاب الله تعالى ، قال تعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [ سورة الأعراف ، الآية : 54 ] .
    وقال تعالى : { اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [ سورة الرعد ، الآية : 2 ] ، وقال تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [ سورة السجدة ، الآية : 4 ] .
    وقال عز وجل : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ } [ سورة الحديد ، الآية : 4 ] .
    وقال تعالى : { الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } [ سورة الفرقان ، الآية : 59 ] .
    وهذه الآيات تدل على استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه تبارك وتعالى ، وكلها بلفظ استوى المتعدي بعلى ، وقد فسره أئمة السنة كأبي العالية ومجاهد وغيرهم بالعلو والارتفاع ، وقد سئل الإمام مالك عن الاستواء فقال : ( الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ) . [ الأسماء والصفات ص ( 515 : 516 ) ] .
    وقال ابن المبارك : ( نعرف ربنا بأنه فوق سبع سماوات ، على العرش استوى ، بائن من خلقه ، ولا نقول كما قالت الجهمية ) . [ الرد على الجهمية للدارمي ص ( 67 ) ] .
    وأجمع السلف على ذلك كما حكاه الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر [ ص ( 75 ) ] فقد قال : ( وأجمعوا . . أنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه ) .

    ردحذف
  5. في حقيقة الحركة الإصلاحية أو ما يسمى ( الوهابية ) وبواعثها ما ينفي المزاعم
    المبحث الأول : حقيقة الحركة الإصلاحية والدولة السعودية الأولى :

    هي الإسلام على منهج السلف الصالح :

    من الحقائق الثابتة الجليلة أن الدعوة الإصلاحية التي قام بها المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي - رحمه الله - ( 1115 - 1206هـ ) ( 1703 - 1792م ) ونصرها الإمام المجاهد محمد بن سعود - رحمه الله - ت ( 1179هـ ) ( 1765م ) إنما هي امتداد للمنهج الذي كان عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة على امتداد التاريخ الإسلامي ، وهو منهج الإسلام الحق الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والتابعون وأئمة الدين من الأئمة الأربعة ونحوهم من أهل الحديث والفقه وغيرهم .
    إذن فهذه الحركة المباركة لم تكن في حقيقتها ومضامينها ومنهجها العقدي والعلمي والعملي ، إلا معبرة عن الإسلام نفسه ، مستهدفة إحياء ما اعترى تطبيقه من قبل كثير من المسلمين من غشاوة وجهل وإعراض ، بتصحيح العقيدة ، وإخلاص العبادة ، وإحياء السنة ، ومحاربة الشركيات والبدع والمحدثات في الدين .
    يقول الأستاذ / عبد الرحمن الرويشد في كتابه « الوهابية حركة الفكر والدولة » مؤكدا أصالة الفكرة الوهابية وأنها ليست مذهبا جديدا ، إنما هي إحياء للدين الحق : « ليست الفكرة الوهابية السلفية ديانة جديدة أو مذهبا محدثا كما أشاع ذلك خصومها ، وإنما هي ثمار جهود مخلصة تنادي بالعودة إلى نموذج بساطة الإسلام والاستمداد في التشريع من نبعه الصافي ، كما تدعو إلى حركة تطهير شاملة لكل ما أدخل على المعتقد الديني من شرك وبدع وزيغ وضلال أدت كلها إلى تشويه حقائق الإيمان وأفسدت رواء الدين ، وأبعدت أبناءه عن قوة التزامه معتقدا وسلوكا .

    ردحذف
  6. إطلاق ( الوهابية ) على هذه الدعوة الإصلاحية انطلق أولا من الخصوم ، وكانوا يطلقونه على سبيل التنفير واللمز والتعيير ، ويزعمون أنه مذهب مبتدع في الإسلام أو مذهب خامس .
    - ص 34 - ولم يكن استعمال ( الوهابية ) مرضيا ولا شائعا عند أصحاب هذه الحركة وأتباعهم ، ولا عند سائر السلفيين أهل السنة والجماعة ، وكان كثير من المنصفين من غيرهم والمحايدين يتفادى إطلاق هذه التسمية عليهم ؛ لأنهم يعلمون أن وصفهم بالوهابية كان في ابتدائه وصفا عدوانيا إنما يقصد به التشويه والتنفير وحجب الحقيقة عن الآخرين ، والحيلولة بين هذه الدعوة المباركة وبين بقية المسلمين من العوام والجهلة وأتباع الفرق والطرق ، بل وتضليل العلماء والمفكرين الذين لم يعرفوا حقيقة هذه الدعوة وواقعها .
    ولقد صار لقب ( الوهابية ) وتسمية الحركة الإصلاحية السلفية الحديثة به هو السائد لدى الآخرين من الخصوم وبعض الأتباع والمؤيدين المحايدين ( تنزلا ) .
    وهو الوصف الرائج عند الكثيرين من الكتاب والمفكرين والمؤرخين والساسة ، والمؤسسات العلمية ، ووسائل الإعلام إلى يومنا هذا ، بل تعدى الأمر إلى التوسع في إطلاق الوهابية على أشخاص وحركات منحرفة عن المنهج السليم ، وتخالف ما عليه السلف الصالح وما قامت عليه هذه الدعوة المباركة ، وهذا بسبب تراكمات الأكاذيب والأساطير التي نسجت حول الدعوة وأهلها بالباطل والبهتان .
    أما أتباع هذه الحركة فهم لا يرون صواب هذه التسمية ( الوهابية ) ولا ما انطوت عليه من مغالطات وأوهام ، لاعتبارات مقنعة كثيرة ؛ شرعية وعلمية ومنهجية وموضوعية وواقعية ، تتلخص فيما أشرت إليه في التعريف من أنها تمثل تماما الإسلام الحق الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن سلك سبيل الهدى ، وإذن فحصره تحت مسمى غير الإسلام والسنة خطأ فادح وبدعة محدثة ومردودة .
    فالدارس لهذه الدعوة المباركة بإنصاف وموضوعية سيتوصل - حتما - إلى أنها إنما تنادي بالرجوع إلى الإسلام الصافي ، وأنها امتداد للدين الحق ( عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ) والمتمثل - بعد حدوث الافتراق في الأمة الإسلامية - بالتزام نهج النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام والتابعين ومن سلك سبيلهم وهم السلف الصالح أهل السنة والجماعة .
    وإذا كان الأمر كذلك ؛ أعني أن الدعوة هي الإسلام والسنة التي جاء بها النبي - ص 35 - - صلى الله عليه وسلم - وما عليه سلف الأمة . . . فلا معنى لإفرادها باسم أو وصف ( كالوهابية ) أو غيره ، لكن قد ترد على ألسنة علماء الدعوة ومؤيديها أو غيرهم بعض الأوصاف الشرعية الصحيحة لها أو لأتباعها والتي لا تتنافى مع رسالتها مثل : دعوة الشيخ : الدعوة ، الدعوة الإصلاحية ، دعوة التوحيد ، السلفية ، وقد يوصف أهلها بالسلفيين والموحدين ، وأهل التوحيد ، وأهل السنة ، والحنابلة ، والنجديين . ونحو ذلك من الأوصاف الشرعية الحسنة ، أو المقبولة .

    ردحذف
  7. ومن فضل الله على أتباع هذه الدعوة المباركة أن لقب ( الوهابية ) من الخصوم في كثير من الأحيان يحمل معان إيجابية ويعتز بها أتباعها وعموم أهل السنة ، وإن قصد به خصومهم اللمز والسب .
    وذاك - على سبيل المثال : حين يطلقونها على من يقيم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو أصل من أصول الإسلام وشعائره العظيمة ، ومن أكبر خصائص الأمة المسلمة ، ومن خصال الخيرية لهذه الأمة كما قال تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر [ سورة آل عمران ، من الآية : 110 ] .
    وحين يطلقون ( الوهابية ) كذلك على الأخذ بالكتاب والسنة والتمسك بالدين وتوحيد الله تعالى ، ونبذ الشركيات والبدع ، وهذه صفة مدح وتزكية يفرح بها المؤمنون .
    وحين يطلقون ( الوهابية ) على اقتفاء منهج السلف الصالح الذي هو سبيل المؤمنين ، وسنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وهذه تزكية لا تقدر بثمن .
    والناظر في مفاهيم الناس حول ما يسمونه ( الوهابية ) يجد الكثير من الغبش والخلط والتناقض والاضطراب .
    فالوصف السائد للوهابية عند أغلب الخصوم ومن سار في ركابهم يقصد به : كل من لا يعمل بالبدع ولا يرضاها ، وينكرها ولا يقرها .
    وقد يقصد بـ ( الوهابية ) كل مذهب غريب وشاذ .
    وآخرون يطلقون ( الوهابية ) على كل من كان على مذهب أهل السنة والجماعة ، مقابل الشيعة أو مقابل الفرق الأخرى . وقد يخصصه بعضهم بالاتجاهات السلفية ، وأهل الحديث ، وأنصار السنة ونحوهم .
    وقد توسعت بعض وسائل الإعلام والاتجاهات الغربية ومن دار في فلكها بإطلاق - ص 36 - ( الوهابية ) على كل مسلم ينزع إلى التمسك بشعائر الدين وأحكامه وربما ترادف عندهم عبارة ( أصولي ) أو متزمت أو متشدد ، والمتمسك بالدين عندهم : متشدد .
    وبعض المؤسسات والدوائر الغربية ومن تأثر بها صارت عندهم ( الوهابية ) ترادف : التطرف ، والإرهاب والعنف ، والعدوانية . ونحو ذلك ، وهذا تصور خاطئ وحكم جائر .

    ردحذف
  8. وفي الآونة الأخيرة وبعد أحداث ( 11 سبتمبر ) في أمريكا وتداعيتها كثرت الأساطير والأوهام حول الوهابية ، إلى حد أن بعض خصوم الدعوة والحاقدين على المملكة العربية السعودية وأهلها ، من المسلمين وغير المسلمين رموها بأنها هي التي وراء هذه الأحداث ، وقد تلقف هذه الأسطورة بعض الإعلاميين ، والكتاب والساسة .
    وهذه التناقضات في التعاريف كافية في الدلالة على أن الناس لا يزالون في أمر مريج يتخبطون في مواقفهم وأحكامهم على هذه الدعوة الإصلاحية وأتباعها ودولتها ، وأن غالبهم لا يعرف حقيقتها ، أو أن الأهواء والتعسف والظلم والتقليد والعشوائية والجهل هي التي تسيطر على مواقف الناس وأحكامهم على هذه الدعوة وأهلها ودولتها .
    إن الدعوة الإصلاحية بأي اسم سماها الناس ، أو وصف وصفوها به ، فهي على كل الأحوال : كيان حي يمثل الإسلام ، والسنة النقية الصافية ، كما جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وكما فهمها الصحابة والسلف الصالح ، وهي بريئة مما اتهمت به كل البراءة كما سيأتي بيانه .

    ردحذف
  9. - ص 37 - حقيقة الدعوة كما شهد بها المنصفون وإنه لمن المفيد أن أسوق كلام بعض الشهود من غير النجديين الذين عايشوا هذه الدعوة ودولتها المعاصرة وعلماءها وأهلها عن كثب ومنهم : الأستاذ ( حافظ وهبة ) إذ يقول تحت عنوان : ( ما هي الدعوة الوهابية ؟ ) : « لم يكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب نبيا كما ادعى نيبهر الدانمركي ، ولكنه مصلح مجدد داع إلى الرجوع إلى الدين الحق ، فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة ، ولا آراء خاصة وكل ما يطبق في نجد من الفروع هو طبق مذهب الإمام أحمد بن حنبل وأما في العقائد فهم يتبعون السلف الصالح . ويخالفون من عداهم ، وتكاد تكون عقائدهم وعباداتهم مطابقة تمام المطابقة لما كتبه ابن تيمية وتلاميذه في كتبهم ، وإن كانوا يخالفونهم في مسائل معدودة من فروع الدين . وهم يرون فوق ذلك أن ما عليه أكثر المسلمين من العقائد والعبادات لا ينطبق على أساس الدين الإسلامي الصحيح .
    وشاهد آخر وهو الدكتور منير العجلاني إذ يقول مجيبا على التساؤل :
    ( ما هي صفة الحركة الوهابية ؟ )

    « لقد تساءل غير واحد من المؤلفين هذا السؤال ، وكانت الأجوبة مختلفة . . . فبعضهم يرى أنها حركة دينية خالصة ، تريد الرجوع بالإسلام إلى صفائه الأول ، وأنها لذلك كافحت الشرك في كل ألوانه وأنكرت البدع التي أحدثت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - .
    وبعضهم يرى أنها حركة سياسية ، غايتها فصل نجد والبلاد العربية عن الخلافة العثمانية ، وإقامة حكومة عربية مستقلة ، وأن الدين لم يكن إلا وسيلة لتحقيق هذا الغرض .
    وآخرون يرونها مزيجا من الدين والقومية ؛ لأنها كافحت في الميادين لتحقيق غايات دينية وقومية ، وألفت حكومة ، وأوجدت نظاما مبنيا على الإسلام ، ضمن الإطار السلفي .
    ويقول المستشرق الفرنسي « هنري لاوست » : إن روح الحركة الوهابية ومعناها لم يتحددا في وضوح كامل .
    - ص 38 - يقال حينا إن الوهابية حركة دينية غايتها إعادة الإسلام إلى صفائه الأول . وتعرف حينا آخر بأنها حركة تطهير ، يغلب عليها التشدد ، وترفض - كالبروتستانتية - عقيدة تقديس الأولياء ، وتكافحها كفاحا لا هوادة فيه .
    وكل هذا إنما هو محاولة لتعريف الوهابية ببعض صفاتها الثانوية المتفرعة عنها ، كما رآها أعداؤها ، أو كما أظهرها الغلاة من أتباعها . . .

    ردحذف
  10. إلى أن قال : « وحركة محمد بن عبد الوهاب هي حركة تجديد وتطهير : تجديد وإحياء لما أهمله المسلمون من أمور الإسلام وأوامره ، وتطهير للإسلام مما أدخلوه عليه من الشركيات والبدع !
    ولم تكن دعوة محمد بن عبد الوهاب دعوة « فيلسوف » معتزل في غرفته ، ولكنها كانت دعوة زعيم مصلح ، يكافح دون عقيدته ، ويعمل لها بلسانه ويده ، وبكل قلبه ، وبكل عقله ، وبكل جهده .
    - ص 39 - إن دعوة محمد بن عبد الوهاب ليست « نظرية » أو كتابا ألفه ليقرأه الناس ، ولكنها منهاج رسمه ، وقام وراءه يدعو إلى العمل به ، بالموعظة أولا ، ثم بالقوة . . . قوة دولة الإسلام التي قامت على أساس الشرع وحده .
    فمنهاج الشيخ ليس إصلاحا دينيا خالصا ، بالمعنى الذي يفهمه الأوروبيون اليوم ؛ لأنهم يفرقون بين الدين والدنيا ، ويجعلون الدين صلة خاصة بين العبد وخالقه ، لا يحمل الناس على اتباعه بالقوة ، ثم هم يفرقون بين الدين ( أو الشرع ) وبين القانون ، ويقولون إن الدولة تلزم الأفراد بالقانون الذي تضعه هي لهم ، ولكنها لا تلزمهم بالشرع ، بل قد يخالف قانونها الشرع ! .
    إن الإسلام وحدة ، دين ودنيا ، ودعوة الشيخ لذلك ، دعوة جامعة للأمور الدينية والسياسية » .
    ويقول الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم :

    « يطلق بعض الكتاب على « الدعوة السلفية » اسم « المذهب » ، كما يطلق عليها البعض الآخر اسم « الوهابية » ، والحقيقة أن استعمال هذين الوصفين للدعوة غير دقيق ، فهي ليست بمذهب جديد في الإسلام ، حتى يصح إطلاق لفظ المذهب عليها ، بل إن صاحب الدعوة نفسه كان حريصا على أن يؤكد للناس أنه لا يدعوهم إلى مذهب جديد في الإسلام ، وذكر في رسائله قائلا : « فإني لم آت بجهالة ، بل أقولها ، ولله الحمد والمنة وبه القوة إنني هداني ربي إلى الصراط المستقيم ، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ، وما كان من المشركين ، ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو غيره . . . بل أدعو إلى الله وحده لا شريك لـه ، وأدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي أوصى بها أول أمته وآخرهم » .
    « أما وصف الدعوة بالوهابية ، فقد أطلقه عليها خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، حتى يبرهنوا للناس أن مبادئه التي يدعو إليها بدعة جديدة خارجة على مبادئ الإسلام ، بل إن أعداء الدعوة من الترك ، ومن جاراهم غالوا في ذلك ووصفوا أتباع الدعوة بالروافض والخوارج ، - ص 40 - حتى إن الوثائق الرسمية المتبادلة بين محمد علي والباب العالي تنعت الأمير السعودي الذي يعمل على نشر مبادئ الدعوة السلفية باسم « الخارجي » .
    ويقول محمد جلال كشك : « ودعوة التوحيد التي نادى بها الشيخ تقبلها العلماء في شتى بلدان العالم الإسلامي ، أو قل: لم يستطع أحد منهم أن يرفضها ، بل على العكس ركز خصومها على اتهامها بأنه « لا جديد فيها » واهتموا بمناقشة الشكليات ، وافتراء الاتهامات ، بينما أعلن أكثر من عالم وفقيه أو حتى مستشرق انطباقها على مبادئ الإسلام الصحيحة .
    كذلك ذهب ابن بشر إلى أن الشريف غالب وافق على أفكار الشيخ لولا أن الحاشية حذرته بأن الوهابيين إنما يريدون ملكه وليس ضميره ، « فارتعش قلبه وطار » .
    ومحمد بن عبد الوهاب ، اهتم اهتماما كبيرا ، هو وورثته من بعده ، بتأكيد أنه لا جديد في دعوته ، وأنه لم يأت بمذهب خامس ، وهذا صحيح بالطبع ، وإن كان الحرص على نفي تهمة المذهب الخامس « أمر مبالغ فيه ؛ لأن المذاهب في حد ذاتها ، ليست أديانا منزلة ، وإنما هي اجتهادات وهم رجال ونحن رجال » .
    لقد ظل هذا الحرص على نفي شبه المذهبية الجديدة يلازم رجال الحركة في المسجد والدولة ، إلى حد اتقاء كلمة « الوهابية » والإصرار على أن « محمد بن عبد الوهاب » ليس أكثر من تلميذ أو فقيه من فقهاء المذهب الحنبلي « المعترف » به ، فلماذا انفرد هو بذلك الأثر الذي أحدثه ، وبتلك القدرة على تفجير طاقات غيرت تاريخ المنطقة ؟ » .
    « فهو لا يدعو « إلى مذهب صوفي ، أو فقيه ، أو متكلم ، أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم » ، « أدعو إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ، وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه . إن أتانا منكم كلمة من الحق ، لأقبلنها على الرأس والعين ولأضربن الجدار بكل ما خالفها » .
    - ص 41 - « وهكذا فتح الشيخ باب الاجتهاد على مصراعيه ، وكتب إلى الشريف غالب يقول : « فإن كانت المسألة إجماعا فلا كلام ، وإن كانت مسألة اجتهاد ، فمعلومكم أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد » .

    ردحذف
  11. لا شك أنه كان أكثر تقدمية وانفتاحا من المتكلم عن شيوخ مكة ، بل وأكثر قربا لروح الإسلام في الحوار المشهور بين علماء الوهابية وعلماء مكة . فقد قال الشيخ الحنفي المذهب : أنا لا أقبل إلا ما قاله إمامي أبو حنيفة لأنني مقلد لـه فيما قاله ، ولا أقبل أن تقول لي: قال رسول الله أو قال ذو الجلالة ؛ لأن أبا حنيفة أعلم مني ومنك بقولهما » .
    وهكذا نرى أننا نظلم الشيخ ونظلم دعوته ، بل نظلم السلفية والسلفيين عندما نتحدث عنهم بالمفهوم السوقي الشائع » .
    « فالدولة السعودية ، أو الثورة الوهابية كانت ضد التخلف العثماني ، كانت محاولة للإفلات من السفينة العثمانية الغارقة ، والتي لم يبق بها إلا طابور انكشاري يعترض طريق كل من يحاول سد خروق السفينة » .
    « لم يحس أحد في القاهرة ولا مكة ولا حتى الأستانة بسقوط بخارى وسمرقند والقوقاز ، مع أنها أعرق في تاريخ الإسلام وحضارتها من بلجراد وسالونيك والأستانة ذاتها ، وشعوبها مسلمة مائة بالمائة منذ القرن الأول الهجري . . . ولكن هذه العواصم تنبهت مذعورة على مدفعية الأساطيل الأوروبية عند الشواطئ العربية . . . وبدأ الحديث عن « انقلاب المطبوع » والبحث عن تفسير لظاهرة انتصار الكفار على المؤمنين أو اختلال الناموس كما قالوا ! .
    « وطرح السؤال بعنف : ما العمل ؟ كيف نواجه هذا التحدي ؟ وكانت أول إجابة طرحت في العالم العربي ، وما زالت آثارها حية إلى اليوم ، هي المنهج السعودي ، الذي طرحه « محمد بن عبد الوهاب » وتبناه « محمد بن سعود » وهو « لا ينتصر آخر هذا الدين إلا بما انتصر به أوله »
    فاجأ ابن عبد الوهاب الجميع بإعلان أنه لا خطأ في الناموس . . . لا خطأ في قوانين الكون ، فالكفار لم يهزموا المؤمنين ، بل هزموا كفارا عادوا للشرك فخسروا الدين والدنيا ! » .
    « فإن مظاهر الوثنية كانت قد تفشت في أنحاء العالم الإسلامي ، ليس فقط في الاعتقاد بالمشايخ والأولياء ، وأصحاب الطرق ، بل حتى في الاعتقاد ببركة أحجار وأشجار ، - ص 42 - وكان في مصر شجرة اسمها « أم الشعور » يتبرك بها العامة ويعتقدون بوجود روح داخلها ، وكان العامة يعلقون قطعة من ثيابهم ، أو ثياب غرمائهم في مسامير بوابة المتولي ، طلبا للمعاونة أو التنكيل بالخصوم . كما كان العامة في مصر يوجهون شكاويهم كتابة للإمام الشافعي المتوفى قبل أكثر من عشرة قرون ! ويعتقدون أنه يقرأها ، ويقضي فيها . . . فهو « قاضي الشريعة » كما يلقبه العامة في مصر » .

    ردحذف
  12. قامت الدعوة الإصلاحية في نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب ، ومناصرة الإمام محمد بن سعود في الوقت الذي كانت أحوج ما تكون إليه في جميع النواحي الدينية والدنيوية ، وكانت مبررات الدعوة وبواعثها الشرعية منها والواقعية متوافرة ، ومن أهم هذه البواعث والدواعي :
    1 - تحقيق التوحيد :

    إن أول هذه الدواعي وأعظمها لقيام الدعوة الإصلاحية : مسألة التوحيد ومجانبة الشرك ، وهي القضية الكبرى بين الأنبياء وخصومهم ، وكذلك بين الدعاة والمصلحين وخصومهم ، ألا وهي تحقيق ما أمر الله تعالى به لجميع المكلفين أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فقد قامت هذه الدعوة استجابة لأمر الله بإقامة الدين ، بتحرير العبودية لله وحده ، وتعظيم الله تعالى بأسمائه وصفاته ، وإخلاص العبادة لـه سبحانه دون سواه ، والنهي عن الشرك وذرائعه ، وكانت هذه هي الغاية الأولى في هذه الدعوة المباركة .
    تعددت مصادر التلقي عند أهل الأهواء والبدع ، ولم يخلصوا تلقي الدين عن الكتاب والسنة ، فكان من أهداف هذه الدعوة الإصلاحية ، إعادة الناس إلى مصادر الدين الحق ( القرآن والسنة ) وبفهم السلف الصالح وآثارهم الصافية .

    ردحذف
  13. 3 - نشر السنن وإظهارها ، ونبذ البدع ومظاهرها :

    في العقيدة والعبادات والأعياد وغيرها .
    4 - القيام بواجبات الدين وفرائضه العامة :

    من الدعوة إلى الخير ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله ، تحقيقا للخيرية التي وصف الله بها هذه الأمة كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم [سورة آل عمران ، من الآية : 110] - ص 44 - والنصيحة لله تعالى ولكتابه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولأئمة المسلمين وعامتهم وإقامة الحدود ، والعدل بين الناس .

    إخفاء/ إظهار التشكيل إظهار/ إخفاء رقم المجلد والصفحة
    سابق تالي

    5 - تحكيم شرع الله تعالى كما أمر الله :

    فقد أعرض كثير من المسلمين ، لا سيما أهل البدع وكثير من العامة ، وأهل البادية ، عن العمل بشرع الله في أكثر أحوالهم الدينية والدنيوية حيث سادت البدع والمحدثات والتقاليد والأعراف والأحكام الجاهلية ، وتحاكم كثير من الناس إلى غير شرع الله ، وكثر لجوء الناس إلى الكهان والمشعوذين والسحرة والدجالين ، فأصابهم ما توعد الله به من أعرض عن ذكره ، من ضنك المعيشة كما قال سبحانه : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا [سورة طه ، من الآية : 124] .

    تميز العصر الذي ظهرت فيه الدعوة بشيوع الجهل والتقليد الأعمى بين المسلمين ، فكثر الإعراض عن تعليم العلوم الشرعية ، وعن التفقه في الدين ، وسادت الأمية والتخلف في أكثر مظاهر الحياة الفردية والجماعية ، مما جعل قيام الدعوة ضرورة لنشر العلوم الشرعية ووسائلها والفقه في دين الله ، وأخذ العلم من منابعه الأصلية : القرآن والسنة وآثار السلف الصالح ، مع الأخذ بالعلوم الدنيوية النافعة .

    ردحذف
  14. 7 - تحقيق الجماعة ونبذ الفرقة :

    لقد وقع أكثر المسلمين في وهدة الفرقة والشتات ، والتنازع ، التي أصيب بها المسلمون من جراء كثرة الأهواء والبدع والجهل والإعراض عن الدين ، واتباع سبل الغواية والشهوات والشبهات ، وما نتج عن ذلك من الجهل والذل والهوان والتفرق والفشل الذي حذر الله منه ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم [سورة الأنفال ، من الآية : 46] . فكان لا بد من إصلاح أحوال الأمة بالعقيدة والشرع المطهر ، الذي به تكون الجماعة والاستقامة والعزة .
    إن أعظم ما يحتاجه المسلمون عامة - ونجد وجزيرة العرب بخاصة - بعد التوحيد - ص 45 - وفرائض الدين : الأمن والسلطان ، وهما متلازمان فلا يمكن إقامة الدين والعدل إلا بالأمن ، ولا أمن إلا بسلطان ، وهذا ما أدركته الدعوة وإمامها ، فقد ساد ضعف السلطان ، وانفلات الأمن - حيث بدأت الدولة العثمانية في مرحلة الضعف - سيما في جزيرة العرب ، ونجد بخاصة ، وكانت الضرورة تقتضي قيام ولاية شرعية تحفظ للناس أمنهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم ، وتقوم بالعدل والقضاء بين الناس ، وتقيم الحدود وتنشر العلم والخير وتدفع الشر والظلم ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر كما أمر الله تعالى .

    اتسم العصر الذي قامت فيه الدعوة الإصلاحية ، وما سبقه بالتخلف والبطالة ، مما استلزم ضرورة النهوض بالمجتمع اجتماعيا واقتصاديا ، والسعي إلى رفع أسباب التخلف والفقر والبطالة والتواكل .

    ردحذف
  15. وليس أصدق في وصف حال نجد وما حولها من أهلها لا سيما العلماء والباحثين الذين عنوا بهذا الأمر ، وعلى رأسهم إمام الدعوة الذي أعلن دعوته الإصلاحية من هذا المنطلق - أعني تشخيص الأمراض التي يعيشها المجتمع النجدي وسائر الأمة - فقد وصف الإمام نفسه الواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين في نجد وغيرها ، وما شاع بينهم من بدع وخرافات ومظالم وجهالات ، وكان هذا الواقع هو السبب والباعث لقيام الإمام بدعوته الإصلاحية ، وكثيرا ما كان يخاطب الناس من هذا المنطلق ، فقال محاورا لمخالفيه ومبينا لهم وجود عظائم المخالفات قال : « منها - وهو أعظمها - عبادة الأصنام عندكم ، من بشر وحجر ؛ هذا يذبح لـه ؛ وهذا ينذر لـه ؛ وهذا يطلب إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات ؛ وهذا يدعوه المضطر في البر والبحر ؛ وهذا يزعمون أن من التجأ إليه ينفعه في الدنيا والآخرة ولو عصى الله !
    فإن كنتم تزعمون : أن هذا ليس هو عبادة الأصنام والأوثان المذكورة في القرآن ، فهذا من العجب ؛ فإني لا أعلم أحدا من أهل العلم يختلف في ذلك ، اللهم إلا أن يكون أحد وقع فيما وقع فيه اليهود ، من إيمانهم بالجبت والطاغوت ؛ وإن ادعيتم أنكم لا تقدرون على ذلك ، فإن لم تقدروا على الكل ، قدرتم على البعض ؛ كيف وبعض الذين أنكروا علي هذا الأمر ، وادعوا أنهم من أهل العلم ، ملتبسون بالشرك الأكبر ، ويدعون إليه ، ولو يسمعون إنسانا يجرد التوحيد ، لرموه بالكفر والفسوق ؛ ولكن نعوذ بالله من رضى الناس بسخط الله .
    ومنها : ما يفعله كثير من أتباع إبليس ، وأتباع المنجمين والسحرة والكهان ، ممن ينتسب إلى الفقر ، وكثير ممن ينتسب إلى العلم من هذه الخوارق التي يوهمون بها الناس ، ويشبهون بمعجزات الأنبياء ، وكرامات الأولياء ، ومرادهم أكل أموال الناس بالباطل ؛ والصد عن سبيل الله ، حتى إن بعض أنواعها يعتقد فيه من يدعي العلم : أنه من العلم الموروث عن الأنبياء ، من علم الأسماء ، وهو من الجبت والطاغوت ، ولكن هذا مصداق قولـه - صلى الله عليه وسلم - : لتتبعن سنن من كان قبلكم .

    ردحذف
  16. - ص 48 - ومنها : هذه الحيلة الربوية التي مثل حيلة أصحاب السبت أو أشد ، وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع ؛ إما إلى كتاب الله ، وإما إلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإما إلى إجماع أهل العلم ؛ فإن عاند دعوته إلى مباهلة ، كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض ، وكما دعا إليها سفيان ، والأوزاعي ، في مسألة رفع اليدين ، وغيرهما من أهل العلم ؛ والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم » .
    وقد شخص أحد علماء الدعوة الواقع ووصف حال الأمة أثناء ظهور الدعوة وقبلها في بلدان نجد وكذلك في أكثر البلاد الإسلامية المجاورة ، وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن إذ يقول : « كان أهل عصره ومصره - يعني الإمام محمد - في تلك الأزمان ، قد اشتدت غربة الإسلام بينهم ، وعفت آثار الدين لديهم ، وانهدمت قواعد الملة الحنيفية ، وغلب على الأكثرين ما كان عليه أهل الجاهلية ، وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان ، وغلب الجهل والتقليد ، والإعراض عن السنة والقرآن ، وشب الصغير وهو لا يعرف من الدين إلا ما كان عليه أهل تلك البلدان ، وهرم الكبير على ما تلقاه عن الآباء والأجداد ، وأحاديث الكهان ، والطواغيت مقبولة ، قد خلعوا ربقة الدين ، وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة بغير الله ، والتعلق على غير الله ، من الأولياء ، والصالحين ، والأوثان ، والأصنام ، والشياطين .
    وعلماؤهم ، ورؤساؤهم على ذلك ، وبه راضون ، قد أعشتهم العوائد والمألوفات ، وحبستهم الشهوات عن الارتفاع إلى طلب الهدى ، من النصوص والآيات ، يحتجون بما رأوه من الآثار الموضوعات ، والحكايات المختلقة ، والمنامات ، كما يفعله أهل الجاهلية ، وكثير منهم يعتقد النفع والضر ، في الأحجار ، والجمادات ، ويتبركون بالآثار ، والقبور نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون [سورة الحشر ، من الآية : 19] ، قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون [سورة الأعراف ، الآية : 33] .
    - ص 49 - فأما بلاد نجد : فقد بالغ الشيطان في كيدهم ، وكانوا ينتابون قبر زيد بن الخطاب ، ويدعونه رغبا ورهبا ، ويزعمون أنه يقضي لهم الحوائج ، وكذلك عند قبر يزعمون أنه قبر ضرار بن الأزور ، وذلك كذب ظاهر وبهتان .
    وكذلك عندهم : نخل - فحال - ينتابه النساء والرجال ، ويفعلون عنده أقبح الفعال ؛ والمرأة : إذا تأخر عنها الزواج ، تذهب إليه ، فتضمه بيدها ، وتدعوه برجاء ، وتقول : يا فحل الفحول ، أريد زوجا قبل الحول ؛ وشجرة عندهم تسمى : الطرفية ، أغراهم الشيطان بها ، وأوحى إليهم التعلق عليها ، وأنها ترجى منها البركة ، ويعلقون عليها الخرق ، لعل الولد يسلم من السوء .
    وفي أسفل : بلدة الدرعية : مغارة في الجبل ، يزعمون أنها انفلقت من الجبل لامرأة تسمى : بنت الأمير ، أراد بعض الناس أن يظلمها ويضير ، فانفلق لها الغار ، كانوا يرسلون إلى هذا المكان من اللحم والخبز ما يقتات به جند الشيطان .

    ردحذف
  17. وفي بلدتهم : رجل يدعي الولاية ، يسمى : تاج ؛ يتبركون به ، ويرجون منه العون ، ويرغبون فيما عنده من المدد - بزعمهم - ولديه ، فتخافه الحكام والظلمة ، ويزعمون أن لـه تصرفا ، مع أنهم يحكون عنه الحكايات القبيحة الشنيعة التي تدل على انحلاله عن أحكام الملة ، وهكذا سائر بلاد نجد ، على ما وصفنا ، من الإعراض عن دين الله ، والجحد لأحكام الشريعة .
    ومن العجب : أن هذه الاعتقادات الباطلة والعوائد والطرق قد فشت وعمت ، حتى بلاد الحرمين الشريفين ! فمن ذلك : ما يفعل عند قبر محجوب ، وقبة أبي طالب ، فيأتون قبره للاستغاثة عند نزول المصائب ، وكانوا لـه في غاية التعظيم ، فلو دخل سارق ، أو غاصب ، أو ظالم قبر أحدهما ، لم يتعرض لـه أحد ، لما يرون لـه من وجوب التعظيم .
    ومن ذلك : ما يفعل عند قبر ميمونة ، أم المؤمنين - رضي الله عنها - في سرف ؛ وكذلك عند قبر خديجة - رضي الله عنها - يفعل عند قبرها ما لا يسوغ السكوت عليه ، من مسلم يرجو الله ، والدار الآخرة ، وفيه : من اختلاط النساء بالرجال وفعل الفواحش والمنكرات وسوء الأفعال ما لا يقره أهل الإيمان ، وكذلك سائر القبور المعظمة ، في بلد الله الحرام : مكة المشرفة .
    - ص 50 - وفي الطائف ، قبر ابن عباس - رضي الله عنهما - يفعل عنده من الأمور الشركية التي تنكرها قلوب عباد الله المخلصين ، وتردها الآيات القرآنية ، وما ثبت من النصوص عن سيد المرسلين ، منها : وقوف السائل عند القبر ، متضرعا مستغيثا ، مستكينا ، مستعينا ، وصرف خالص المحبة ، التي هي محبة العبودية ، والنذر ، والذبح لمن تحت ذاك المشهد ، والبنية .
    وأكثر سوقتهم وعامتهم يلهجون بالأسواق : اليوم على الله وعليك يا ابن عباس ، فيستمدون منه الرزق ، والغوث ، وكشف الضر ، وذكر محمد بن الحسين النعيمي الزبيدي - رحمه الله - : أن رجلا رأى ما يفعل أهل الطائف ، من الشعب الشركية ، والوظايف ، فقال : أهل الطائف لا يعرفون الله ، إنما يعرفون ابن عباس ، فقال لـه بعض من يترشح للعلم : معرفتهم لابن عباس كافية ؛ لأنه يعرف الله .
    فانظر إلى هذا الشرك الوخيم ، والغلو ، ووازن بينه وبين قولـه وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان [سورة البقرة ، من الآية : 186] وقولـه جل ذكره : وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا [سورة الجن ، آية : 18] وقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود والنصارى ، باتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد يعبد الله فيها ، فكيف بمن عبد الصالحين ، ودعاهم مع الله ، والنصوص في ذلك لا تخفى على أهل العلم .

    ردحذف
  18. كذلك ما يفعل بالمدينة المشرفة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، هو من هذا القبيل ، وفي بندر جدة ما قد بلغ من الضلال حده ، وهو : القبر الذي يزعمون أنه قبر حواء ؛ وضعه لهم بعض الشياطين .
    وكذلك مشهد العلوي ، بالغوا في تعظيمه ، وخوفه ، ورجائه ؛ وقد جرى لبعض التجار أنه انكسر بمال عظيم لأهل الهند ، وغيرهم ، وذلك في سنة عشر ومائتين وألف ؛ فهرب إلى مشهد العلوي مستجيرا ، ولائذا به ، مستغيثا ؛ فتركه أرباب الأموال ، ولم يجاسر أحد من الرؤساء والحكام على هتك ذاك المشهد ، واجتمع طائفة من المعروفين ، واتفقوا على تنجيمه في مدة سنين ، فنعوذ بالله من تلاعب الفجرة والشياطين .
    وأما بلاد : مصر ، وصعيدها ، وفيومها ، وأعمالها ، فقد جمعت من الأمور الشركية ، - ص 51 - والعبادات الوثنية ، والدعاوى الفرعونية ما لا يتسع لـه كتاب ، لا سيما عند مشهد : أحمد البدوي ، وأمثاله من المعبودين ، فقد جاوزوا بهم ما ادعته الجاهلية لآلهتهم ، ما لم ينقل مثله عن أحد من الفراعنة ، والنماردة .
    وبعضهم يقول : يتصرف في الكون سبعة ؛ وبعضهم يقول : أربعة ؛ وبعضهم يقول : قطب يرجعون إليه ، وكثير منهم يرى الأمر شورى بين عدد ينتسبون إليه ؛ فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا [سورة الكهف ، من الآية : 5]
    وقد استباحوا عند تلك المشاهد من المنكرات ، والفواحش ، والمفاسد ما لا يمكن حصره ، واعتمدوا في ذلك من الحكايات ، والخرافــات ما لا يصدر عمن لـه أدنى مسكة أو حظ من المعقولات ، فضلا عن النصوص .
    كذلك ما يفعل في بلدان : اليمن ، جار على تلك الطريق والسنن ؛ ففي : صنعاء ، وبرع ، والمخا ، وغيرها من تلك البلاد ما يتنزه العاقل عن ذكره .
    وفي حضرموت ، والشجر ، وعدن ، ويافع ، ما تستك عن ذكره المسامع ، يقول قائلهم : شيء لله يا عيدروس ! شيء لله يا محيي النفوس ! .
    وفي أرض نجران من تلاعب الشيطان ، وخلع ربقة الإيمان ما لا يخفى على أهل العلم ، كذلك رئيسهم المسمى بالسيد ، لقد أتوا من طاعته ، وتعظيمه ، والغلو فيه بما أفضى بهم إلى مفارقة الملة والإسلام ، إلى عبادة الأوثان والأصنام اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [سورة التوبة ، الآية : 31]
    وكذلك ، حلب ، ودمشق ، وسائر بلاد الشام ، فيها من تلك المشاهد ، والنصب ، وهي تقارب ما ذكرنا من الكفريات ، والتلطخ بتلك الوثنية الشركية .

    ردحذف
  19. وكذلك : الموصل ، وبلاد الأكراد ، ظهر فيها من أصناف الشرك ، والفجور ، والفساد ؛ وفي العراق : من ذلك بحرة المحيط ، وعندهم المشهد الحسيني قد اتخذه الرافضة وثنا ، بل ربا مدبرا ، وأعادوا به المجوسية ، وأحيوا به معاهد اللات والعزى ، وما كان عليه أهل الجاهلية .
    - ص 52 - وكذلك : مشهد العباس ، ومشهد علي ، ومشهد أبي حنيفة ، ومعروف الكرخي ، والشيخ عبد القادر ؛ فإنهم قد افتتنوا بهذه المشاهد ، رافضتهم ، وسنيتهم ؛ لم يعرفوا ما وجب عليهم ، من حق الله الفرد ، الصمد ، الواحد » .
    ثم قال : « وهذه الحوادث والكفريات والبدع ، قد أنكرها أهل العلم والإيمان ، واشتد نكيرهم ، حتى حكموا على فاعلها بخلع ربقة الإسلام والإيمان ؛ ولكن لما كانت الغلبة للجهال ، انتقضت عرى الدين ، وساعدهم على ذلك من قل حظه ونصيبه من الرؤساء ، والحكام ، والمنتسبين من الجهال ، فاتبعتهم العامة والجمهور ولم يشعروا بما هم عليه من المخالفة ، والمباينة لدين الله ، الذي اصطفاه لخاصته وأوليائه » .
    إلى أن قال عن الإمام محمد بن عبد الوهاب : « وتصدى - رحمه الله - : للرد على من نكب عن هذا السبيل ، واتبع سبيل التحريف والتعطيل على اختلاف نحلهم وبدعهم وتشعب مقالتهم وطرقهم ، متبعا - رحمه الله - ما مضى عليه السلف الصالح ، من أهل العلم والإيمان ، وما درج عليه القرون المفضلة بنص الحديث ، ولم يلتفت - رحمه الله - إلى ما عدا ذلك ، من قياس فلسفي ، أو تعطيل جهمي ، أو إلحاد حلولي ، أو اتحادي ، أو تأويل معتزلي ، أو أشعري ، فوضح معتقد السلف الصالح ، بعدما سفت عليه السوافي ، وذرت عليه الذواري ، وندر من يعرفه من أهل القرى والبوادي ، إلا ما كان مع العامة من أصل الفطرة ، فإنه قد يبقى ولو في زمن الغربة والفترة ، وتصدى أيضا : للدعوة إلى ما يقتضيه هذا التوحيد ويستلزمه ، وهو : وجوب عبادة الله وحده لا شريك لـه ، وخلع ما سواه من الأنداد والآلهة والبراءة من عبادة كل ما عبد من دون الله » .
    وكذلك : قام بالنكير على أجلاف البوادي وأمراء القرى والنواحي ، فيما يتجاسرون عليه ، ويعفونه من قطع السبيل ، وسفك الدماء ، ونهب الأموال المعصومة ، حتى ظهر العدل واستقر ، وفشا الدين واستمر ، والتزمه كل من كانت عليه الولاية ، من البلاد النجدية ، وغيرها ، والحمد لله على ذلك ؛ والتذكير بهذا يدخل فيما امتن الله به على - ص 53 - المؤمنين ، وذكرهم به من بعث الأنبياء والرسل » .

    ردحذف
  20. ويقول الشيخ إسماعيل الدهلوي في كتابه رسالة التوحيد في وصف حال المسلمين عموما وفي الهند بخاصة تحت عنوان : « استفحال فتنة الشرك والجهالة في الناس » يقول : « اعلم أن الشرك قد شاع في الناس في هذا الزمان وانتشر ، وأصبح التوحيد الخالص غريبا ، ولكن معظم الناس لا يعرفون معنى الشرك ، ويدعون الإيمان مع أنهم قد تورطوا في الشرك وتلوثوا به ، فمن المهم قبل كل شيء أن يفقه الناس معنى الشرك والتوحيد ، ويعرفوا حكمهما في القرآن والحديث » .
    ثم قال تحت عنوان « مظاهر الشرك وأشكاله المتنوعة » : « ومن المشاهد اليوم أن كثيرا من الناس يستعينون بالمشايخ والأنبياء ، والأئمة والشهداء ، والملائكة ، والجنيات عند الشدائد ، فينادونها ، ويصرخون بأسمائها ، ويسألون عنها قضاء الحاجات ، وتحقيق المطالب ، وينذرون لها ، ويقربون لها قرابين لتسعفهم بحاجاتهم ، وتقضي مآربهم ، وقد ينسبون إليها أبناءهم طمعا في رد البلاء ، فيسمي بعضهم ابنه بعبد النبي » .
    وبالجملة : فإن هذا الواقع المتردي وهذه الأسباب وغيرها كانت من الدوافع الطبيعية التي هي من سنن الله ، والدوافع الشرعية استجابة لأمر الله ، وقد استدعت ( بالضرورة ) قيام دعوة إصلاحية شاملة تقوم على تجديد الدين بإحياء ما اندرس منه ، وبإصلاح أحوال الأمة في سائر نواحي الحياة في العقيدة والعبادة والعلم والسلطة والاقتصاد والاجتماع ، وجماع ذلك كله ( إخلاص العبادة لله وحده ) والعمل بمقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
    فقامت هذه الدعوة الإصلاحية المباركة تحقيقا لوعد الله تعالى بتجديد الدين ، ونصر المؤمنين ، وبقاء طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين إلى قيام الساعة .
    ومن المعلوم والبدهي أن هذه الغاية العظمى لا يمكن أن تظهر في أرض الواقع ، ويكون بها الإصلاح المشروع المنشود إلا بالعلم والدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ص 54 - والكفاح ، والجهاد والقتال والسلطان ( الدولة ) . وسائر الوسائل المشروعة ، والتي هي من ضروريات قيام أي مبدأ وكيان في كل أمة وكل مكان وزمان .
    والكيان الذي يقوم على المنهج الرباني ، وميراث الأنبياء ، وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسبيل السلف الصالح هو الأولى والأحق بأن يبرز ويظهر ، ويتحقق به للإسلام والمسلمين وللإنسانية جمعاء الأمل الذي تنشده في تحصيل السعادة ونشر العدل بشرع الله الحكيم الخبير .

    ردحذف
  21. نظرا لأن منهج الدعوة يمثل الإسلام ، الدين الحق ، لذا فهو يتسم بالشمول والتكامل في الأصول والغايات ، فهو يمثل حقيقة الإسلام والسنة ، ويقوم على تحقيق الدين كله بالتوحيد وإقامة الفرائض ، والأحكام والقضاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكافة أمور الدين ، فإن الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه استخدموا كافة الوسائل المشروعة لتحقيق هذه الغايات الكبرى ، ابتداء من تعليم الدين والفقه فيه ، عقيدة وأحكاما وسلوكا ، ثم الدعوة إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ، من خلال التعليم والتدريس والخطابة ، والمكاتبة والمراسلة ، وبعث المعلمين والمبلغين ، والمؤلفات ، وإرسال الوفود ، واستقبالها ، للبلاغ والبيان ، وشرح أصول الدعوة وأهدافها ، والإجابة عن التساؤلات والشبهات والإشكالات ، من المؤيدين والمعارضين والمحايدين وغيرهم . مما استوجب ظهور نهضة علمية وأدبية قوية ، نثرا وشعرا وتأليفا وخطابة ، ومحاورات علمية ثرية .
    وتعدى الأمر إلى قيام مجتمع مسلم متمسك بالدين ومظهر للسنة وعامل بالشرع ، وقيام دولة إسلامية ، ذات كيان ديني وسياسي واقتصادي وعسكري قوي لحماية الدعوة والدولة ، والدفاع عن حقوقها وحقوق أهلها المشروعة .
    ثم إلى ما هو أشمل من ذلك وهو قيام هذه الحركة الإصلاحية الدعوية الكبرى بإبلاغ الدين ونشره في العالم كله ، كما أمر الله ، وتثبيته ؛ ليكون الدين كله لله .

    ردحذف
  22. في منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في الدين ما يرد الاتهامات
    المبحث الأول
    وقفة مع الاتهامات والمنهج

    إن الناظر في المفردات الجزئية والقواعد الفرعية ، والأحكام العلمية النظرية ، والتطبيقات العملية لكل دعوة أو مبدأ قد يجد فيها الكثير من الأخطاء والتجاوزات والتصرفات الشاذة والأقوال النادة والأحكام الخاطئة ، أو الأمور المشكلة والمشتبهة التي تحتاج إلى تثبت أو تفسير أو تدقيق أو استقراء للوصول إلى حكم علمي تطمئن إليه النفس .
    لكن أهل العلم وعقلاء الناس لديهم موازين علمية وعقلية وقواعد شرعية يزنون بها الأمور .
    فالأديان والمبادئ والمذاهب والدعوات لها عقائد وأصول ومبادئ ومناهج وقواعد تكون هي المرجع والميزان الذي ترد إليها المفردات الجزئية ودقائق الأمور ، ومفردات التصرفات والأقوال والأفعال والأحكام والمواقف ، وتكون هذه الأصول هي المرجع والمحتكم والمرد عند التنازع والاختلاف بين الأتباع أنفسهم ، وبينهم وبين مخالفيهم ، ومع الموافقين والمعارضين ، ومن المتلقين والناقدين .
    ودعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب تخضع لهذه القاعدة ، إذ هي دعوة إسلامية محضة ، وسلفية خالصة ، تسير على منهج السلف الصالح ، فمرد الخلاف بينها وبين مخالفيها : الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وما يتهمها به خصومها من الاتهامات على ثلاثة أنواع :
    النوع الأول : من الكذب الصريح والافتراء والبهتان وقد ورد ذكر كثير منه في هذا البحث .
    النوع الثاني : مما يكون من اللوازم غير اللازمة ، أو التلبيس ، أو التفسير الخاطئ ونحو ذلك مما يلتبس فيه الحق بالباطل ويجب رده إلى النصوص والأصول الشرعية والقواعد المعتبرة عند العقلاء ، والمنهج الذي عليه الدعوة وأهلها .
    النوع الثالث : أخطاء وتجاوزات وزلات ليست على المنهج الذي عليه الدعوة ، أو اجتهادات خاطئة أو مرجوحة ، وقد تصدر من أي من العلماء أو الولاة أو العامة ، والمنتسبين للدعوة . وكثير من الشبهات والاتهامات التي يتعلق بها الخصوم للطعن في الإمام وأتباعه ودعوته من هذا النوع .

    ردحذف
  23. - ص 60 - ومن هذا المنطلق خصصت هذا الفصل في بيان منهج الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه ، وأنه امتداد لمنهج السلف الذي يقوم على : الاعتماد على القرآن وما صح من السنة بفهم السلف الصالح ومنهجهم ، من الصحابة والتابعين وأئمة أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال والعلم والعمل ، واتباع آثارهم والاقتداء بهديهم ؛ لأن ذلك هو سبيل المؤمنين الذي توعد الله من خالفه فقال سبحانه : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا [سورة النساء ، آية : 115]
    وقد عرضت هذا المنهج هنا ليكون القاعدة والميزان في تقويم الدعوة ، وبيان مدى الظلم والإجحاف الحاصل لها ولأهلها في الاتهامات التي قيلت وذاعت عند الكثيرين ، بل ومدى البهتان والكذب من قبل بعض الخصوم ، والذين صدقوهم دون تثبت ولا نظر في المنهج والأصول التي عليها المعول في النقد والتقويم ، ودون اعتبار للحال والواقع الذي تعيشه الدعوة وأهلها .

    ردحذف
  24. معالم المنهج عند الإمام محمد بن عبد الوهاب
    وأتباعه وأنهم على منهج السلف الصالح

    لا يتفرد الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه وعامة أهل السنة والجماعة قديما وحديثا بشيء من الدين - عقيدة ومنهاجا - عن سائرهم ( كما أسلفت ) .
    فإن قولهم في أصول الدين وقطعياته ومسلماته واحد ؛ في أركان الإيمان وأركان الإسلام وشروطها ومستلزماتها كذلك .
    وفي أسماء الله وصفاته وأفعاله .
    وفي مسائل الإيمان والأسماء والأحكام والقدر .
    وفي حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - وآله .
    وفي الشفاعة والرؤية .
    وفي الصحابة والإمامة والأولياء والصالحين وعامة المؤمنين .
    وفي السمع والطاعة بالمعروف .
    وفي الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    وفي قطعيات الأحكام والآداب .
    ونحو ذلك من المنهاج الذي عليه السلف الصالح في العقيدة والعلم والعمل والتعامل ، فإن السلف الصالح أهل السنة والجماعة ومنهم إمام الدعوة وأتباعها كلهم متفقون على هذه الأصول ، وهي أصول الدين والاعتقاد ، ولهذا فإن كل من نظر في أقوال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة ومن سلك سبيلهم من أهل السنة يجزم بأنهم مثلوا منهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة في الاعتقاد والقول والعمل ومنهج التعامل .
    ولذلك نجد أن المخالفين ( أهل الأهواء والافتراق والبدع ) في العصر الحديث يعيرون كل من كان على نهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة بأنه ( وهابيا ) فهي - بحمد الله - تزكية من الخصوم لا تقدر بثمن ؛ لأنهم صاروا يطلقون وصف ( الوهابية ) على التمسك بالسنة والتزام سبيل السلف الصالح .
    وقد تبين بالدليل والبرهان أن ما يزعمه خصوم السنة ، ( أهل البدع والأهواء - ص 62 - والافتراق ) بأن الإمام وأتباعه جاءوا ببدع من الدين ، أو مذهب خامس ، أو أنهم متشددون ومتزمتون ، أو أنهم خوارج ، ونحو ذلك من المفتريات ، إنما هو من البهتان ؛ لأن حقيقة الدعوة ومنهجها وواقعها ( من أئمتها وعلمائها ودولتها وأتباعها ، وكذلك آثارها ومؤلفاتها وجميع أحوالها ) تدل على خلاف ما يزعم خصومها والجاهلون بحقيقتها ، ومن أراد الحقيقة فليرجع إلى ذلك كله أو بعضه وليتأمل ويدرس وينظر إلى المسألة بتجرد وموضوعية وعدل .
    وسيتوصل ( إن سلم من الهوى ) إلى ما توصل إليه المنصفون والباحثون المتجردون من المفكرين والعلماء وغيرهم ، كما سأذكر نماذج من شهاداتهم في آخر هذا المؤلف إن شاء الله .
    وبالجملة فإن أبرز معالم هذا المنهج الذي قامت عليه الدعوة ولا تزال بحمد الله :
    1 - الدخول في الدين كله وتطبيق شمولية الإسلام منهاجا للحياة في العقيدة والأحكام والعلم والعمل والتعامل في حياة الفرد والجماعة ، والدولة والأمة والبشرية كلها .

    ردحذف
  25. 2 - سلامة مصادر التلقي ومنهج الاستدلال ، بالاعتماد على القرآن وصحيح السنة وآثار السلف الصالح على المنهج الشرعي السليم .
    3 - الاقتداء والاتباع لمنهج السلف وسبيل المؤمنين أهل السنة والجماعة .
    4 - تحقيق غايات الدين : من التوحيد والسنة والفضائل والعدل ، ونفي ما يضادها من الشركيات والبدع والمنكرات والظلم ، والسعي إلى كل ما يسعد الإنسان ويليق بكرامته في الدنيا والآخرة .
    5 - القيام بواجب النصيحة لله تعالى ولكتابه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولأئمة المسلمين وعامتهم . كما أوصى بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح قال : الدين النصيحة ، قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم .
    6 - الاستعداد لليوم الآخر ، والفوز بالجنة والنعيم الأبدي الذي لا يحصل إلا برضى الله وطاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، واتباع شرعه ، كما قال الله سبحانه في سورة العصر : والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر [سورة العصر ، الآيات : 1 - 3] .
    هذا وسنعرض في المباحث التالية ما يثبت التزام الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه لنهج السلف الصالح في الدين جملة وتفصيلا . والله المستعان .

    ردحذف
  26. الأنموذج الأول : بيان الشيخ الإمام لعقيدته ومنهجه ورده لاتهامات الخصوم .
    الأنموذج الثاني : عرض لمنهج أئمة الدعوة ودولتها بعده .
    - ص 64 - الأنموذج الأول
    عرض الشيخ الإمام لعقيدته ومنهجه ورده على اتهامات الخصوم

    نظرا لكثرة خوض الخائضين بالهوى أو الجهل - أو هما معا - في عقيدة الشيخ الإمام ومنهجه ، وما أشاعوه من مفتريات وتهم ومزاعم عليه وعلى دعوته واتباعه ، أسوق في هذا المقام رسالة واحدة من رسائله الكثيرة التي عبر فيها بنفسه عن عقيدته ومنهجه وموقفه من الاتهامات والدعاوى التي أشيعت عنه ، وهي رسالته التالية التي بعثها إلى أهل القصيم وهي كالتالي :
    [ التزامه لعقيدة أهل السنة والجماعة . قال ]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أشهد الله ومن حضرني من الملائكة ، وأشهدكم : أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية ، أهل السنة والجماعة [ أركان الإيمان ] ، من الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والبعث بعد الموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره ؛ [ صفات الله تعالى ] ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل ، بل أعتقد أن الله – سبحانه وتعالى - : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ، ولا أحرف الكلم عن مواضعه ، ولا ألحد في أسمائه وآياته ، ولا أكيف ، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه ؛ لأنه تعالى لا سمي لـه ، ولا كفؤ لـه ، ولا ند لـه ، ولا يقاس بخلقه .
    فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلا ، وأحسن حديثا ، فنزه نفسه عما وصفه به المخالفون ، من أهل التكييف ، والتمثيل ؛ وعما نفاه عنه النافون ، من أهل التحريف والتعطيل ، فقال : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين [سورة الصافات ، آية : 180 - 182]

    ردحذف
  27. - ص 65 - [ ثم قال مبينا وسطية أهل السنة والجماعة ] :

    « والفرقة الناجية : وسط في باب أفعاله تعالى ، بين القدرية والجبرية ؛ وهم وسط في باب وعيد الله ، بين المرجئة والوعيدية ؛ وهم وسط في باب الإيمان والدين ، بين الحرورية والمعتزلة ؛ وبين المرجئة والجهمية ؛ وهم وسط في باب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الروافض ، والخوارج » .
    [ ثم قال مبينا التزامه لعقيدة السلف في القرآن ] :

    « وأعتقد : أن القرآن كلام الله ، منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ؛ وأنه تكلم به حقيقة ، وأنزله على عبده ورسوله ، وأمينه على وحيه ، وسفيره بينه وبين عباده ، نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - » .
    [ ثم قرر الحق في القدر فقال : ]

    « وأومن : بأن الله فعال لما يريد ، ولا يكون شيء إلا بإرادته ، ولا يخرج شيء عن مشيئته ، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره ، ولا يصدر إلا عن تدبيره ، ولا محيد لأحد عن القدر المحدود ، ولا يتجاوز ما خط لـه في اللوح المسطور » .
    [ عقيدته فيما بعد الموت قال : ]

    « وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت ، فأومن بفتنة القبر ونعيمه ، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد ، فيقوم الناس لرب العالمين ، حفاة عراة غرلا ، تدنو منهم الشمس ، وتنصب الموازين ، وتوزن بها أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون [ سورة المؤمنون ، آية : 102 - 103] وتنشر الدواوين ، فآخذ كتابه بيمينه ، وآخذ كتابه بشماله » .
    [ عقيدته في حوض نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - قال : ]
    « وأومن : بحوض نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بعرصة القيامة ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، آنيته عدد نجوم السماء ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ؛ وأؤمن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم ، يمر به الناس على قدر أعمالهم » .

    ردحذف
  28. [ إيمانه بشفاعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - قال : ]

    « وأومن بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه أول شافع ، وأول مشفع ؛ ولا ينكر شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أهل البدع والضلال ؛ ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى ، كما قال تعالى - ص 66 - : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [سورة الأنبياء ، آية : 28] ، وقال تعالى : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه [سورة البقرة ، آية : 255] ، وقال تعالى : وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى [سورة النجم ، آية : 26] ، وهو : لا يرضى إلا التوحيد ؛ ولا يأذن إلا لأهله ؛ وأما المشركون : فليس لهم من الشفاعة نصيب ؛ كما قال تعالى : فما تنفعهم شفاعة الشافعين [سورة المدثر ، آية : 48] .
    [ عقيدته في الجنة والنار والرؤية قال : ]

    « وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان ، وأنهما اليوم موجودتان ، وأنهما لا يفنيان ؛ وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة ، كما يرون القمر ليلة البدر ، لا يضامون في رؤيته » .
    [ عقيدته في ختم النبوة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ورسالته ونبوته - صلى الله عليه وسلم - قال : ]

    « وأومن بأن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين والمرسلين ، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ، ويشهد بنبوته » .
    [ عقيدته في الصحابة وأمهات المؤمنين قال : ]

    « وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ؛ ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ؛ ثم علي المرتضى ؛ ثم بقية العشرة ؛ ثم أهل بدر ؛ ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان ؛ ثم سائر الصحابة - رضي الله عنه - ؛ وأتولى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذكر محاسنهم ، وأترضى عنهم ، وأستغفر لهم ، وأكف عن مساويهم ، وأسكت عما شجر بينهم ؛ وأعتقد فضلهم ، عملا بقولـه تعالى : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم [سورة الحشر ، آية : 10] وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء » .

    ردحذف
  29. [ عقيدته في الأولياء وكراماتهم قال : ]

    « وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات ، إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئا ، ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله » .
    [ عقيدته في المسلمين وأنه لا يكفرهم قال : ]

    « ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار ، إلا من شهد لـه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - ص 67 - ولكني أرجو للمحسن ، وأخاف على المسيء ، ولا أكفر أحدا من المسلمين بذنب ، ولا أخرجه من دائرة الإسلام .
    [ عقيدته في الجهاد مع المسلمين والصلاة خلفهم قال : ]

    « وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام : برا كان أو فاجرا ، وصلاة الجماعة خلفهم جائزة ، والجهاد ماض منذ بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال ، لا يبطله جور جائر ، ولا عدل عادل » .
    [ عقيدته في السمع والطاعة للأئمة المسلمين قال : ]

    « وأرى وجوب السمع والطاعة : لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله ، ومن ولي الخلافة ، واجتمع عليه الناس ، ورضوا به ، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته ؛ وحرم الخروج عليه » .
    [ موقفه من أهل البدع قال : ]

    « وأرى هجر أهل البدع ، ومباينتهم حتى يتوبوا ، وأحكم عليهم بالظاهر ، وأكل سرائرهم إلى الله ؛ وأعتقد : أن كل محدثة في الدين بدعة » .

    ردحذف
  30. [ عقيدته في السمع والطاعة للأئمة المسلمين قال : ]

    « وأرى وجوب السمع والطاعة : لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله ، ومن ولي الخلافة ، واجتمع عليه الناس ، ورضوا به ، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته ؛ وحرم الخروج عليه » .
    [ موقفه من أهل البدع قال : ]

    « وأرى هجر أهل البدع ، ومباينتهم حتى يتوبوا ، وأحكم عليهم بالظاهر ، وأكل سرائرهم إلى الله ؛ وأعتقد : أن كل محدثة في الدين بدعة » .
    [ عقيدته في الإيمان قال : ]

    « وأعتقد أن الإيمان : قول باللسان ، وعمل بالأركان ، واعتقاد بالجنان ، يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ؛ وهو : بضع وسبعون شعبة ، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، وأرى وجوب الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة .
    فهذه عقيدة وجيزة ، حررتها وأنا مشتغل البال ، لتطلعوا على ما عندي ، والله على ما نقول وكيل » .
    [ نفيه للمفتريات والاتهامات في التي قيلت فيه قال : ]

    « ثم لا يخفى عليكم : أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم ، وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم ، والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم - ص 68 - أقلها ، ولم يأت أكثرها على بال .

    ردحذف
  31. 1 - قولـه : إني مبطل كتب المذاهب الأربعة .
    2 - وإني أقول : إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء .
    3 - وإني أدعي الاجتهاد .
    4 - وإني خارج عن التقليد .
    5 - وإني أقول : إن اختلاف العلماء نقمة .
    6 - وإني أكفر من توسل بالصالحين .
    7 - وإني أكفر البوصيري ، لقوله : يا أكرم الخلق .
    8 - وإني أقول : لو أقدر على هدم قبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهدمتها .
    9 - ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها ، وجعلت لها ميزابا من خشب .
    10 - وإني أحرم زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - .
    11 - وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما .
    12 - وإني أكفر من حلف بغير الله .
    13 - وإني أكفر ابن الفارض ، وابن عربي .
    14 - وإني أحرق دلائل الخيرات ، وروض الرياحين ، وأسميه روض الشياطين » .
    [ثم قال] :

    « جوابي عن هذه المسائل ، أن أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم ؛ وقبله من بهت محمدا - صلى الله عليه وسلم - أنه يسب عيسى بن مريم ، ويسب الصالحين ، فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب ، وقول الزور ، قال تعالى : إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون [سورة النحل ، آية : 105] بهتوه - صلى الله عليه وسلم - بأنه يقول : إن الملائكة ، وعيسى ، وعزيرا في النار ؛ فأنزل الله في ذلك : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون [سورة الأنبياء : آية : 101]» .
    - ص 69 - [ دفاعه عن أقواله الموافقة للحق والدليل : ]

    قال : « وأما المسائل الأخر ، وهي :
    1 - أني أقول لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله .

    ردحذف
  32. قال : « وأما المسائل الأخر ، وهي :
    1 - أني أقول لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله .
    2 - وأني أعرف من يأتيني بمعناها .
    3 - وأني أكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغير الله ، وأخذ النذر لأجل ذلك .
    4 - وأن الذبح لغير الله كفر ، والذبيحة حرام .
    فهذه المسائل حق ، وأنا قائل بها ؛ ولي عليها دلائل من كلام الله وكلام رسوله ، ومن أقوال العلماء المتبعين ، كالأئمة الأربعة ؛ وإذا سهل الله تعالى بسطت الجواب عليها في رسالة مستقلة ، إن شاء الله تعالى .
    ثم اعلموا وتدبروا قولـه تعالى : ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة [سورة الحجرات ، آية : 6]» .
    وبهذه الرسالة يثبت قطعا أنه على عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة . وأنه تبرأ مما اتهمه به الخصوم وافتروا عليه ، من المزاعم والدعاوى الكاذبة والشبهات الملبسة ، وقد كرر الإمام هذه العقيدة وعمل عليها وتعامل على أساسها ، مع المؤيدين والمعارضين ، وكرر نفي هذه المفتريات وغيرها ، وكل ذلك فعله بالدليل والبرهان ، وإشهاد الناس على ما يقول ويفعل ، ولم نجد من استطاع أن يثبت أن الشيخ الإمام على خلاف ما يقول ويدعي والحمد لله .

    ردحذف
  33. وأسوق للقارئ أنموذجا لمنهج الدعوة العام في الدين ، كما بينه ورسمه أحد علمائها الكبار وهو الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، وأحد ولاتها الأفذاذ وهو الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد ، وهو المنهج الذي يمثل منهج السلف الصالح ، أهل السنة والجماعة في جميع الجوانب ، في العقيدة والأحكام والتعامل في البيان الذي كتبه الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أثناء دخولهم مكة ملبين منتصرين سنة ( 1218هـ ) ، وقد أعلنوا الأمان لسكان البيت الحرام :
    [ البدء بالبسملة والحمد ] :

    أول مظاهر التزام السنة بدؤه بالبسملة والحمد والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال :
    « بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين ، وعلى آله وصحبه والتابعين » .
    ثم حمده لله وشكره لـه ، على ما من به على أهل السنة من التمكين ، ولم يظهر منهم ما يفعله خصومهم من العجب والكبر والغرور والتعالي على الخلق قال :
    « وبعد : فإنا معاشر غزو الموحدين ، لما من الله علينا - وله الحمد - بدخول مكة المشرفة نصف النهار ، يوم السبت في ثامن شهر محرم الحرام ، سنة 1218هـ » .
    تحقيقهم للأمن والأمان لأهل مكة والحجاج :

    وكانوا يرعون حق الله تعالى ويعظمون شعائره ويقفون عند حدوده ويرعون حقوق الناس ، ويتقون الله فيهم لا سيما سكان البيت الحرام ، ويرغبون في تحقيق الأمن والسلم - ص 71 - والتسامح ، ويحبون العفو عند المقدرة كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل . لذا نجد أن الأمير سعود استجاب لطلب أشراف مكة وعلمائها ، بل والعامة في ضمان أمنهم وحقوقهم ، رغم أنهم كانوا قد عزموا على حشد الحشود لصد أهل الحق . أما ما أصاب بعض أهل البدع من الرعب آنذاك فهو من مظاهر النصر التي وعد الله بها المؤمنين الصادقين المتقين كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « ونصرت بالرعب مسيرة شهر . قال :
    « بعد أن طلب أشراف مكة ، وعلماؤها وكافة العامة من أمير الغزو [ سعود ] الأمان ، وقد كانوا تواطئوا مع أمراء الحجيج ، وأمير مكة على قتاله ، أو الإقامة في الحرم ، ليصدوه عن البيت ، فلما زحفت أجناد الموحدين ألقى الله الرعب في قلوبهم ، فتفرقوا شذر مذر ، كل واحد يعد الإياب غنيمة ، وبذل الأمير حينئذ الأمان لمن بالحرم الشريف » .

    ردحذف
  34. فقد دخلوا بمنتهى التواضع والتذلل لله تعالى ، معلنين للتوحيد ، كما أعلنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، غير متلبسين بشيء من البدع والمحدثات ، ولا المنكرات التي يفعلها في هذه المواقف وغيرها كثيرون ، كما أنهم لم يدخلوا بالقتال ، ولم يريقوا الدماء كما يزعم كثيرون من خصومهم والجاهلين بحالهم . قال :
    « ودخلنا وشعارنا التلبية ، آمنين محلقين رؤوسنا ومقصرين ، غير خائفين من أحد من المخلوقين ، بل من مالك يوم الدين » .
    أدبهم وانضباطهم في مكة المكرمة :

    وكانوا أثناء دخولهم لمكة المكرمة على غاية السكينة ، والانضباط والأدب وتعظيم شعائر الله تعالى ، بخلاف ما يشيعه عنهم خصومهم والجاهلون بحقيقة أمرهم من أنهم - ص 72 - متوحشون وغير مؤدبين قال :
    « ومن حين دخل الجند الحرم ، وهم على كثرتهم مضبوطون متأدبون ، لم يعضدوا به شجرا ، ولم ينفروا صيدا » .
    ولم يباشروا قتالا في الحرم :

    ثم حين دخلوا الحرم كانوا - بخلاف ما يشاع عنهم - حريصين على رعاية حرمة مكة ، وحقن دماء المسلمين . قال :
    « ولم يريقوا دما إلا دم الهدي ، أو ما أحل الله من بهيمة الأنعام على الوجه المشروع » .
    شرح منهجهم وما يدعون إليه ويقاتلون الناس عليه :

    ولما أدوا مناسكهم لم يحتجبوا عن الناس ، ولم يلزموهم الحق بالقوة كما يزعم خصومهم ، بل عرضوا منهجهم علنا ، وبينوا بالدلائل والبراهين أنهم جاءوا لنصر التوحيد والسنة وإعلانها ، وإزالة مظاهر الشرك والبدع وإنكارها ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما كانت طريقة المرسلين ، وسنة خاتم النبيين محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته والتابعين والسلف الصالح . قال : « ولما تمت عمرتنا : جمعنا الناس ضحوة الأحد ، وعرض الأمير - رحمه الله - على العلماء ما نطلب من الناس ونقاتل عليه ؛ وهو : إخلاص التوحيد لله تعالى وحده ؛ وعرفهم أنه لم يكن بيننا وبينهم خلاف لـه وقع إلا في أمرين :
    أحدهما : إخلاص التوحيد لله تعالى ، ومعرفة أنواع العبادة ، وأن الدعاء من جملتها ، وتحقيق معنى الشرك ، الذي قاتل الناس عليه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، واستمر دعاؤه برهة من الزمن بعد النبوة إلى ذلك التوحيد ، وترك الإشراك قبل أن تفرض عليه أركان الإسلام الأربعة .

    ردحذف
  35. - ص 73 - موافقة علماء مكة وأشرافها وغيرهم لدعوة الحق ومبايعتهم على ذلك :

    ولما سمع أهل العلم والعقل والحلم من علماء مكة وأشرافها وأعيانها ما كان عليه أهل الدعوة ، وما يدعون إليه ، وما جاءوا من أجله ، ورأوا الحقيقة الجلية صافية نقية سالمة من حجب البهتان والتزوير والتضليل أذعنوا للحق ، واستبانت لـهم المحجة . قال : « فوافقونا على استحسان ما نحن عليه جملة وتفصيلا ، وبايعوا الأمير على الكتاب والسنة » .
    الرفق بالعلماء والعامة والعفو عنهم :

    ثم أخذوا الجميع بالرفق والتلطف ، واستمرت بين الطرفين المحاورات والتناصح والمذاكرة ، وعاملهم الأمير سعود بالصفح والعفو . قال : « وقبل منهم وعفا عنهم كافة ، فلم يحصل على أحد منهم أدنى مشقة ، ولم يزل يرفق بهم غاية الرفق ، لا سيما العلماء ، ونقرر لهم حال اجتماعهم ، وحال انفرادهم لدينا : أدلة ما نحن عليه ، ونطلب منهم المناصحة والمذاكرة وبيان الحق » .
    إعلانهم الاستعداد لقبول الحق بدليله :

    وأعلن الأمير سعود ومن معه من العلماء المنهج الشرعي الذي يجمع عليه المسلمون : من التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأنهم مستعدون لقبول الحق بدليله ، وأنه لا مساومة على هذا المبدأ المجمع عليه ، ولما عرضوا على أهل مكة ذلك ، وطلبوا منهم التحاكم فيما اختلفوا فيه إلى هذه القاعدة لم يكن منهم إلا التسليم بالحق . قال : « وعرفناهم : بأن صرح لهم الأمير حال اجتماعهم ، بأنا قابلون وما وضحوا برهانه ، من كتاب أو سنة أو أثر عن السلف الصالح ، كالخلفاء الراشدين ، المأمورين باتباعهم ، بقولـه - صلى الله عليه وسلم - : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي أو - ص 74 - عن الأئمة الأربعة المجتهدين ومن تلقى العلم عنهم إلى آخر القرن الثالث ، لقولـه - صلى الله عليه وسلم - : خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم .
    وعرفناهم : أنا دائرون مع الحق أينما دار ، وتابعون للدليل الجلي الواضح ، ولا نبالي حينئذ بمخالفة ما سلف عليه من قبلنا ، فلم ينقموا علينا أمرا » .
    تقرير منع طلب الحاجات من الأموات وإذعان المخالفين للحق :

    ثم شرعوا مع علماء مكة بمناقشة القضية الكبرى بين دعوة السنة وبين أهل البدع ، بل بين الرسل والدعاة دائما ، وبين خصومهم ، وهي قضية الشركيات والبدع ، كطلب الحاجات من الأموات . ولما وردت بعض الشبهات ، ردها أهل الحق بالأدلة من الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة ، وبذلك اعترف الآخرون بالحق والحمد لله .
    قال : « فألحينا عليهم في مسألة طلب الحاجات من الأموات ، إن بقي لديهم شبهة ؟ فذكر بعضهم شبهة أو شبهتين ، فرددناها بالدلائل القاطعة ، من الكتاب والسنة ، حتى أذعنوا ولم يبق عند أحد منهم شك ولا ارتياب ، فيما قاتلنا الناس عليه ، أنه الحق الجلي ، الذي لا غبار عليه » .

    ردحذف
  36. انشراح صدور الناس للحق حين سمعوه ورأوا الحقيقة :

    قال : « وحلفوا لنا الأيمان المغلظة ، من دون استحلاف لهم ، على انشراح صدورهم وجزم ضمائرهم : أنه لم يبق لديهم شك في أن من قال يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أو يا ابن عباس أو يا عبد القادر أو غيرهم من المخلوقين ، طالبا بذلك دفع شر أو جلب خير ، من كل ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، من شفاء المريض والنصر على العدو والحفظ من المكروه ، - ص 75 - ونحو ذلك : أنه مشرك شركا أكبر يهدر دمه ، ويبيح ماله ، وإن كان يعتقد أن الفاعل المؤثر في تصريف الكون ، هو الله تعالى وحده ، لكنه قصد المخلوقين بالدعاء ، مستشفيا بهم ومتقربا بهم ، لقضاء حاجته من الله بسرهم ، وشفاعتهم لـه فيه أيام البرزخ » .
    وقد يقول قائل : إن ذلك الذي حدث من علماء مكة من الإذعان للحق كان تحت الإكراه والخوف ، و المداراة التي قد تكون في مثل هذه المواقف . فنقول :
    إنه لا داعي للخوف ولا المداراة وقد كانوا أخذوا الأمان ورأوا كامل الوفاء والاحترام من الإمام سعود . كما أنهم حين حلفوا الأيمان المغلظة دون أن يطلب منهم ذلك - وهم علماء - فإن هذا وحده دليل كاف على أن هذا هو عين الحقيقة . ويضاف لذلك أن ما عرض هنا مما أعلنوه وأقروا به هو الحق الذي لا خلاف عليه أصلا ، لكن أعداء الدعوة كانوا يوهمون الناس بخلافه ، فقد كان ذلك كله في مجالس حوار وتناصح ، وليس مجلس حكم وتسلط كما قد يتوهم البعض .
    كشف حقيقة الأضرحة والشركيات عندها :

    فقد تم البيان بأن غاية هذه الدعوة المباركة هي الغاية العظمى التي بعث الله بها النبيين والمرسلين وندب لها الدعاة والمصلحين ، وهي إخلاص العبادة لله وحده ، وتحرير الناس من أوضار الشرك والبدع ووسائلها .
    قال : « وأن ما وضع من البناء على قبور الصالحين : صارت هذه الأزمان أصناما تقصد لطلب الحاجات ، ويتضرع عندها ، ويهتف بأهلها في الشدائد ، كما كانت تفعله الجاهلية الأولى ، وكان من جملتهم مفتي الحنفية ، الشيخ / عبد الملك القلعي ، وحسن المغربي مفتي المالكية ، وعقيل بن يحيى العلوي ، فبعد ذلك : أزلنا جميع ما كان يعبد بالتعظيم والاعتقاد فيه ، ويرجى النفع والنصر بسببه ، من جميع البناء على القبور وغيرها ، حتى لم يبق في تلك البقعة المطهرة طاغوت يعبد ، فالحمد لله على ذلك » .

    ردحذف
  37. - ص 76 - رفع المظالم من المكوس والضرائب :

    ومن الحسنات التي تميزت بها هذه الدعوة المباركة ودولتها أنها كلما تمكنت من بلد رفعت عن أهلها المظالم والمكوس ونحوها ، بل كان هذا المبدأ الشرعي من الأصول التي تعاقد عليها الإمامان : محمد بن عبد الوهاب المجدد إمام الدعوة ، ومحمد بن سعود مؤسس الدولة التي احتضنت الدعوة ، وبهذا المبدأ عامل الإمام سعود أهل مكة وغيرهم .
    قال الشيخ عبد الله : « ثم رفعت : المكوس والرسوم » .
    إزالة المنكرات ووسائلها الظاهرة :

    وأعلنت الدعوة المباركة الأصل الشرعي العظيم الذي جعله الله من خصائص هذه الأمة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والذي جعله الله شرطا للتمكين والعزة والنصر . وهل يخالف في هذا المبدأ الكبير مسلم يخشى الله ويتقيه ؟
    قال : « وكسرت آلات التنباك ، ونودي بتحريمه ، وأحرقت أماكن الحشاشين ، والمشهورين بالفجور » .
    الأمر بصلاة الجماعة وجمع المسلمين على إمام واحد :

    وكان من ثمار هذه الدعوة المباركة في كل بلد وصلت إليها إزالة مظاهر التعصب المذهبي والفرقة والشتات والفشل الذي أصاب كثير من بلاد المسلمين ، بسبب إعراضهم عن التفقه في دين الله وعن طلب الدليل ، وبسبب هيمنة البدع والمحدثات والفرق والطرق ، كما ساد الإعراض عن الصلاة وترك الجماعات !
    حتى وصل الحال من الفرقة أنه بمكة بالبلد الحرام ( بل بالمسجد الحرام ) أنه كانت تقام أكثر من جماعة وأكثر من إمام في الفرض الواحد .
    فسعت هذه الدعوة المباركة إلى ما أمر الله به ، وما أوحى به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الجماعة والاجتماع ، ونبذ كل مظاهر الفرقة والتنازع .
    - ص 77 - فقام الأمير سعود بجمع المسلمين في الحرم على إمام واحد ( دون اعتبار لمذهبه الفقهي ) لأن المذاهب الأربعة كلها على السنة ، والخلاف بين الأئمة الأربعة وأتباعهم كان في الاجتهاديات قال : « ونودي بالمواظبة على الصلوات في الجماعات ، وعدم التفرق في ذلك ، بأن يجتمعوا في كل صلاة على إمام واحد ، ويكون ذلك الإمام من أحد المقلدين للأربعة ، رضوان الله عليهم ؛ واجتمعت الكلمة حينئذ ، وعبد الله وحده ، وحصلت الألفة ، وسقطت الكلفة » .

    ردحذف
  38. - ص 84 - تعظيمهم لقدر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وحقوقه - صلى الله عليه وسلم - :

    وكانت من أشنع الأكاذيب والبهتان الذي يشاع عن هذه الدعوة المباركة وأئمتها وأتباعها دعوى : أنهم لا يحترمون النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يقدرونه حق قدره ، وأنهم ينقصونه ، لكن الله حسبنا ونعم الوكيل .
    قال : « والذي نعتقده أن رتبة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أعلى مراتب المخلوقين على الإطلاق ، وأنه حي في قبره حياة برزخية ، أبلغ من حياة الشهداء المنصوص عليها في التنزيل ، إذ هو أفضل منهم بلا ريب ، وأنه يسمع سلام المسلم عليه ، وتسن زيارته ، إلا أنه لا يشد الرحل إلا لزيارة المسجد والصلاة فيه ، وإذا قصد مع ذلك الزيارة فلا بأس ، ومن أنفق نفيس أوقاته بالاشتغال بالصلاة عليه - عليه الصلاة والسلام - الواردة عنه ، فقد فاز بسعادة الدارين ، وكفى همه وغمه كما جاء في الحديث عنه » .
    والحق أنهم إن لم يكونوا هم وأمثالهم أحباء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأولياؤه حقا لاتباعهم سنته ، وبذلهم الأرواح والأموال ، والمهج في سبيل محبته واتباع هديه وطاعته ونصرة دينه ، وتطهيره من البدع والشركيات . إن لم يكن هؤلاء أحباءه فمن ؟ إن أهل البدع والأهواء والافتراق الذي جانبوا سنته هم الذين لا يحبونه حقا ، ولم يقدروه حق قدره وإن زعموا ذلك ، فالحب ليس بمجرد الدعوى ، لكن بالاتباع والعمل بسنته .
    حقيقة مذهبهم في الأولياء وكراماتهم وحقوقهم :
    وكذلك كذب عليهم خصومهم ، وأشاعوا ( كذبا وبهتانا ) بأنهم لا يحبون الأولياء والصالحين ، وحقيقة الأمر أنهم أولى بالأولياء والصالحين ممن آذوا الأحياء والأموات ، بالبدع والخرافات والمكاء والتصدية ، والسماعات المحدثة ، والتبركات المبتدعة .
    قال : « ولا ننكر كرامات الأولياء ونعترف لهم بالحق ، وأنهم على هدى من ربهم ، مهما ساروا على الطريقة الشرعية والقوانين المرعية ، إلا أنهم لا يستحقون شيئا من أنواع العبادات ، لا حال الحياة ولا بعد الممات ، بل يطلب من أحدهم الدعاء في حال حياته ، بل ومن كل مسلم ، فقد - ص 85 - جاء في الحديث : دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه الحديث ، وأمر - صلى الله عليه وسلم - عمر وعليا بسؤال الاستغفار من " أويس " ففعلا .

    ردحذف
  39. وعقيدتهم في شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي الحق بمقتضى النصوص :

    وما أشاعه عنهم خصومهم من أنهم ينكرون شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرها من الشفاعات الثابتة بالنصوص الصحيحة كل ذلك من البهتان :
    قال : « ونثبت الشفاعة لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة حسب ما ورد ، وكذلك نثبتها لسائر الأنبياء والملائكة والأولياء والأطفال حسب ما ورد أيضا ، ونسألها من المالك لها ، والآذان فيها لمن يشاء من الموحدين ، الذين هم أسعد الناس بها ، كما ورد بأن يقول أحدنا - متضرعا إلى الله تعالى - : اللهم شفع نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فينا يوم القيامة ، أو : اللهم شفع فينا عبادك الصالحين ، أو ملائكتك أو نحو ذلك ، مما يطلب من الله لا منهم ، فلا يقال : يا رسول الله أو يا ولي الله أسألك الشفاعة أو غيرها ، كأدركني أو أغثني أو اشفني أو انصرني على عدوي ونحو ذلك ، مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، فإذا طلب ذلك مما ذكر في أيام البرزخ كان من أقسام الشرك ، إذ لم يرد بذلك نص من كتاب أو سنة ، ولا أثر من السلف الصالح في ذلك ، بل ورد الكتاب والسنة وإجماع السلف : أن ذلك شرك أكبر ، قاتل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - » .
    - ص 86 - بيان الحق في مسألة الحلف بغير الله :

    قال : « فإن قلت : ما تقول في الحلف بغير الله والتوسل به ؟ قلت : ننظر إلى حال المقسم إن قصد به التعظيم ، كتعظيم الله أو أشد كما يقع لبعض غلاة المشركين من أهل زماننا ، إذا استحلف بشيخه أي : معبوده الذي يعتمد في جميع أموره عليه ، لا يرضى أن يحلف إذا كان كاذبا أو شاكا ، وإذا استحلف بالله فقط رضي ، فهو كافر من أقبح المشركين وأجهلهم إجماعا ، وإن لم يقصد التعظيم بل سبق لسانه إليه ، فهذا ليس بشرك أكبر ، فينهى عنه ويزجر ويؤمر صاحبه بالاستغفار عن تلك الهفوة » بيان الحق في مسألة التوسل ورفع الصوت بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الأذان :

    قال : « أما التوسل وهو أن يقول القائل : اللهم إني أتوسل إليك بجاه نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أو بحق نبيك ، أو بجاه عبادك الصالحين ، أو بحق عبدك فلان ، فهذا من أقسام البدع المذمومة ، ولم يرد بذلك نص ، كرفع الصوت بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الأذان » .
    .

    ردحذف
  40. هدم القباب على القبور حسما لمادة الشرك :

    ومما أثاره عليهم خصومهم - أهل البدع - وأجلبوا عليهم بخيلهم ورجلهم ، وأوغروا صدور عوام المسلمين الجاهلين بحقيقة الأمر مسألة هدمهم للقباب والمزارات والمشاهد البدعية . وهذا من التلبيس وقلب الحقائق ، فإن ذلك مما يمدحون به ويشكر لهم لأنهم إنما فعلوا ذلك امتثالا لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقد صح عنه الأمر بذلك والنهي عن البناء على القبور .
    قال : « وإنما هدمنا بيت السيدة خديجة ، وقبة المولد ، وبعض الزوايا المنسوبة لبعض الأولياء ، حسما لتلك المادة ، وتنفيرا عن الإشراك بالله ما أمكن لعظم شأنه فإنه لا يغفر ، وهو أقبح من نسبة الولد لله تعالى ، إذ الولد كمال في حق المخلوق ، وأما الشرك فنقص حتى في حق المخلوق ، لقولـه تعالى : ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في [سورة الروم ، آية : 28 ] » .

    ردحذف
  41. تورعهم عن التكفير وبيان أن لازم الكفر عندهم ليس بلازم :

    وكانت من القضايا الكبرى بينهم وبين خصومهم دعوى : أنهم يكفرون المسلمين وقد تبرءوا من ذلك ، وكتاباتهم وفتواهم ومواقفهم تكذب هذه الفرية ، وهم في مسألة التكفير متبعون لنصوص القرآن والسنة ، فلا يكفرون إلا بدليل شرعي وبينات ، فهم يكفرون من كفره الله ورسوله ، ولا يكفرون عموم المسلمين كما زعم خصومهم ، بل يتورعون عن تكفير المسلمين ويحذرون من مذهب الخوارج في ذلك :
    قال : « فإن قال قائل منفر عن قبول الحق والإذعان لـه : يلزم من تقريركم وقطعكم في أن من قال يا رسول الله أسألك الشفاعة : أنه مشرك مهدر الدم ، أن يقال بكفر غالب الأمة ولا سيما المتأخرين ، لتصريح علمائهم المعتبرين : أن ذلك مندوب ، وشنوا الغارة على من خالف في ذلك ! قلت : لا يلزم ؛ لأن لازم المذهب ليس بمذهب كما هو مقرر ، ومثل ذلك : لا يلزم أن نكون مجسمة ، وإن قلنا بجهة العلو كما ورد الحديث بذلك » .
    لا يحكمون على أموات المسلمين إلا بخير :
    قال : « ونحن نقول فيمن مات : تلك أمة قد خلت » .
    ولا يكفرون إلا بالشروط وانتفاء الموانع :

    قال : « ولا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق ، ووضحت لـه المحجة ، وقامت عليه الحجة ، وأصر مستكبرا معاندا كغالب من نقاتلهم اليوم ، يصرون على ذلك الإشراك ، ويمتنعون من فعل الواجبات ، ويتظاهرون بأفعال الكبائر والمحرمات » .
    - ص 89 - لا يلزم من القتال التكفير :

    قال : « وغير الغالب : إنما نقاتله لمناصرته من هذه حاله ورضاه به ، ولتكثير سواد من ذكر والتأليب معه ، فله حينئذ حكمه في قتاله » .
    الاعتذار عمن مضى من المسلمين ولم تقم عليه الحجة :

    قال : « ونعتذر عمن مضى : بأنهم مخطئون معذورون لعدم عصمتهم من الخطأ ، والإجماع في ذلك ممنوع قطعا » .
    الخطأ وارد على سائر أفراد الأئمة :

    قال : « ومن شن الغارة فقد غلط ولا بدع أن يغلط ، فقد غلط من هو خير منه ، كمثل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلما نبهته المرأة رجع في مسألة المهر وفي غير ذلك ، يعرف ذلك في سيرته . بل غلط الصحابة وهم جمع ونبينا - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرهم سار فيهم نوره ، فقالوا اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط » .
    والمجتهد المخطئ معذور ما لم تقم عليه الحجة :

    قال : « فإن قلت : هذا فيمن ذهل ، فلما نبه انتبه ، فما القول فيمن حرر الأدلة ؟ واطلع على كلام الأئمة القدوة ؟ واستمر مصرا على ذلك حتى مات ؟ قلت : ولا مانع أن نعتذر لمن ذكر ولا نقول : إنه كافر ، ولا لما تقدم أنه مخطئ وإن استمر على خطئه ، لعدم من يناضل عن هذه المسألة في وقته ، بلسانه وسيفه وسنانه ، فلم تقم عليه الحجة ، ولا وضحت لـه المحجة ، بل الغالب على زمن المؤلفين المذكورين : التواطؤ على هجر كلام أئمة السنة في ذلك رأسا ، ومن اطلع عليه أعرض عنه ، قبل أن يتمكن في قلبه ، ولم يزل أكابرهم تنهى أصاغرهم عن مطلق - ص 90 - النظر في ذلك ، وصولة الملوك قاهرة لمن وقر في قلبه شيء من ذلك إلا من شاء الله منهم .
    هذا : وقد رأى معاوية وأصحابه - رضي الله عنه - منابذة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وقتاله ومناجزته الحرب وهم في ذلك مخطئون بالإجماع ، واستمروا في ذلك الخطأ ، ولم يشتهر عن أحد من السلف تكفير أحد منهم إجماعا ، بل ولا تفسيقه ، بل أثبتوا لهم أجر الاجتهاد وإن كانوا مخطئين ، كما أن ذلك مشهور عند أهل السنة » .

    ردحذف
  42. هو منهج أهل السنة

    يتميز المنهج الذي عليه الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه وعامة أهل السنة والجماعة قديما وحديثا في مصادر الدين ومنهج التلقي والاستدلال بالأصالة والسلامة والثبات واليقين .
    فقد التزموا المنهج الشرعي السليم الذي عليه علماء الأمة من أهل الحديث والفقه والأصول ، من سلامة مصادر التلقي ومراعاة قواعد الاستدلال ، فهم يعتمدون في تلقي الدين وتقريره والعمل به على الدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة (الوحي).
    وإجماع السلف معتبر عندهم؛ لأن الإجماع لا يكون إلا على ما لـه دليل من الكتاب والسنة ، كما يعتمدون أقوال علماء الأمة المعتبرين من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وأتباعهم وغيرهم...
    ويعتمدون في الاستدلال على المنهج الشرعي السليم ، منهج السلف الصالح ، على ما يأتي بيانه في قواعد الاستدلال عندهم.
    وهم يستخدمون ما أنعم الله به على عباده من الفطرة النقية والعقل السليم في فهم كلام الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستنباط الدلالات والأحكام منهما ، والاجتهاد والفقه في دين الله تعالى.
    ويستخدمون العقل في التفكر في خلق الله وآلائه ونعمه ، والتوصل بذلك إلى عبادة الله تعالى وذكره وشكره بما شرع.
    كما يستخدمون العقل وسائر المواهب التي منحها الله للإنسان في الاجتهاديات والعلوم الطبيعية في عمارة الأرض والاستخلاف فيها وبذل الأسباب؛ أسباب الرزق والقوة والعزة والتمكين ، وأسباب النجاح والفلاح وسعادة البشرية في الدنيا والآخرة على ما شرعه الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    لكنهم يتجنبون مسالك أهل الأهواء من الفلاسفة والعقلانيين والمتكلمين ، ومن سلك سبيلهم من تقديس العقل القاصر المحدود الفاني ، المعرض لعوارض النقص وتقديمه على الوحي المعصوم الكامل (كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
    - ص 98 - فالعقل مهما بلغ من الإدراك والتحصيل فإنه تبع للشرع ، لا يمكن أن يقدم على الوحي المعصوم ولا أن يحكم فيه.
    وهذا المنهج القويم - أعني منهج التلقي والاستدلال على قواعد شرعية مأمونة - يعد من أكبر الفوارق بين أهل السنة وبين مخالفيهم أهل الأهواء والافتراق والابتداع.
    ومصادر التلقي تعد أهم ركيزة يبني عليها دين المسلم في العقيدة والأحكام والسلوك ومنهج الحياة كلها؛ لأن التلقي إنما يعنى : تلقي الدين جملة وتفصيلا وذلك لا يكون إلا عن الله تعالى وما أمر به من التلقي عن رسوله صلى الله عليه وسلم : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [سورة الحشر ، آية (7).].

    ردحذف
  43. إقامة البراهين
    على حكم من استغاث بغير الله
    أو صدق الكهنة والعرافين
    - ص 7 -
    بسم الله الرحمن الرحيم الرسالة الأولى
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد : فقد نشرت صحيفة المجتمع الكويتية في عددها 15 الصادر في 19 / 4 / 1395 هـ أبياتا تحت عنوان ( في ذكرى المولد النبوي الشريف ) تتضمن الاستغاثة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والاستنصار به لإدراك الأمة ونصرها وتخليصها مما وقعت فيه من التفرق والاختلاف ، بإمضاء من سمت نفسها ( آمنة ) ، وهذا نص الأبيات المشار إليها : -
    يــــا رســــول اللــــه أدرك عالمــــا يشــعل الحـرب ويصلى من لظاها
    يـــــا رســـــول اللـــــه أدرك أمــــة فــي ظلام الشـك قـد طال سراها
    يـــــا رســـــول اللـــــه أدرك أمــــة ( الله أكبر ) هكذا توجه هذه الكاتبة نداءها واستغاثتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم طالبة منه إدراك الأمة بتعجيل النصر ، ناسية أو جاهلة أن النصر بيد الله وحده ، ليس ذلك بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا غيره من المخلوقات ، كما قال الله سبحانه في كتابه المبين : وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم وقال عز وجل : إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده .
    وقد علم بالنص والإجماع أن الله - ص 9 - سبحانه خلق الخلق ليعبدوه ، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيان تلك العبادة والدعوة إليها كما قال سبحانه : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وقال تعالى : ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وقال عز وجل : الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير فأوضح سبحانه في هذه الآيات المحكمات أنه لم يخلق الثقلين إلا ليعبدوه وحده لا شريك له ، وبين أنه أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام للأمر بهذه العبادة والنهي عن ضدها ، وأخبر عز وجل أنه أحكم آيات كتابه وفصلها لئلا يعبد غيره - ص 10 - سبحانه ، والعبادة : هي توحيده وطاعته بامتثال أوامره وترك نواهيه ، وقد أمر الله بذلك في آيات كثيرة منها قوله سبحانه : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء الآية وقوله عز وجل : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وقوله سبحانه : فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص والآيات في هذا المعنى كثيرة كلها تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه من الأنبياء وغيرهم ولا ريب أن الدعاء من أهم أنواع العبادة وأجمعها ، فوجب إخلاصه لله وحده كما قال عز وجل : فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وقال عز وجل : - ص 11 - وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وهذا يعم جميع المخلوقات من الأنبياء وغيرهم ، لأن ( أحدا ) نكرة في سياق النهي فتعم كل من سوى الله سبحانه . وقال تعالى : ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك وهذا خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومعلوم أن الله سبحانه قد عصمه من الشرك وإنما المراد من ذلك تحذير غيره ، ثم قال عز وجل : فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين فإذا كان سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لو دعا غير الله يكون من الظالمين فكيف بغيره ؟ والظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر كما قال سبحانه : والكافرون هم الظالمون وقال تعالى : إن الشرك لظلم عظيم فعلم بهذه الآيات وغيرها أن دعاء غير الله من الأموات والأشجار والأصنام وغيرها شرك بالله عز وجل ينافي - ص 12 - العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيانها والدعوة إليها ، وهذا معنى " لا إله إلا الله " فإن معناها لا معبود بحق إلا الله ، فهي تنفي العبادة عن غير الله وتثبتها لله وحده ، كما قال الله سبحانه : ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وهذا هو أصل الدين وأساس الملة ، ولا تصح العبادات إلا بعد صحة هذا الأصل كما قال تعالى : ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقال سبحانه : ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون .

    ردحذف
  44. - ص 13 - أحدهما : أن لا يعبد إلا الله وحده . والثاني : أن لا يعبد إلا بشريعة نبيه ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فمن دعا الأموات من الأنبياء وغيرهم ، أو دعا الأصنام أو الأشجار أو الأحجار أو غير ذلك من المخلوقات أو استغاث بهم أو تقرب إليهم بالذبائح والنذور أو صلى لهم أو سجد لهم : فقد اتخذهم أربابا من دون الله وجعلهم أندادا له سبحانه ، وهذا يناقض هذا الأصل وينافي معنى لا إله إلا الله ، كما أن من ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله لم يحقق معنى شهادة أن محمدا رسول الله ، وقد قال الله عز وجل : وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وهذه الأعمال هي أعمال من مات على الشرك بالله عز وجل ، وهكذا الأعمال المبتدعة التي لم يأذن بها الله فإنها - ص 14 - تكون يوم القيامة هباء منثورا لكونها لم توافق شرعه المطهر ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته . وهذه الكاتبة قد وجهت استغاثتها ودعاءها للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأعرضت عن رب العالمين الذي بيده النصر والضر والنفع وليس بيد غيره شيء من ذلك . ولا شك أن هذا ظلم عظيم وشرك وخيم ، وقد أمر الله - عز وجل - بدعائه سبحانه ووعد من يدعوه بالاستجابة وتوعد من استكبر عن ذلك بدخول جهنم ، كما قال عز وجل : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين أي صاغرين ذليلين ، وقد دلت هذه الآية الكريمة على أن الدعاء عبادة ، وعلى أن من استكبر عنه فمأواه جهنم ، فإذا كانت هذه حال من استكبر عن دعاء الله فكيف تكون حال - ص 15 - من دعا غيره وأعرض عنه وهو سبحانه القريب المجيب المالك لكل شيء والقادر على كل شيء ، كما قال سبحانه : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح أن الدعاء هو العبادة ، وقال لابن عمه عبد الله بن عباس - رضى الله عنهما : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله أخرجه الترمذي وغيره ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار رواه البخاري ، وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل : أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك والند هو النظير والمثيل ، فكل من دعا غير الله أو استغاث به أو نذر له أو ذبح له أو صرف له شيئا من العبادة - ص 16 - سوى ما تقدم فقد اتخذه ندا لله ، سواء كان نبيا أو وليا أو ملكا أو جنيا أو صنما أو غير ذلك من المخلوقات ، أما سؤال الحي الحاضر بما يقدر عليه والاستعانة به في الأمور الحسية التي يقدر عليها فليس ذلك من الشرك بل من الأمور العادية الجائزة بين المسلمين ، كما قال تعالى في قصة موسى : فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه وكما قال تعالى في قصة موسى أيضا : فخرج منها خائفا يترقب وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيرها من الأمور التي تعرض للناس ، ويحتاجون فيها إلى أن يستعين بعضهم ببعض .

    ردحذف
  45. وقد أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغ الناس أنه لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا فقال في سورة الجن : قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا - ص 17 - قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا وقال تعالى في سورة الأعراف : قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون والآيات قي هذا المعنى كثيرة وهو - صلى الله عليه وسلم - لا يدعو إلا ربه ولا يستغيث إلا به ، وكان في يوم بدر يستغيث بالله ويستنصره على عدوه ويلح في ذلك ، ويقول : يا رب أنجز لي ما وعدتني حتى قال الصديق الأكبر أبو بكر - رضي الله عنه : "حسبك يا رسول الله فإن الله منجز لك ما وعدك" وأنزل الله سبحانه في ذلك قوله تعالى : إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم فذكرهم سبحانه في هذه الآيات - ص 18 - استغاثتهم به ، وأخبر أنه استجاب لهم بإمدادهم بالملائكة ، ثم بين سبحانه أن النصر ليس من الملائكة وإنما أمدهم بهم للتبشير بالنصر والطمأنينة ، وبين أن النصر من عنده فقال : وما النصر إلا من عند الله وقال عز وجل في سورة آل عمران : ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون فبين في هذه الآية أنه سبحانه هو الناصر لهم يوم بدر فعلم بذلك أن ما أعطاهم من السلاح والقوة وما أمدهم به من الملائكة كل ذلك من أسباب النصر والتبشير والطمأنينة .
    وليس النصر منها بل هو من عند الله وحده ، فكيف يجوز لهذه الكاتبة أو غيرها أن توجه استغاثتها وطلبها النصر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعرض عن رب العالمين المالك لكل شيء والقادر على كل شيء ؟! - ص 19 - لا شك أن هذا من أقبح الجهل بل من أعظم الشرك ، فالواجب على الكاتبة أن تتوب إلى الله سبحانه توبة نصوحا وذلك بالندم على ما وقع منها والإقلاع منه والعزم على عدم العود إليه تعظيما له وإخلاصا له وامتثالا لأمره وحذرا مما نهى عنه ، هذه هي التوبة النصوح ، وإذا كانت من حق المخلوقين وجب في التوبة أمر رابع وهو رد الحق إلى مستحقه أو تحلله منه ، وقد أمر الله عباده بالتوبة ووعدهم قبولها كما قال تعالى : وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون وقال في حق النصارى : أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم وقال تعالى : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا - ص 20 - إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما وقال تعالى : وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " الإسلام يهدم ما كان قبله والتوبة تجب ما كان قبلها " .
    ولعظم خطر الشرك وكونه أعظم الذنوب وخشية الاغترار بما صدر من هذه الكاتبة ولوجوب النصح لله ولعباده حررت هذه الكلمة الموجزة ، وأسأل الله عز وجل أن ينفع بها وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين جميعا ، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في الدين والثبات عليه ، وأن يعيذنا والمسلمين من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه . . .

    ردحذف
  46. زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور
    بسم الله الرحمن الرحيم زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور نص السؤال سئل أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى عمن يزور القبور ويستنجد بالمقبور في مرض به أو بفرسه أو بعيره يطلب إزالة المرض الذي بهم ويقول يا سيدي أنا في جيرتك أنا في حسبك فلان ظلمني فلان قصد أذيتي ويقول إن المقبور يكون واسطة بينه وبين الله تعالى وفيمن ينذر للمساجد والزوايا والمشايخ حيهم وميتهم بالدراهم والإبل والغنم والشمع والزيت وغير ذلك يقول إن سلم ولدي فللشيخ علي كذا وكذا
    وأمثال ذلك وفيمن يستغيث بشيخه يطلب تثبيت قلبه من ذاك الواقع وفيمن يجيء إلى شيخه ويستلم القبر ويمرغ وجهه عليه ويمسح القبر بيديه ويمسح بهما وجهه وأمثال ذلك وفيمن يقصده بحاجته ويقول يا فلان ببركتك أو يقول قضيت حاجتي ببركة الله وبركة الشيخ وفيمن يعمل السماع ويجيء إلى القبر فيكشف ويحط وجهه بين يدي شيخه على الأرض ساجدا وفيمن قال إن ثم قطبا غوثا جامعا في الوجود أفتونا مأجورين وأبسطوا القول في ذلك
    بداية الجواب فأجاب الحمد لله رب العالمين الدين الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو عبادة

    الله وحده لا شريك له واستعانته والتوكل عليه ودعاؤه لجلب المنافع ودفع المضار كما قال تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون وقال تعالى وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وقال تعالى قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان

    ردحذف
  47. محذورا قالت طائفة من السلف كان أقوام يدعون المسيح وعزيرا والملائكة قال الله تعالى هؤلاء الذين تدعونهم عبادي كما أنتم عبادي ويرجون رحمتي كما ترجون رحمتي ويخافون عذابي كما تخافون عذابي ويتقربون إلي كما تتقربون إلي فإذا كان هذا حال من يدعو الأنبياء والملائكة فكيف بمن دونهم وقال تعالى أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له فبين سبحانه أن من
    دعي من دون الله من جميع المخلوقات من الملائكة والبشر وغيرهم أنهم لا يملكون مثقال ذرة في ملكه وأنه ليس له شريك في ملكه بل هو سبحانه له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأنه ليس له عون يعاونه كما يكون للملك أعوان وظهراء وأن الشفعاء عنده لا يشفعون إلا لمن ارتضى فنفى بذلك وجوه الشرك وذلك أن من يدعون من دونه إما أن يكون مالكا وإما أن لا يكون مالكا وإذا لم يكن مالكا فإما أن يكون شريكا وإما أن لا يكون شريكا وإذا لم يكن شريكا فإما أن يكون معاونا وإما أن يكون سائلا طالبا فالأقسام الأول الثلاثة وهي الملك والشركة والمعاونة

    منتفية وأما الرابع فلا يكون إلا من بعد إذنه كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وكما قال تعالى وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى وقال تعالى أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض وقال تعالى الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون وقال تعالى وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون وقال تعالى ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب

    ردحذف
  48. فتوى لشيخنا الإمام العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله في جماعة التبليع
    السؤال:ما قولكم في جماعة التبليغ، وطريقتهم في الدعوة، وماذا تعرفون عنهم؟
    الجواب:
    ألف الشيخ حمود بن عبدالله التويجري رسالة أسمها "القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ" أنصح بقراءتها، وكذلك الأخ فالح الحربي، والأخ الشرقاوي من ساكني جدة، والمؤلفات كثيرة في بيان شركياتهم وصوفياتهم، وما هم عليه من الضلال، ودعوتهم دعوة ميتة، ولو لم تكن ميتة ما كانت تذهب في وقت الشيوعية إلى بلاد الشيوعية، وقد جاءنا أخ فرنسي وقلنا له: هل نستطيع أن نأتي إلى بلدكم للدعوة إلى الله، قال: لا تستطيعون إلا إذا كان باسم جماعة التبليغ، فهم مأذون لهم.
    ودعوتهم لو كانت في زمن أبي جهل ما أنكر عليهم، فهم يدعون إلى ست خصال، فهي دعوة مبنية على جهل، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قلْ هذه سبيلي أدْعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني﴾.
    وهؤلاء يدخل معهم الخمار، والعامي الذي لا يعرف شيئًا، فدعوتهم دعوة جهل وضلال، ولا أنصح بالخروج معهم، وياحبذا لو منعوا.
    دع عنك التوقيت، تخرج معهم ثلاثة أيام، أو شهر، أو ثلاثة أشهر، فكل هذه بدع، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿فاتّقوا الله ما استطعتم﴾ فتخرج بحسب نشاطك واستطاعتك، وأنصح بالخروج مع أهل السنة فإنك ستستفيد مراجعة قرآن، وحفظ أحاديث، وتحذير من الشركيات أو مذاكرة علمية، فلسنا محتاجين إلى أن نخرج معهم.
    وقال رحمه الله: في تحفة المجيب ولما ذهب عبدالمجيد الزنداني بطلبة كلية الإيمان إلى جماعة التبليغ بالحديدة ليتعلموا منهم الآداب، جماعة التبليغ الذين جمعوا بين التصوف والجهل، يقوم أحدهم ويتكلم ويضيّع الساعات على المستمعين، بكلام جهل وأحاديث ضعيفة وموضوعة.
    فلا ننصح بالالتحاق بها، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون﴾. فطالب العلم يجب أن يكون همّه هو التفقه في دين الله، وفي "الصحيحين" عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من يرد الله به خيرًا يفقّهه في الدّين)).
    والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخبر عن ارتفاع العلم، وهذا يعد علمًا من أعلام النبوة فيقول: ((إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يبق عالمًا اتّخذ النّاس رءوسًا جهّالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا))، متفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو.اهـ

    ردحذف
  49. فتراضي
    سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله:
    ما هي جماعة التّبليغ ؟ وما هو منهجُها الذي تسير عليه ؟ وهل يجوز الانضمام إليها والخروج مع أفرادها - كما يقولون - للدّعوة، ولو كانوا متعلّمين وأهل عقيدة صحيحة كأبناء هذه البلاد مثلاً ؟
    الجواب
    القاعدة التي يجب اتِّباعُها : أنَّ الجماعة التي يجب الانضمام إليها والسَّيرُ معها والعملُ معها هي الجماعة التي تسير على ما كان عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، أمَّا ما خالفها؛ فإنه يجب أن نتبرَّأ منه .
    نعم؛ يجب علينا أن ندعُوَهم إلى الله، وأن نبيِّنَ أخطاؤهم، وأن ندعُوَهُم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السّلف الصَّالحُ؛ لأنَّ هذا واجبٌ علينا، أمّا أن ننضمَّ إليهم، ونخرج معهم، ونمشي على تخطيطهم، ونحن نعلم بأنهم على تخطيط غير صحيح؛ فهذا لا يجوز؛ لأنه ولاء لغير الجماعة المتمسِّكة بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه .اهـ من منتقى فتاوى الفوزان
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس
    11-07-2012, 06:39 PM #7 عبد الحكيم بن عباس الجيجلي عبد الحكيم بن عباس الجيجلي غير متواجد حالياً
    وفـقه الله ورزقه العلم النافع
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    !!
    المشاركات
    1,046
    Beyan

    جزاك الله خيرا يا أخانا الفاضل أبا عبد الله محمّد بن إسماعيل على هذه الدرر الطيبة
    *من كلام الأئمّة في هذه الطائفة ـــ*الصوفية العصرية ـ كما وصفهم بذلك العلامة الألباني رحمه الله*

    وقبل نحو أربعة أيّام مضت جاءتنا مجموعة من جماعة التبليغ إلى مسجدنا واستدرجوا بعض العوام وكبار السنّ إليهم ليلبّسوا عليهم أمر دينهم
    والحمد لله فقد وفّقنا الله عزّ وجلّ إلى التصدّي لهم وبيان حقيقتهم للنّاس فولّو خائبين
    وما وجدناهم إلاّ كما وصفوا : جهّال بدين الله ، عقائد مضطربة ، يستعملون التُقية والله المستعان
    *ـ سألنا أحدهم :أين الله : فقال : ( أينما تولوا فثمّ وجه الله )*
    فالحمد لله الذي لم يجعل لهم قبول عند الناس عندنا
    وأسأل الله أن يطهّر بلادنا وسائر بلاد المسلمين منهم ومن غيرهم من أهل البدع

    ردحذف
  50. سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله ورعاه من كل سوء ومكروه

    ما حكم وجود مثل هذه الفرق - التَّبليغ والإخوان وغيرها - في بلاد المسلمين عامَّة ؟
    فكان الجواب
    هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبَّلها؛ لأنها تريد أن تنحرف بنا وتفرِّقنا؛ تجعل هذا تبليغيًّا وهذا إخوانيًّا وهذا كذا ! لم هذا التّفرُّق ؟ هذا كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى، نحن على جماعة وعلى وحدة وعلى بيِّنةٍ من أمرنا، لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ لماذا نتنازل عمّا أكرمنا الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع والإلفة والطّريق الصحيح وننتمي إلى جماعات تفرِّقُنا وتشتِّتُ شملنا وتزرعُ العداوة بيننا ؟ هذا لا يجوز أبدًا .
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس
    16-07-2012, 11:58 AM #9 محمد بن إسماعيل أبو عبد الله محمد بن إسماعيل أبو عبد الله غير متواجد حالياً
    وفـقه الله ورزقه العلم النافع
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    الدولة
    هرجيسا-أرض الصومال
    المشاركات
    2,148
    افتراضي
    س)- كتاب ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي لسفر الحوالي هل رأيته؟
    رأيته .
    س)- الحواشي - يا شيخنا - خاصة الموجودة في المجلد الثاني ؟!
    كان عندي - أنا - رأي صدر مني يوماً ما منذ نحو أكثر من ثلاثين سنة حينما كنت في الجامعة [الإسلامية] وسئلت في مجلس حافل عن رأيي في جماعة التبليغ ؟
    فقلت يومئذ : "صوفية عصرية" و الآن خطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء الجماعة الذين خرجوا في العصر الحاضر وخالفوا السلف - وأقول هنا تجاوباً مع كلمة الحافظ الذهبي - خالفوا السلف في كثير من مناهجهم.
    فبدا لي أن اسميهم : خارجية عصرية ، فهذا يشبه الخروج الآن حين نقرأ من كلامهم - لأنهم في الواقع - كلامهم ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبائر. لكنهم - ولعل هذا ما أدري أن أقول ! - غفلة منهم أو مكر منهم .
    وهذا أقوله أيضا من باب قوله تعالى: ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ما أدري لايصرحون بأن كل كبيرة هي مكفرة لكنهم يدندنون حول بعض الكبائر ويسكتون - أو يمرون - على الكبائر الأخرى ، ولذلك أنا لا أرى أن نطلق القول ونقول فيهم أنهم خوارج إلا من بعض الجوانب وهذا من العدل الذي أمرنا به .الشريط 855
    المرجع الكتاب : الف فتوى للشيخ الالباني
    جمع وترتيب : أبي سند فتح الله
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس
    16-07-2012, 12:22 PM #10 محمد بن إسماعيل أبو عبد الله محمد بن إسماعيل أبو عبد الله غير متواجد حالياً
    وفـقه الله ورزقه العلم النافع

    ردحذف
  51. سئل الشيخ العلامة عبد الرزاق العفيفي رحمه الله:
    عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله ؟
    فقال الشيخ رحمه الله : " الواقع انهم مبتدعة ومحرفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم وخروجهم ليس فى سبيل الله ولكنه فى سبيل الياس ، وهم لا يدعون الى الكتاب والسنة ولكن يدعون الى الياس شيخهم فى بنجلادش اما الخروج بقصد الدعوة الى الإسلام فهو جهاد فى سبيل الله وليس هذا هو خروج . جماعة التبليغ ، وأنا اعرف جماعة التبليغ من زمان قديم ، وهم المبتدعة فى آي مكان كانوا ، هم فى مصر ، وإسرائيل ، وأمريكا ، والسعودية ، وكلهم مرتبطون بشيخهم اليأس " .اهـ
    المرجع الكتاب : فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي

    ردحذف
  52. الله وبركاته، وبعد: فقد تلقيت خطاب سموكم ( رقم36/4/5-د في 21/1/1382هـ ) وما برفقه، وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبد الحامد القادري وشاه أحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود أحمد دهلوي حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم التي سموها ((كلية الدعوة والتبليغ الإسلاميّة))، وكذلك الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم وأعرض لسموكم أن هذه الجمعية لا خير فيها؛ فإنها جمعية بدعة وضلالة، وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم؛ وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك، الأمر الذي لا يسعُ السكوت عنه، ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها، ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته والسلام عليكم ورحمة الله)) [ ص- م - 405 في 29/1/1382هـ] . [ راجع كتاب القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري (ص:289) ]================ئل الشيخ - رحمه الله -: عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله؟ فقال الشيخ: (( الواقع أنّهم مبتدعة محرّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم، وخروجهم ليس في سبيل الله، ولكنه في سبيل إلياس، هم لا يدعون إلى الكتاب والسُنَّة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلاديش. أما الخروج بقصد الدعوة إلى الله فهو خروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ. وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم، وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر، وإسرائيل وأمريكا والسعودية، وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس )).

    ردحذف
  53. الشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظة الله تعالى-
    قول بعضهم : "الإيمان في القلب مثل السكر في فنجان الشاي نحتاج إلى تحريكه ليتحلى جميع الفنجان".
    هذه العبارة يوردها بعض من يُسمى بـ (الأحباب)، للتدليل على أهمية الخروج معهم، والقيام بمثل ما يقومون به. والحقيقة إن هذه العبارة باطلة من وجوه، أذكر منها:
    1) الإيمان إذا وجد في القلب لا بد أن يظهر أثره وموجبه بالممكن من العمل على جوارح ابن آدم، وهذا التلازم بين الظاهر والباطن دلّ عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
    فإذا وجد الإيمان في القلب انفعلت الجوارح الظاهرة بمقتضاه و لا بد مع القدرة وعدم المانع، فدعوى وجود إيمان في القلب كالسكر في الفنجان و لا يظهر أثره وموجبه في الظاهر تتنافى مع هذا التقرير.
    2) الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل، فهو قول اللسان بالشهادة وسائر الأقوال التي تعبدنا بها شرعاً، وقول القلب بالمعرفة والتصديق، وعمل القلب بالمحبة لله ولرسوله والتسليم بالطاعة، والتعظيم لله عز وجل، وسائر عمل القلب من الخوف والرجاء والتوكل والخشية وغيرها، وعمل الجوارح بالطاعات وترك المعاصي، فالإيمان يقتضي العلم بأسماء الله وصفاته والعلم بأمره ونهيه، والعمل بمقتضى ذلك، فإذا وجد الإيمان بهذا المعنى فالقيام بالدعوة لصاحبه من أفضل الأعمال، أمّا من لم يحصل الإيمان على هذا الوصف فعليه أن يشتغل بتحصيل ذلك في نفسه قبل أن يذهب يدعو الناس إلى شيء ليس عنده، فإن فاقد الشيء لا يعطيه. ومن زعم أن الإيمان يوجد في القلب دون أن يوجد أثره في الظاهر ودون أن يحصل مقتضاه من العلم بأسماء الله وصفاته والعلم بأمره ونهيه، كيف يسوغ له أن يخرج للدعوة والتعليم؟
    3) ثم نقول ما نفع حركة السكر في الفنجان إذا كان السكر قليلاً؟ فمهما حركته فإنه لا يؤثر؛ فلا بد من السعي لتحقيق الإيمان عند أهل السنة والجماعة، ومقتضاه من العلم بأسماء الله وصفاته، والعلم بأمره ونهيه والعمل بذلك.
    وإذا كان السكر كثيراً فإن حركته تزيد من حلى الشاي فلا يستفاد منه، إذ لا يكون مستساغاً، فهنا حركته مضرة له ولغيره، وهذا خلاف حقيقي في هذه العبارة مع حقيقة الإيمان إذ الإيمان يزيد بالطاعات حتى يصير أمثال الجبال وينفع صاحبه و لا يضره، وينقص بالمعاصي حتى يكون مثل الهباء.
    من كتاب عبارات موهمة للشيخ الفاضل محمد عمر بازمول /صفحة3

    الشيخ يحيى بن علي الحجوري -حفظة الله تعالى-
    سؤال: نريد تبيين حال جماعة التبليغ، ونصيحة لمن جاء من عندهم؟
    جواب: جماعة التبليغ من الجماعات المخالفة للحق، وهو من الاثنتين والسبعين فرقة الباطلة، وننصح أن يقرأ ما كتب في ذلك مثل كتاب: القول البليغ للتويجري، وهو من أحسن ما ألف في هذا الشأن إن لم يكن أحسنها، وهناك رسائل وفتاوى كثيرة في هذا الباب، وقد ألف أخونا فيصل الحاشدي كتابًا في ذلك أجاد فيه، ولا أعلم عالمًا من علماء السنة إلا وقد بيّن حال هذه الجماعة، وبيّن ضلالها، وهذه الدعوة مبنية على الجهل، ودعوة مليئة بالبدع بل وبالشركيات، وقد أسسها بعض الضلال من الصوفية، وهم يغررون على الناس فيمزجون العسل بالسم وهذا باطل وخيانة للأمة، فهم يعاملون الناس بالكلمات الحسنة اللطيفة، ولكنهم سرعان ما ينقلبون إذا خالفهم سني ويرجعون أسودًا، فيناظرون ويجادلون ويسبون ويشتمون، وهذا منهم هوى وزيغ، ومرة نصحنا أحدهم وأرينا بعض الكتب التي بينت حالهم، فقال: لو رصصتم كتبًا إلى السقف ما تركتهم، وهذا منه جهل مطبق مركب، ولا سبيل إلى إقناعه إلا أن يشاء الله تعالى، ومثل هذا تتركه ولا تحزن عليه، وانصح من رأيته متقبلًا للدليل.

    ردحذف
  54. الشيخ العلامة حماد الانصاري -رحمة الله تعالى-

    قال رحمة الله:(اني أنصح السائل وأنصح غيره من الذين يحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشرك والغلو والبدع والخرافات أن لاينضموا إلى التبليغيين ولايخرجوا معهم أبداً وسواء كان ذلك في البلاد السعودية أو في خارجها، لأن هؤلاء أهون مايقال في التبليغيين أنهم أهل بدعة وضلالة وجهالة في عقائدهم وفي سلوكهم ومن كانوا بهذه الصفة الذميمة فلا شك أن السلامة في مجانبتهم والبعد عنهم).
    الشيخ العلامة محمد بن هادي عمير المدخلي -حفظة الله تعالى-

    السؤال: فضيلة الشيخ تحدثتم في مساء البارحة عن جماعة التبليغ ,وذكرتم القبورية في هذه الجماعة ,ولكن يورد بعض الناس شبهة وهي أن جماعة التبليغ التي في السعودية ليس عندهم هذه القبورية ,وهذه الأمور الشركية, فما قولكم في ذلك؟

    الجواب: هذا الكلام قديم ودائماً يظهر هذه العبارة أن هؤلاء مالهم بالقبورية والقبور وما شابه ذلك لكن أقول : هم من جماعتهم هم من حزبهم هم يوالونهم هـــــم يستضيفونهم هم يخرجون معهم هم يوادونهم إلى غير ذلك.
    الشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظة الله تعالى-
    قول بعضهم : "الإيمان في القلب مثل السكر في فنجان الشاي نحتاج إلى تحريكه ليتحلى جميع الفنجان".
    هذه العبارة يوردها بعض من يُسمى بـ (الأحباب)، للتدليل على أهمية الخروج معهم، والقيام بمثل ما يقومون به. والحقيقة إن هذه العبارة باطلة من وجوه، أذكر منها:
    1) الإيمان إذا وجد في القلب لا بد أن يظهر أثره وموجبه بالممكن من العمل على جوارح ابن آدم، وهذا التلازم بين الظاهر والباطن دلّ عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
    فإذا وجد الإيمان في القلب انفعلت الجوارح الظاهرة بمقتضاه و لا بد مع القدرة وعدم المانع، فدعوى وجود إيمان في القلب كالسكر في الفنجان و لا يظهر أثره وموجبه في الظاهر تتنافى مع هذا التقرير.
    2) الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل، فهو قول اللسان بالشهادة وسائر الأقوال التي تعبدنا بها شرعاً، وقول القلب بالمعرفة والتصديق، وعمل القلب بالمحبة لله ولرسوله والتسليم بالطاعة، والتعظيم لله عز وجل، وسائر عمل القلب من الخوف والرجاء والتوكل والخشية وغيرها، وعمل الجوارح بالطاعات وترك المعاصي، فالإيمان يقتضي العلم بأسماء الله وصفاته والعلم بأمره ونهيه، والعمل بمقتضى ذلك، فإذا وجد الإيمان بهذا المعنى فالقيام بالدعوة لصاحبه من أفضل الأعمال، أمّا من لم يحصل الإيمان على هذا الوصف فعليه أن يشتغل بتحصيل ذلك في نفسه قبل أن يذهب يدعو الناس إلى شيء ليس عنده، فإن فاقد الشيء لا يعطيه. ومن زعم أن الإيمان يوجد في القلب دون أن يوجد أثره في الظاهر ودون أن يحصل مقتضاه من العلم بأسماء الله وصفاته والعلم بأمره ونهيه، كيف يسوغ له أن يخرج للدعوة والتعليم؟
    3) ثم نقول ما نفع حركة السكر في الفنجان إذا كان السكر قليلاً؟ فمهما حركته فإنه لا يؤثر؛ فلا بد من السعي لتحقيق الإيمان عند أهل السنة والجماعة، ومقتضاه من العلم بأسماء الله وصفاته، والعلم بأمره ونهيه والعمل بذلك.

    ردحذف
  55. وإذا كان السكر كثيراً فإن حركته تزيد من حلى الشاي فلا يستفاد منه، إذ لا يكون مستساغاً، فهنا حركته مضرة له ولغيره، وهذا خلاف حقيقي في هذه العبارة مع حقيقة الإيمان إذ الإيمان يزيد بالطاعات حتى يصير أمثال الجبال وينفع صاحبه و لا يضره، وينقص بالمعاصي حتى يكون مثل الهباء.
    من كتاب عبارات موهمة للشيخ الفاضل محمد عمر بازمول /صفحة3
    الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني -حفظة الله تعالى-

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

    فقد أحدثت جماعة التبليغ فهما لحديث فليبغ الشاهد الغائب لم يسبقوا في معناه إليه فأجازوا عملا بالحديث أن تخرج زرافات من عوام الجهال متفرقين في البلدان يدعون إلى الله على غير بصيرة تقوية لإيمان التائبين ودعوة لغيرهم من المذنبين و هم عند تحيثهم بتلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأصل غير متثبين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال علي مالم أقول فليتبوأ مقعده من النار .....

    فنقول وبالله التوفيق :

    صورة مسألة حديث فليبلغ الشاهد الغائب ليس أن تخرج جماعات وزرافات من العوام الجهال يتفرقون في الأرض ويسمون أنفسهم وهم مغترين بخروجهم المزعوم في سبيل الله بالدعاة أخذا بقوله صلى الله عليه وسلم فليبلغ الشاهد الغائب زعموا ثم يقوم بعضهم بالبيان وهي الكلمات العامة في المساجد مما يجعل كثير من الناس يغترون بهم ويظنونهم علماء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إتخذ الناس رؤوسا جهالا ...الحديث فربما سألوا بعد الكلمات على أنهم أهل علم فيفتوا بغير علم فيضلوا ويضلون فيستفيدوا من هذا الخروج المزعوم في سبيل الله تقوية إيمان التائبين ودعوة غيرهم من الآدميين ...

    أقول هذه الصورة محدثة في الإسلام في منهج الدعوة إلى الله تعالى فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج أفرادا يفرقهم للدعوة إلى الله ويكونوا علماء كأبي موسى الأشعري ومعاذ ...فالتدين بخلاف طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وتكوين جماعات تفرق في البلدان كل جماعة لها أمير في سفر ليس عادي وإنما تعبدي للدعوة إلى الله فهذه الصورة والهيئة محدثة في الإسلام ولو كانت خيرا لأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفعلها الصحابة والأصل في العبادات ووسائلها التي كان النبي صلى الله عليه وسلم قادر على استعمالها التوقيف...

    وقد قال بن عمر كل بدعة ضلالة وإن رءآها المسلون حسنة ..فطريقتهم هذه محدثة في الدعوة إلى الله تعالى والتي هي عبادة لاتقوم إلا على ركنين الإخلاص والمتابعة كسائر العبادات وإن رأوها حسنة حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يفعلوها

    ردحذف
  56. ولقد حضرت مجلس إحدى التبليغيين في وليمة وسمعته يحدث فلم أره يقتصر على ماعلم بل تكلم فيما يعلم وفيما لايعلم وهكذا نقول لهم خروجكم وتنصيبكم أنفسكم دعاة واغتراركم بذلك لايجعلكم تنتظمون العمل بالحديث فليبلغ الشاهد الغائب بل سيكون ذريعة لكلامكم على الله بلاعلم والإسلام إذا حرم المقاصد كالشرك والزنا حرم جميع الوسائل المؤدية إليه وقد حرم سبحانه القول عليه بلا علم وذريعة القول عليه بلا علم مايفعله هؤلاء من تنصيب أنفسهم دعاة وخطباء ورؤوسا في الدعوة فلهم إمارة في الحضر والسفر فهذه صورة محدثة في الإسلام وهيئة مخترعة في الدعة إلى الله تعالى .

    أما الصورة الجائزة فكان يحمل العامي حديثا عن عالم يعرف صحته ويفهم معناه ويحدث به الزوجة والأولاد والأصحاب ومن يلقاه ولا ينصب نفسه داعية متكلما يجوب بلدان الأرض هو وزرافات من الجهال معه زاعمين أنه خروج في سبيل الله فيعقد المجالس الدعوية والكلمات الوعظية غير متثبت من الأحاديث التي يذكرها على طريقة القصاص الذين ذمهم السلف كما سمعت تبليغي أنكرت عليه في مسجد في قرية عندان في حلب يروي حديث عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا تقول للشيء كن فيكون عياذا بالله .

    وجعلوا الخروج في سبيل الدعوة زعموا وسيلة في تقوية إيمان من انضم إليهم من الجهال التائبين وأي وسيلة للتعبد قام المقتضي عند السلف لفعلها وانعدم المانع ولم يفعلها أحد منهم فلاشك ولا ريب أنها بدعة كالتأذين للعيدين ولذلك لما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجل ينشد في الطريق القصائد الوعظية والرقائق فيجتمع حوله أهل الباطل من أهل الخمر ونحوهم فيبكون ويتوبون فهل هذه وسيلة صحيحة في الدعوة إلى الله فقال لو قلنا أن هذه وسيلة صحيحة لقلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم تكتمل به الوسائل أي ولقد قال تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ...

    قال بن القيم في حاشية سنن أبي داود عند تعليقه على حديث عمرة في رمضان تعدل حجة وأنهم أخذوا بظاهر هذا الحديث العام فصاروا يكررون العمرة في رمضان من غير النظر إلى عمل السلف المفسر لذلك العام فما فهموا ذلك ولذلك لم يكرروا العمرة في رمضان فلا يصلح الإحتجاج بظاهر هذا الحديث على تكرار العمرة في رمضان :

    فقال رحمه الله : وَهَذَا مَوْضِع يَغْلَط فِيهِ كَثِير مِنْ قَاصِرِي الْعِلْم , يَحْتَجُّونَ بِعُمُومِ نَصٍّ عَلَى حُكْمٍ ,وَيَغْفُلُونَ عَنْ عَمَل صَاحِب الشَّرِيعَة وَعَمَل أَصْحَابه الَّذِي يُبَيِّن مُرَاده , وَمَنْ تَدَبَّرَ هَذَا عَلِمَ بِهِ مُرَاد النُّصُوص , وَفَهِمَ مَعَانِيهَا . وَكَانَ يَدُور بَيْنِي وَبَيْن الْمَكِّيِّينَ كَلَامٌ فِي الِاعْتِمَار مِنْ مَكَّة فِي رَمَضَان وَغَيْره . فَأَقُول لَهُمْ : كَثْرَة الطَّوَاف أَفْضَل مِنْهَا , فَيَذْكُرُونَ قَوْله : " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَان تَعْدِل حَجَّة " ,فَقُلْت لَهُمْ فِي أَثْنَاء ذَلِكَ : مُحَال أَنْ يَكُون مُرَاد صَاحِب الشَّرْع الْعُمْرَة الَّتِي يُخْرَج إِلَيْهَا مِنْ مَكَّة إِلَى أدْنَى الْحِلّ , وَأَنَّهَا تَعْدِل حَجَّة , ثُمَّ لَا يَفْعَلهَا هُوَ مُدَّة مَقَامه بِمَكَّة أَصْلًا , لَا قَبْل الْفَتْح وَلَا بَعْده , وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابه , مَعَ أَنَّهُمْ كَانُوا أَحْرَص الْأُمَّة عَلَى الْخَيْر , وَأَعْلَمهُمْ بِمُرَادِ الرَّسُول , وَأَقْدِرهُمْ عَلَى الْعَمَل بِهِ . ثُمَّ مَعَ ذَلِكَ يَرْغَبُونَ عَنْ هَذَا الْعَمَل الْيَسِير وَالْأَجْر الْعَظِيم ؟ يَقْدِر أَنْ يَحُجَّ أَحَدهمْ فِي رَمَضَان ثَلَاثِينَ حَجَّة أَوْ أَكْثَر , ثُمَّ لَا يَأْتِي مِنْهَا بِحَجَّةٍ وَاحِدَةٍ , وَتَخْتَصُّونَ أَنْتُمْ عَنْهُمْ بِهَذَا الْفَضْل وَالثَّوَاب , حَتَّى يَحْصُل لِأَحَدِكُمْ سِتُّونَ حَجَّة أَوْ أَكْثَر ؟ هَذَا مَا لَا يَظُنُّهُ مَنْ لَهُ مَسْكَة عَقْلٍ . وَإِنَّمَا خَرَجَ كَلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعُمْرَة الْمُعْتَادَة الَّتِي فَعَلَهَا هُوَ وَأَصْحَابه , وَهِيَ الَّتِي أَنْشَئُوا السَّفَر لَهَا مِنْ أَوْطَانِهِمْ , وَبِهَا أَمَرَ أُمّ مَعْقِل , وَقَالَ لَهَا : " عُمْرَة فِي رَمَضَان تَعْدِل حَجَّة " وَلَمْ يَقُلْ لِأَهْلِ مَكَّة :اُخْرُجُوا إِلَى أَدْنَى الْحِلّ فَأَكْثِرُوا مِنْ الِاعْتِمَار , فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَان تَعْدِل حَجَّة . وَلَا فَهِمَ هَذَا أَحَد مِنْهُمْ .

    ردحذف
  57. كذلك جماعة التبليغ وهم كما وصفهم العلامة ابن عثيمين بقلة العلم والمعرفة بأحكام الشريعة نظروا إلى عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم فليبلغ الشاهد الغائب وغفلوا عن عمل صاحب الشريعة وعمل أصحابه الذي بين مراده فصاروا يخرجون جهال العوام دعاة إلى الله يرأسهم أمراء لاعلم لهم بالشريعة يتفرقون في بلدان العالم بغترون بزعمهم أنهم دعاة إلى الله ولما يحصلوا العلم النافع الصحيح الذي يرفعوا به الجهل عن أنفسهم فضلا عن غيرهم وفاقد الشيء كما قيل لايعطيه

    مع أن النبي والصحابة أفهم الناس لمراد حديث فليبلغوا الشاهد الغائب ومع ذلك لم يخرجوا هذا الخروج الجماعي من قبل العوام للدعوة وتقوية الإيمان وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف والإمارة في الحضر بدعة وهم يبايعون في الحضر فلكل منطقة في العالم لهم أمير في الدعوة ولو كانت الإمارة في الحضر غير الولاية العمة والنيابة الخاصة خير لسبقونا رضي الله عنهم إليها فلم يصنعوها حتى في زمن الحجاج الظالم فلم تكن طريقة أنس ولا ابن عمر ولا في زمن أمراء القول بخلق القرآن في عهد أحمد ابن حنبل إمام أهل السنة المبجل فلم يفعلها لاهو ولا أصحابه وأقرانه من أهل العلم في عصرة فدل على أنها من محدثات الشريعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر الأمور محدثاتها وقال من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد . وقد أحسن العلامة الوالدالشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في آخر فتاويه المتعلقة بهذه الجماعة بعد مارفعت له التقاري المفصلة عنهم في (المجلد الخمسين من مجلات البحوث العلمية الصادرة عن إدارة البحوث العلمية وهيئة كبار العلماء )

    فقال لايجوز الخروج معهم إلا لمن يخرج لتعليمهم فعلق الشيخ الفوزان قائلا فهذا يدل أنه لاعلم لهم أي فاقد الشيء لايعطيه وقد قال بعضهم باب العلم قبل القول والعمل وقال تعالى فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك .

    فالحمدلله على السلامة من هذه الأهواء المضلة .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الشيخ صالح بن عبدالرحمن الاطرم -رحمة الله تعالى-

    السؤال :

    أريد منكم إفتاء في أمر وهو أن هناك اخوة في الله يدعون إلى الله يريدون ويرشدون العصاة إلى الخير ويهدونهم بفضل الله ، ولكن لا يهتمون بأمور العقيدة التي بعث الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم ، بل يهتمون بالدعوة إلى ترك المعاصي فقط ،أما النهي عن الشرك فلا لأنه يفرق المسلمين ، فيتركون الذين يطوفون حول القبور ، والذين يعلقون التمائم حتى لاينفروهم عن الدين ، فيحاولون دعوتهم بأساليب لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، هل تنصحوني بالذهاب معهم ، مع أنه يوجد عندهم خروج في سبيل الله للدعوة ، وأيضاً يدرسون السيرة ولا يهتمون بالعلم ، نرجو الإجابة حفظكم الله ؟

    الجواب: على كل حال هذا هو كلامي من بديت إلى أن انتهيت ، هو نفس الكلام أنت عرفت الإجابة ، إن هذه أحد الأساليب الموجودة المعاصرة ، وهي عدة أساليب ، هي تقريباً كم منهجية ، ثلاثة أو أربعة ، منهن ما هي مشتركة في بعض الأشياء ومنهن ما هي منفردات ، كلها أجعلها جنب واسلك طريق العلماء ، تعلم ما ينفعك وما يضرك وتعلم طاعة ولي الأمر ، لأن أكثر المناهج اللي أنت تشير إليها مخالفة ولي الأمر عندها أمر سهل ، وهو من أكبر المنكرات بعد الشرك .

    على كل حال اللي هو قال معروف ، منهجيتهم ما تصلح ، يرغبونهم في ترك المعاصي والشرك يضربون عنه صفح ، هذا ماهو صحيح !

    ردحذف
  58. فتوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في التحذير من جماعة التبليغ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - عن جماعة التبليغ فقال السائل: نسمع يا سماحة الشيخ عن جماعة التبليغ وما تقوم به من دعوة، فهل تنصحني بالانخراط في هذه الجماعة، أرجو توجيهي ونصحي، وأعظم الله مثوبتكم؟
    فأجاب الشيخ بقوله: (( كل من دعا إلى الله فهو مبلغ (( بلغوا عني ولو آية ))، لكن جماعة التبليغ المعروفة الهندية عندهم خرافات، عندهم بعض البدع والشركيات، فلا يجوز الخروج معهم، إلا إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم. أما إذا خرج يتابعهم، لا. لأن عندهم خرافات وعندهم غلط، عندهم نقص في العلم، لكن إذا كان جماعة تبليغ غيرهم أهل بصيرة وأهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله. أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير وتعليمهم حتى يتركوا المذهب الباطل، ويعتنقوا مذهب أهل السنة والجماعة)).أهـ
    [ فليستفد جماعة التبليغ ومن يتعاطف معهم من هذه الفتوى المبنية على واقعهم وعقائدهم ومناهجهم ومؤلفات أئمتهم الذين يقلدونهم ].
    [فُرِّغت من شريط بعنوان (فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على جماعة التبليغ) وقد صدرت هذه الفتوى في الطائف قبل حوالي سنتين من وفاة الشيخ وفيها دحض لتلبيسات جماعة التبليغ بكلام قديم صدر من الشيخ قبل أن يظهر له حقيقة حالهم ومنهجهم].

    ردحذف


  59. حكم الخروج مع جماعة التبليغ

    سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -: خرجتُ مع جماعة التبليغ للهند وباكستان، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد فيه قبر باطلة، فما رأيكم في صلاتي، وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن؟
    الجواب:بسم الله والحمد لله، أما بعد:فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علمٌ وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه، أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصـح والواجـب عليـك إعـادة مـا صليـت فيها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) متفق على صحته. وقوله - صلى الله عليه وسلم- : (( ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )) أخرجه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا الباب كثيرة وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    [ فتوى بتاريخ 2/11/1414هـ]

    فــتوى الشيــخ العلاَّمـة محـمد بن إبراهيـم آل الشـيخ في التحذيـر مـن جماعـة التبليـغ

    من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
    فقد تلقيت خطاب سموكم ( رقم36/4/5-د في 21/1/1382هـ ) وما برفقه، وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبد الحامد القادري وشاه أحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود أحمد دهلوي حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم التي سموها ((كلية الدعوة والتبليغ الإسلاميّة))، وكذلك الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم وأعرض لسموكم أن هذه الجمعية لا خير فيها؛ فإنها جمعية بدعة وضلالة، وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم؛ وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك، الأمر الذي لا يسعُ السكوت عنه، ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها، ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته والسلام عليكم ورحمة الله))
    [ ص- م - 405 في 29/1/1382هـ] .
    [ راجع كتاب القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري (ص:289) ]

    ردحذف

  60. وصحبه أجمعين.
    فتوى فضيلة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني عن جماعة التبليغ

    سُئل - رحمه الله تعالى-:ما رأيكم في جماعة التبليغ: هل يجوز لطالب العلم أو غيره أن يخرج معهم بدعوى الدعوة إلى الله؟ فأجاب: جماعة التبليغ لا تقوم على منهج كتاب الله وسنَّة رسوله عليه السلام وما كان عليه سلفنا الصالح. وإذا كان الأمر كذلك؛ فلا يجوز الخروج معهم؛ لأنه ينافي منهجنا في تبليغنا لمنهج السلف الصالح.
    ففي سبيل الدعوة إلى الله يخرج العالِم، أما الذين يخرجون معهم فهؤلاء واجبهم أن يلزموا بلادهم وأن يتدارسوا العلم في مساجدهم، حتى يتخرج منهم علماء يقومون بدورهم في الدعوة إلى الله. وما دام الأمر كذلك فعلى طالب العلم إذن أن يدعو هؤلاء في عقر دارهم، إلى تعلم الكتاب والسنَّة ودعوة الناس إليها.
    وهم - أي جماعة التبليغ - لا يُعنون بالدعوة إلى الكتاب والسنَّة كمبدأ عام؛ بل إنهم يعتبرون هذه الدعوة مفرقة، ولذلك فهم أشبه ما يكونون بجماعة الإخوان المسلمين.
    فهم يقولون إن دعوتهم قائمة على الكتاب والسُنَّة، ولكون هذا مجرد كلام، فهم لا عقيدة تجمعهم، فهذا ماتريدي، وهذا أشعري، وهذا صوفي، وهذا لا مذهب له.
    ذلك لأن دعوتهم قائمة على مبدأ: كتّل جمّع ثمّ ثقّف، والحقيقة أنه لا ثقافة عندهم، فقد مرّ عليهم أكثر من نصف قرن من الزمان ما نبغَ فيهم عالم.
    وأما نحن فنقول: ثقّف ثمّ جمّع، حتى يكون التجميع على أساس مبدأ لا خلاف فيه.
    فدعوة جماعة التبليغ صوفيّة عصريّة، تدعو إلى الأخلاق، أما إصلاح عقائد المجتمع؛ فهم لا يحركون ساكناً؛ لأن هذا - بزعمهم- يفرِّق.وقد جرت بين الأخ سعد الحصين وبين رئيس جماعة التبليغ في الهند أو في باكستان مراسلات، تبيّن منها أنّهم يقرون التوسل والاستغاثة وأشياء كثيرة من هذا القبيل، ويطلبون من أفرادهم أن يبايعوا على أربع طرق، منها الطريقة النقشبنديّة، فكل تبليغي ينبغي أن يبايع على هذا الأساس.وقد يسأل سائل: أن هذه الجماعة عاد بسبب جهود أفرادها الكثير من الناس إلى الله، بل وربما أسلم على أيديهم أناس من غير المسلمين، أفليس هذا كافياً في جواز الخروج معهم والمشاركة فيما يدعون إليه؟ فنقول: إن هذه الكلمات نعرفها ونسمعها كثيراً ونعرفها من الصوفيّة !!.
    فمثلاً يكون هناك شيخ عقيدته فاسدة ولا يعرف شيئاً من السُنّة، بل ويأكل أموال الناس بالباطل...، ومع ذلك فكثير من الفُسَّاق يتوبون على يديه...!
    فكل جماعة تدعو إلى خير لابد أن يكون لهم تبع ولكن نحن ننظر إلى الصميم، إلى ماذا يدعون؟ هل يدعون إلى اتباع كتاب الله وحديث الرسول - عليه السلام- وعقيدة السلف الصالح، وعدم التعصب للمذاهب، واتباع السُنَّة حيثما كانت ومع من كانت؟!.فجماعة التبليغ ليس لهم منهج علمي، وإنما منهجهم حسب المكان الذي يوجدون فيه، فهم يتلونون بكل لون.
    [ راجع الفتاوى الإماراتية للألباني س (73) ص (38)]

    ردحذف
  61. فتوى فضيلة الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله

    سُئل الشيخ - رحمه الله -: عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله؟ فقال الشيخ: (( الواقع أنّهم مبتدعة محرّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم، وخروجهم ليس في سبيل الله، ولكنه في سبيل إلياس، هم لا يدعون إلى الكتاب والسُنَّة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلاديش. أما الخروج بقصد الدعوة إلى الله فهو خروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ. وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم، وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر، وإسرائيل وأمريكا والسعودية، وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس )).
    [ فتاوى ورسائل سماحة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي (1/174) ]

    فتوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

    سُئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ماذا تقول بمن يخرجون إلى خارج المملكة للدعوة وهم لم يطلبوا العلم أبداً، يحثون على ذلك ويرددون شعارات غريبة ويدّعون أن من يخرج في سبيل الله للدعوة سيُلهمه الله، ويدّعون أن العلم ليس شرطاً أساسياً.
    وأنت تعلم أن الخارج إلى خارج المملكة سيجد مذاهب وديانات وأسئلة توجه إلى الداعي.ألا ترى يا فضيلة الشيخ أن الخارج في سبيل الله لابد أن يكون معه سلاح لكي يواجه الناس وخاصة في شرق آسيا يحاربون مجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ أرجو الإجابة على سؤالي لكي تعم الفائدة.
    الجواب: الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن.
    الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف. وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته، بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين يوماً أو أقل أو أكثر. وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل، قال تعالى:{قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة}، أي: على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان، يعرف درجات الإنكار وكيفيته. والخروج الذي يشغل عن طلب العلم أمر باطل لأن طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام، هذا من خرافات الصوفية الضالَّة، لأن العمل بدون علم ضلال. والطمع بحصول العلم بدون تعلم وهم خاطئ.
    [ من كتاب ثلاث محاضرات في العلم والدعوة ] .

    هذا ما تيسر جمعه, و صلى الله و سلَّم و بارك على نبينا محمد و على آله


    ردحذف

  62. لهذه الجماعة منهج تسير عليه، وأصول ترجع إليها، تسمّى بالأصول الستّة، وهي كالآتي:

    1 ـ تحقيق الكلمة الطيّبة .

    2 ـ الصلاة ذات الخشوع الخضوع.

    3 ـ العلم مع الذكر.

    4 ـ إكرام المسلمين.

    5 ـ تصحيح النية وإخلاصها.

    6 ـ الخروج في سبيل الله.

    انتبه أخي القارئ الكريم لهذه الأصول الستة، وانظر فيها، وتفكّر في معنى كلّ أصل، ثمّ تعال معي لآخُذ لك بعض هذه الأصول؛ لأبيّن لك ما الذي يعنونه بها، ثمّ ننظر بعد ذلك، هل هم على طريقة السلف في فهمهم لهذه الأصول وتطبيقها والدعوة إليها أوْ لا ؟

    كلمة السر في منهج جماعة التبليغ:

    وقبل المناقشة، لا بدّ أن تفهم أُخَيَّ أنّ لهذه الأصول الستة كلمة سرٍّ، إذا فهمتها استطعت ـ بإذن الله تعالى ـ أن تفهم جميع أقوال وأفعال هذه الجماعة، عندما ترجع بتلك الأقوال والأفعال إلى كلمة السر التي قامت عليها أصولهم الستَّة.



    ([1]) لمعرفة أقوال العلماء في هذه الجماعة انظر لزامًا كتاب: ، للشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله رحمة واسعة.======================فإن كنت على استعداد لتفهم تلك الأصول وكذا كلمة السر، فهَلُمَّ إليّ ـ وفّقني الله وإيَّاك لكلّ خير وصَرَف عنِّي وعنك كلّ شر ـ:

    كلمة السرِّ يا أخي هي: أنّ كلّ شيء يسبب النُّفرَة، أو الفُرقَة، أو الاختلاف بين اثنين ـ ولو كان حقًّا ـ؛ فهو مبتور، مقطوع، ملغى من منهج الجماعة.

    هل فهمت كلمة السر ؟ أرجو منك تَكرار النظر مع الفهم الجيّد. كرّر مرّة أخرى. هل كرّرت ؟ إذًا تعال معي لنأخذ الأصل الأوّل من أصول هذه الجماعة وهو: تحقيق الكلمة الطيبة . هل تدري ما معنى تحقيق الكلمة الطيبة ؟

    ردحذف

  63. تحقيق الكلمة الطيبة معناها: تحقيق التوحيد بأنواعه الثلاثة، توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.

    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ـ رحمة الله عليه ـ في فتح المجيد (ص 48): أي: ولا عذاب. قلت: تحقيقه؛ تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي> انتهى كلامه رحمه الله.

    وقد يتبادر إلى ذهنك ـ أخي القارئ ـ سؤال، وهو: إذا كان هذا هو معنى تحقيق الكلمة الطيبة، فلماذا نختلف معهم إذًا ؟

    اسمع الجواب ـ بعد أن تتذكّر كلمة السرّ ـ تذكّرت ؟ فاسمع الآن: نعم.. هم قالوا: الأصل الأوّل: تحقيق الكلمة الطيبة ، ولكن ما مرادهم بتحقيقها ؟ مرادهم بتحقيقها هو الكلام حول توحيد الربوبية ! لماذا ؟ لأنّه لا يسبّب النفرة، ولا الفرقة، ولا الاختلاف بين اثنين من المسلمين. وذلك حينما لا ينظر إلى لازمه من استحقاق الله سبحانه للعبادة دون سواه.===========أمّا الكلام في توحيد الأسماء والصفات؛ فإنّه يسبّب الفرقة، والنفرة، والاختلاف، لأنّ هناك أشعرية، وماتريدية، وجهمية، حلولية، واتحادية، وهؤلاء كلّهم مختلفون في هذا الباب، ومخالفون لعقيدة السلف فيه، والأصل الذي تسير عليه الجماعة ـ كلمة السر ـ: أنّ أيّ شيء يسبّب النفرة، أو الفرقة، أو الاختلاف بين اثنين، فحكمه البتر والإلغاء من منهج الجماعة.

    وكذا القسم الثالث من أقسام التوحيد، وهو توحيد الألوهية، فإنّ الكلام فيه ممنوع ـ أيضًا ـ وحكمه في منهج الجماعة البتر والقطع والإلغاء، لأنّه يسبّب الفرقة والاختلاف والنفرة، فهذا سلفي، وهذا خلفي قبوري، فالأوّل لا يجيز شدّ الرحال للقبور، ولا الصلاة عندها، ولا إليها، ولا الطواف بها، ولا التوسّل بالصالحين من أصحابها، ولا الاستغاثة بهم، ولا.. ولا..، بخلاف الثاني، فكلّ ذلك جائز عنده، بل كلّ ما ذكرت لك إنَّما هو من صلب الدين عنده.

    ولهذا ـ يا أخي الكريم ـ إذا قام قائمهم ليبيّن هذا الأصل لا يقول إلاّ: الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا وأنعم علينا.. و.. و..، ممّا يتعلّق بتوحيد الربوبية فقط.

    قال أخي: هلاَّ طبّقت كلمة السرّ على أصل آخر لهم ؟

    قلت له بكلّ سرور: نعم. وهل أردت لك إلاّ الخير ؟!

    تعال نأخذ الأصل الثالث: العلم مع الذكر.

    ردحذف

  64. أنا وإيَّاك نعلم بأنّ العلم هو: قال الله، قال رسوله، قال الصحابة، سواء في العقائد، أو العبادات، أو المعاملات، أو الأخلاق.. الخ، فما مرادهم بالعلم ؟

    يقولون: إنّ العلم نوعان: علم فضائل، وعلم مسائل.

    هل تذكّرت كلمة السرّ ؟ أُذكِّرك: .

    إذًا لنعد إلى تقسيمهم العلم نوعان: علم فضائل، وهذا لنا (أي للجماعة). وعلم مسائل، فهذا لأهل العلم، كلّ منكم ـ أي الخارجين معهم ـ يطلبه عند علماء بلده.

    هل انتبهت لهذا التقسيم ؟ ولماذا أجازوا الكلام في علم الفضائل، ومنعوه في علم المسائل، بل يطلبون من الذين يخرجون معهم ـ كما تقدّم ـ أن يأخذوه عن علماء بلدهم ؟ لأنّ الأوّل لا يسبّب الفرقة، ولا اختلافًا، بخلاف الثاني.

    أخي القارئ: هل تسمح لي بطرح سؤال آخر اختباري؛ لأعلم هل فهمت كلمة سرّهم أو لا ؟

    السؤال هو: هل سيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ؟

    سيكون الجواب على ضوء كلمة السرِّ: لا. لماذا؟ لأنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسبّب النفرة، والوحشة ـ في زعمهم ـ بين الآمر والمأمور، إذن حكمه البتر من منهج الجماعة.

    سؤال آخر: إذن كيف سيأمرون وينهون ؟

    الجواب: يَعرضون الأحاديث والآيات المرغبة في الفعل أو الترك، غير متطرّقين للجانب العقدي، فيقولون لتارك الصلاة مثلاً: }قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ...{ ويقولون قال رسول الله r: . هذا فضل التطوع، فكيف بفضل الفريضة ؟ وهكذا.

    ولهذا فإنّ من منهجهم: عدم الإنكار على متعاطي المعصية المجاهر بها بينهم، فلا ينكرون على شارب الدخان ونحوه، بل ربّما أعانوه على الحصول عليه أو اشتروه له، وكذا شارب الخمر، ورُبّما حملوا له زجاجته !! وإذا أراد حلق لحيته أعطوه الموسى ! أو ذهبوا به إلى الحلاق !! وهكذا. قد تقول يا أخي هذه مبالغة.

    فأقول ـ هداني الله وإيَّاك ـ: ، فارجع إلى الكتب التي انتقدتهم تَرَ العجب العجاب.

    فإنْ أبيت إلاّ، فسأذكر لك القليل من قصصهم ـ علمًا بأنَّ تعليمهم لمبادئهم إنَّما هو بطريق القصة ـ مبيِّنًا تأويلاتهم:

    حينما قسَّموا العلم إلى علم فضائل، وعلم مسائل، وقالوا للخارجين معهم إنّ طلب علم المسائل إنَّما يكون عند علماء بلدة كلّ خارج، خشوا وخافوا أن يدخل هذا الكلام إلى عقول وقلوب أولئك، لأنَّهم إن تعلَّموا تركوا الجماعة، ولهذا جعلوا بعض العوائق التي تعيقهم عن طلب علم المسائل، وتعينهم على طلب علم الفضائل،

    ردحذف
  65. حتى لو سمعوا آية أو حديثًا فيه للعلم وفضله نزّلوه على علم الفضائل.

    اعلم ـ رحمك الله ـ بأنّ لهم جلستين: جلسة ليلة الثلاثاء، وجلسة ليلة الأربعاء.

    الجلسة الأولى: للعائدين من الخروج، يُحضر لهم مَن يريدون تشجيعه للخروج معهم، أو التأثير عليه.

    والجلسة الثانية: الترتيب للخروج عصر الأربعاء؛ فيقول أمير تلك الجلسة لأحد الخارجين ـ ليُعْلِمَ الجددَ من المستمعين ـ: كم يومًا خرجت ؟ فيجيبه الخارج: خرجت أربعة أشهر في سبيل الله. فيقول له: ما شاء الله، أين قضيتها ؟ فيقول له الخارج: قضيت عشرة أيام في الدول الخليجية، وعشرين يومًا في أدغال إفريقيا، وشهرًا في أوروبا، وشهرًا في أمريكا الجنوبية، وشهرًا في شرق آسيا والهند وباكستان، فيقول له أمير الجلسة ـ وانتبه ـ: ما شاء الله أنت داعية، والداعية مثل السحاب يَمرُّ على الناس في أرضهم فيسقيهم، بخلاف العلماء، فإنَّهم أشبه بالآبار إذا أصابك الظمأ على بعد مسافة ميل، قد يقتلك العطش قبل أن تأتي تلك الآبار، بل قد لا تشرب؛ لأنَّ الدلو التي تلقى فيها غير موجودة، فإذا أردت الشرب فلابدّ من الحضور عند حافة البئر، ثمّ تلقي الدلو، ثمّ تجذب حتى تشرب.

    هل انتبهت لِمَا انقدح في نفسك ـ كما انقدح في نفوس السامعين له ـ من تفضيل الداعية على العالم ؟

    فإذا أراد أحدهم أن يجلس لطلب العلم تذكّر تلك القصّة؛ فأراد أن يكون سحابًا لا أن يكون بئرًا من الآبار.

    وحتى لا أجعلك في حيرة من هذه القصة، فلابدّ من بيان زيفها، فأقول وبالله التوفيق: اعلم ـ أرشدني الله وإياك لكلّ خير وحقّ ـ أنّ السحاب لا يُنبِت إلاّ كلأ البهائم غالبًا، ولا ينبت إلاّ الكلأ الموسمي، بل إنّه إن نزل بأرض سبخة أو نزل في غير وقته لم ينفع، وقد يكون في ذلك السحاب الدمار والهلاك.

    بخلاف مياه الآبار فإنَّه يسقى منها، ويزرع، والمنطقة التي فيها آبار تكون الحياة فيها مستقرّة غالبًا، لأنّ أهلها سيزرعون، ومن ثَمَّ يسقون، ومن ثَمَّ يحصدون، وهكذا، ولأنَّ الآبار ينتفع منها القاطن والعابر سواءً لأنفسهم، أو لدوابهم، أو لزروعهم، أو للتزوّد منها عن طريق حملها معهم في قِربهم وآنيتهم.

    ولأنّ الآبار كلّما نُزِحَ منها، كلّما حسن ماؤها، وصفي لونها، وطاب ريحها، فهل فطنت للفرق ؟

    ولا يَرِدُ على ما قلت: تشبيه النبي r ما بعثه الله به من الهدى والعلم بالغيث، لأنّ ما جاء به هو من عند الله، وهو دينه الذي ارتضاه للناس كافة، فهو خير وحقّ محض وغيث نافع، بخلاف تلك الجماعة، فإنّه خليط من الحقّ والباطل، والخير والشرّ، بل باطله وشرّه والجهل الذي فيه أكثر وأعظم من الحقّ والخير الذي فيه. فشتَّان ما بين الغيثين: غيث الوحي وغيث أولئك.===================وإليك ـ أيضًا ـ قصة أخرى، لعلّك تزداد بهم بصيرة:

    يقول أحدهم ـ بحضور المبتدئين ـ لرجل يريد طلب العلم الشرعي: إلى أين تذهب يا فلان ؟ قال له الآخر: سأذهب لطلب العلم. فيجيبه الأوّل: لماذا ؟ فيقول الآخر: لأعرف الحلال من الحرام. فيقول الأوّل: سبحان الله، أنت لا تعرف الحلال من الحرام ؟! ألم تسمع قول النبي r: . سبحان الله ! إلى الآن لا تعرف الحلال من الحرام وكثير من الدواب يعرف ذلك ؟! ألا ترى إلى أنّ القطة حينما تضع طعامك في مكان ثمّ تذهب عنه ثمّ تعود إليه بعد حين، فترى القطة تأكل منه فإنَّها ما إن تراك إلاّ وتهرب، بخلاف ما إن جلست على مائدة طعامك ثمّ وضعت لها بجوارك شيئًا من الطعام فإنّها ستأتي حتى تأكله عندك.

    فالأولى علِمَت أنَّها وقعت في حرام، فلذا هربت منك، والثانية علِمت أنَّها وقعت في حلال، ولذا أكلت معك. يا أخي العقول المؤمنة تميّز بين الحلال والحرام، . فيا أُخَيَّ: هل يرضيك هذا التمثيل وهذه النظرة ؟!!

    ردحذف

  66. أقول إذا كانت الحيوانات تعلم الحلال من الحرام ـ كما يزعمه هؤلاء ـ فلا حاجة إذن للبشرية من إرسال الرسل وإنزال الكتب.

    خذ قصّة ثالثة:

    يقول المتحدّث عنهم لِمَن يستمع إليه: حينما يريد الترغيب في الخروج معهم، وترك الأوطان، والأهل، والأولاد، والمال، وغير ذلك: يا أخي إنَّك إذا وضعت في كأس الشاهي سكرًا، ثمّ صببت عليه الشاهي، ثمّ قمت بشربه، من غير تحريك السكر؛ لم تذق حلاوة السكر، فإذا حرَّكته ذُقْت حلاوته، فكذا الإيمان في قلب كلّ إنسان هو موجود لا يمكن أن يذوق حلاوته صاحبه إلاّ بعد تحريكه بالخروج مع الجماعة.

    وإنِّي أظنُّك يا أخي الكريم ستبادر بإنكار هذه القصة، وهذا المثل: قائلاً: سبحان الله ! الإيمان موجود في قلب كلّ إنسان ! حتى في قلوب المنافقين والكفار والمرتدين ؟!

    وستقول أيضًا: سبحان الله ! إذن مَن لم يخرج من العلماء وطلبة العلم، والدعاة، والعامَّة من الرجال والنساء لم يذق حلاوة الإيمان.

    وستقول ـ أيضًا ـ: سبحان الله ! ألم يقل النبي r: . [مسلم (1/66)].

    وأخيرًا وليس آخرًا، أختم لك أخي الحبيب بهذه القصة، لتنظر فيها ولتعجب من تلاعبهم بالشرع وعقل المستمع معًا:

    يقوم أمير الخروج صباح يوم الخميس بتقسيم الخارجين معه إلى مجموعتين:

    المجموعة الأولى: تلزم المسجد بتكوين حلقة ذكر مستمر حتى تعود جميع مجموعات المجموعة الثانية.

    والمجموعة الثانية: تنقسم بدورها إلى مجموعات صغيرة، مكوّنة من ثلاثة أشخاص فأكثر، مهمّتها طرق أبوب البيوت المجاورة للمسجد، يدعونهم للحضور والمشاركة في برنامج الجماعة، وليحضروا البيان الذي بعد المغرب إلى العشاء.

    وقبل تفرُّق الجميع يحكي الأمير لهم قصة تعليمية؛ فيقول: في إحدى المرَّات خرجت جماعة إلى منطقة كذا وكذا، وبعد تقسيمهم إلى مجموعتين، مكثت المجموعة الأولى في المسجد، وخرجت المجموعة الثانية بعد تقسيمها إلى مجموعات إلى البيوت المجاورة للمسجد، وكلَّما طرق الخارجون بابًا من الأبواب لم يجدوا الجواب المناسب، ولا الاستجابة الطيبة، فما زالوا يطرقون الأبواب ولا يُستجاب لهم، فقال بعضهم لبعض: تفقَّدوا إيمانكم يا أحبَّة، فتفقّد كلٌّ منهم إيمانه فلم يجد به بأسًا!! فتفطّن أحدهم وقال: لعلّ إخواننا الذين تركناهم في المسجد غفلوا عن ذكر الله، فقالوا بأجمعهم: دَعُونَا نذهب ونرى، فلمّا دخلوا عليهم المسجد، وجدوهم قد غفلوا عن ذكر الله.

    أخي: هل انقدح في قلبك وعقلك ـ كما انقدح في قلب وعقل مستمعيه ـ بأنَّك لو كنت خارجًا معهم، ثمّ جعلوك في حلقة المسجد، هل كنت حين سماعك لهذه القصة

    ردحذف

  67. أخي: هل انقدح في قلبك وعقلك ـ كما انقدح في قلب وعقل مستمعيه ـ بأنَّك لو كنت خارجًا معهم، ثمّ جعلوك في حلقة المسجد، هل كنت حين سماعك لهذه القصة ستغفل عن ذكر الله ؟ أم أنَّك ستجتهد فيه، لعلَّ الله أن يوفِّق إخوانك الذين في الخارج من المجموعة الثانية، حتى تعود بأسرها ؟

    لا شكّ أنّ هذا هو الذي سيكون، لا سيما إذا أسند ذلك بقوله بعد تلك القصة: قال رسول الله r: . [مسلم (4/2074)].

    فأهل المسجد أشبه بمولِّد الكهرباء، والجماعة الثانية أشبه بالمصباح في آخر السلك، إذا اشتغل مولّد الكهرباء أنار ذلك المصباح، وإذا انطفأ، انطفأ.

    بل قد يكلّفون بذلك واحدًا ـ من غير الخارجين في الجولة ـ بعينه

    ردحذف
  68. في حكم الانتماء إلى الجماعات الإسلامية
    ===بعيدًا عن الغلوّ، وكانت أدلّته من الكتاب والسنّة وأقوال الأئمّة. كانت له جولات وجولات في شرح معاني ، وتوضيح مدلولات الألوهية، والتحذير من الشرك والنفاق.
    ووقع ـ رحمه الله ـ ببعض الأخطاء، ولكنّه لم يكن صوفيًّا، وقد ردّ على الصوفيين في مواضع

    )))))))))))))))))))))))))))))))كثيرة من الظلال. ولم يكن من المؤمنين بمنهج الخوارج([1])، وكتبه تشهد على ذلك. ولم يكن من أهل الاعتزال، أو من فلول المدرسة الإصلاحية، وقد رد عليهم([2])، في تفسير سورة الفلق، وفي تفسير سورة الفيل، وفي كتابه خصائص التصور الإسلامي>. اﻫ
    وأظنّ ـ إن شاء الله ـ أنّه لا يخفى عليك ـ أخي القارئ ـ ثناء سلمان العودة على الترابي والبشير وحكومتهما، ولا يخفى عليك ـ ثناؤه على فصائل الجهاد الأفغاني في شريطه ، وأيضًا لا يخفى عليك تأييده


    ([1]) قال القرضاوي في كتابه ص (110): .اﻫ
    بل اقرأ ما كتبه سيّد نفسه في كتابه حيث قال في (2/1057): .اﻫ
    فعلى هذا يكون منهج سيّد قطب أخبث وأضلّ من منهج الخوارج، فلا تغترّ بكلام المموِّهين، ملمعي المبتدعة وبدعهم.
    ([2]) أخي القارئ، هل نقبل الكلام الإنشائي العاطفي، الخالي من الأدلة والبراهين، على الكلام الذي قام بالحقّ وللحقّ ؟! فارجع ـ أخي القارئ الكريم ـ للكتب السابقة الذكر ـ أعني كتب الشيخ ربيع وما كان على شاكلتها ـ تجد فيها الحجّة والبرهان الساطع القاطع.============================الإصلاح اليمني، وبعثه بالبرقيات تهنئة ﻟ ، بفوزهم في الانتخابات الشعبية هناك([1]).
    وانظر إلى المجلة الصادرة عن مركز بحوث تطبيق الشريعة الإسلامية عدد (4) والتي بعنوان: حيث جاء في ص (34)، عنوان في وسط الصفحة، يقول: .اﻫ
    وأيضًا جاء في عددها (12) والذي بعنوان ص (114)، قوله: <...ولهذا فلا يصحّ تأسيس النظرة إلى فصائل العمل الإسلامي على أنّه من جنس تعدّد الفِرَقِ المذموم..>. اﻫ
    وأظنّك ـ أخي الكريم ـ قد اكتفيت بما نقلته لك، لوضوح تلك الأقوال وصراحتها، ولو لا خشية الإطالة لزدتك، لكنّني أعلم بأنّك نَبِيهٌ فطن، محبّ للحقّ متّبع له ـ إن شاء الله تعالى ـ ولهذا كفاك ما سبق نقله.

    ردحذف
  69. وبعد أن فرغتُ وإيَّاك من مناقشة هذا المبدأ وهذه الوسيلة، وعلمنا الغاية من سلوكه، ألا وهي إيجاد جماعة المسلمين، فإنّك لذكائك المتوقّد ستسأل فورًا: ما حكم الانتماء ـ عندهم ـ إلى تلك الجماعات المؤدِّية في نهاية المطاف إلى جماعة المسلمين ؟
    فالجواب يصلك من صالح علي بن الكناني، وذلك في مقاله المنشور في مجلة عدد (19) في صفحة (43 ـ 43)، تحت عنوان ، حيث قال: . اﻫ
    ومن الصاوي في سلسلته التي يصدرها مركز بحوث تطبيق الشريعة الإسلامية عدد رقم (12) والتي بعنوان: ص (72)، حيث قال: <...وعندما سئل عن دور الجماعة في هذه الحال، فأجاب بأنّ دورها يتمثّل في التعاون على البرّ والتقوى، وعدم المعونة على الإثم والعدوان، وفي قتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله، وفي مجاهدة أئمّة الجور، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... ـ ثمّ تساءل ـ: . اﻫ

    ردحذف
  70. أخي ـ القارئ ـ قبل أن نتكلّم عن التنظيم والبيعة عند القطبية، يحسن بنا أن نقرأ نصيحة مَن جرّب تنظيمهم، لنتّعظ ونعتبر، فالسعيد مَن اتعظ بغيره.
    قال علي عشماوي في كتابه ص (3 ـ 4): وضاع الشباب وسط هذا الضجيج العالي من التيارات الفكرية ـ وخاصة الدينية منها ـ وزاد في الرؤية ضيق الحياة الاقتصادية الذي دفع بالشباب إلى اليأس وتَلمُّس أيِّ طريق يغيبون فيه عن واقعهم الأليم. والساحة مليئة بالتيارات المختلفة التي خرج الكثير منها من عباءة «الإخوان المسلمين»، وإن كان كلّ في واد بعيد ـ فكريًّا وتنظيميًّا ـ وزاد الخلاف بين الجماعات، وزادت زاوية الانحراف عن الهدف، وهو الدين الحنيف، ونسوا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام،: . واعتقد كلّ أنّه على الحقّ، واتَّهم الآخرين بالبطلان.
    ووقف يرفعون شعارهم الشهير بين الجماعات والهيئات الإسلامية: . وهو شعار يحاولون به الإمساك بموقع الريادة، وتوجيه دفّة الأمور لصالحهم، دون محاولة الوقوف لتصحيح المسار أو تلافي السلبيات، أو تقويم الانحراف الذي استفحل أمره في مجال الحركة الإسلامية حتى أصبحت توصم بالعنف والإرهاب في كلّ بلاد الدنيا، وكان سبب هذا كلّه وقوع الكثيرين إمّا في إفراط شديد، وإمّا في تفريط مخلّ.
    لهذا كلّه فإنّني أرى أنّه قد آن الأوان لأقف محذّرًا وفاتحًا المنافذ للشمس والهواء النقي أن يدخل إلى سراديب الجماعة التي عُفِّن هواؤها، وتعطَّنت رائحتها، وحتى تكون تجربتي معهم نذيرًا للشباب أن يتلمَّس خطاه، وأن يرى مواقع أقدامه قبل أن يخطو، وألاّ يلغي عقله ولا كيانه، ليعطي السمع والطاعة لأحد أيًّا كان.. فقد وهبنا الله العقل تكريمًا للإنسان، فلا ينبغي أن نتنازل عنه، حتى لا يلعب بأقدارنا أحد أيًّا كان، وتحت أيِّ شعار.
    وبداية فإنّني أعتبر أنّ كانت التنظيمات الإسلامية في العالم العربي، لأنَّها أقدمها، وهي التي بقية التنظيمات بعد ذلك.
    وبداية الانحرافات جاءت من داخل الإخوان أنفسهم.
    إنّ مشواري مع الإخوان بدأته من عام 1951م، وحتى خرجت من السجن ـ أي ثلاثة وعشرين عامًا ـ لا أنفي عن نفسي أيَّة مسؤولية تجاه ما حدث.. ولكنِّي أقدمه ـ كما قلت ـ لشبابنا الذي بات تتقاذفه تيارات ترتدي ثوب الإخوان، ولا يعرفون عن أهدافها شيئًا، ويلقون بأنفسهم في خِضمّ أهوال لا ينبغي لهم أن يتورطوا فيها>. اﻫ
    وقال ـ أيضًا ـ في ص (48 ـ 49): <أمراض التنظيمات السرية: وهذه تندرج تحتها بعض النقاط:
    1 ـ الإحساس بالملكية: وهو من أخطر الأمراض التي تنشأ داخل المنظمات السرية، ويعني إحساس أحد المسؤولين بملكية المجموعة الموضوعة تحت قيادته، لأنّه هو الذي أتى بهم واختبرهم، وعلَّمهم، ودرّبهم.
    2 ـ عدم وجود ضوابط للديمقراطية: أي أنّ الأمر قائم على السمع والطاعة المطلقة، فالعمل السري لا يحتمل المناقشات الكثيرة والتردّد في اتخاذ القرارات، وهذا ممّا يوجد الإحساس بالتسلّط عند المسؤولين وضيقهم من المناقشة.

    ردحذف
  71. 3 ـ عدم اكتشاف فساد القيادة بسهولة([3]): فالجو السرِّي المنضبط هو خير مناخ لتغطية القائد الفاسد، وعدم كشفه في الوقت المناسب، وإذا اكتشف فهناك مخاطرة من أبعاده خوفًا من كشف التنظيم.
    4 ـ عدم التعوّد على العلنية: وهذا ممّا يجعل الأفراد منعزلين عن المجتمع لا يشاركون فيه، لإحساسهم أنّ هناك انفصالاً فكريًّا وعقائديًّا بينهم وبينه. ومِمَّا يبعدهم أكثر عن المشاركة العلنية، في أمور المجتمع واعتبار أتفه الأمور من الأسرار والخوف من الحديث عمّا في نفوسهم مع غير المنتمين إليهم، خوفًا من ردود فعل المستمع حتى وإن كان الكلام عاديًّا وموضوعيًّا...
    5 ـ الشكّ في السلطة: والشكّ الدائم في نوايا رجال السلطة، هي إحدى سمات المنتمين إلى تنظيمات سرية، وعدم الثقة بهم، حتى وإن تحدّثوا بالإخلاص وفي أمور موضوعية.
    6 ـ الإحساس بالخطر: ورجال التنظيمات السرية يعيشون ومعهم دائمًا، وعدم الثقة والاطمئنان إلى أيِّ جهة أو فرد، وهذا الإحساس ـ مع طول المدة ـ مرهق جدًّا، ومدمّر للنفس>. اﻫ

    ردحذف
  72. وبعد هذه ستقول لي ـ أخي القارئ ـ: إذن عندهم تنظيم وبيعة !!
    وجوابي ﺑ : نعم، وإليك أقوالهم الدالّة على ذلك.
    قال علي عشماوي في كتابه: ص (94، 95، 99): وهي أن يقف رجالات هذه الدعوة المجتمع، ويقولوا: إنّ هذه طريقنا، وهذا طريقكم، فمَن أراد أن يلحق بنا فهو مسلم، ومَن وقف ضدّنا، فقد حكم على نفسه بالكفر، ولكلٍّ أن يتخذ ما يراه من موقف في هذه الحالة، وحين يفصل الله بين الطرفين بشيء أو بآخر، فإمّا أن ينصر الفئة المؤمنة، وتأخذ بزمام الأمور، وإمّا أن يكون العكس، ويكون في قضاء الله أن تذبح هذه الفئة المؤمنة، كما حدث لأصحاب الأخدود، الذين قومهم، ثمّ قضي عليهم عن طريق دفنهم في الأخدود، كما جاء في القرآن الكريم... وإضافة لذلك كان الأستاذ سيّد قطب يرى أنّ للحركة الإسلامية قواعد وأحكامًا فقهية مختلفة كثيرًا ـ وفي كثير من الحالات ـ عمّا هو مقرّر في الفقه الإسلامي العادي. وسمعنا منه لأول مرّة تعبير ، وكان يقول أحكامًا قائمة على فقه الحركة، مخالفة ـ إلى حدّ ما ـ الأحكام العامة.
    وفي كتابه الذي لم ينشر: كان يفرد جزءًا كاملاً سمّاه ولكنّه عندما أخذ رأيي في نشر هذا الكتاب رجوته أن لا ينشره، لأنّه سيثير انقسامات واختلافات كثيرة، وسيثير الدنيا علينا، وسيقولون: إنّ سيّد قطب ابتدع في الإسلام بدعة. ووافق على رأيي، ولم ينشر الكتاب، ولا أعرف مصيره بعد ذلك.
    وقد أخبرنا الأستاذ «سيّد قطب» أنّ هذه الرؤية قد اتضحت له أثناء وجوده في السجن، عندما اعتقل عام 1954م، وحكم عليه بعشر سنوات قضاها في السجن، وكان يتأمّل ما حدث ورافقه في هذا التأمّل الأستاذ ـ الذي أعدم في أحداث 1965م ـ وشاركه في الرأي.
    وقال: إنّ الأستاذ يجب أن نعتبره الشخص الثاني بعده فإذا أصابه مكروه فلنلجأ إليه، وأنّه هو ـ تقريبًا ـ الفكر نفسه، والرأي نفسه، والمشورة نفسها...
    تمّ الاتفاق على أن يكون ما سبق هو الخطّ الفكري العام للتنظيم الذي نحن بصدده، وأن نبدأ فورًا في إعادة تشكيله وصياغة أفكار الناس ـ الإخوة المنتظمين معنا ـ حسب ما قال الأستاذ سيّد قطب، وما رآه. وقد اقترح علينا مجموعة من الكتب نبدأ بها، ومنها على سبيل المثال: هل نحن مسلمون، العدالة الاجتماعية في الإسلام، معالم في الطريق، الغارة على العالم الإسلامي، الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر ، العقائد، الإسلام في طور جديد ، الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه .
    وكان سيّد قطب يرى ـ بعد أن سأَلَنا عن عدد الأفراد الذين في أيدينا وأخبرناه أنّهم حوالي ثلاثمائة ـ كان يرى أنّ سبعين منهم ـ على الأقل ـ سيكونون قادة مبرزين أو إيجابيين أكثر، وقال: يجب أن نبحث عن هؤلاء السبعين وأن نعمل على إعطائهم جرعات أكثر من الفكر، وأن نبدأ بتدريب هؤلاء تدريبًا خفيفًا، حتى يكون ذلك بداية لتأهيلهم، في أن يكون قادة العمل الذي نحن بصدده في المستقبل القريب.
    تمّت إعادات تشكيل المجموعات، وكانت المجموعة بين ثلاثة إلى خمسة أفراد واتفق على أن يكون لكلّ خمسة مجموعات قائد، وكلّ قائد على علاقة مباشرة برئيس المنطقة التي يقوم بالعمل فيها، وبهذا نتمكّن من عزل أيِّ مجموعات يتمّ كشفها، أو القبض على أحد أفرادها بتهريب المسؤول عن هذه المجموعات، وبهذا لا يتمّ كشف التنظيم كلّه، كما كان يحدث سابقًا في أغلب تنظيمات الإخوة التي كانت إذا اعتقل أحد الإخوة يتمّ الاعتراف على باقي التنظيم، ومعرفة كلّ أفراده بسهولة شديدة، وبدأ العمل في تجنيد مجموعات جديدة من الشباب المتحمّس للإسلام...

    ردحذف
  73. واقرأ ما كتبه محمّد محمّد بدري في مقاله المنشور في مجلّة عدد (83) الصادر في رجب عام 1415ﻫ، تحت عنوان: حيث قال في ص (44): >. اﻫ
    وقال محمّد أحمد الراشد([4]): في كتابه ص (113 ـ 116): <..فالدعوة دارٌ لها داخل وظاهر، فالظاهر يسع كلّ أمّة محمّد r..، ولكنَّ الداخل حَرَم، وهو مأوى الأشداء الثقات النبلاء الأمناء فقط، لأنَّه موطن اتخاذ القرار واختيار الخطة والأسرار، وأيُّ تساهل في ذلك قد ينتج عنه الانحراف، ولذلك لن يصل له إلاّ القديم الولاء العابد المتواضع.. ولا بدّ من وجود الصفوف الخلفية التربوية حيث أهل النقاء والالتزام وحيث الثوابت والاستقرار، بل وفي معظم الأحوال يجب استتار هذه الصفوف بسبب الضرورات الأمنية، حتى في الغرب.. والحل الذي هو خير من ذلك كلّه؛ أن يبقى مصنع الرجال الخلفي المستتر، لا يمسه ترخص، ولا إعلان، ولا تبديل، ولا تسهيل، وأن يبقى مصدرًا للقرار، وتكون هناك واجهة من بعض المقيمين على شكل حزب أو جمعية([5])..، وأهمية القيادة في العمل الإسلامي، وأن جودة عمل صناعة الحياة لا يلغي دورها، ولا بد من طاعتها، والصدور عن أمرها... فهي قلب العمل، وأداة الانسجام، والتناغم، وطريق المناقلة، وحزام الربط... وكلّ البراهين الشرعية والعقلية، كوجوب العمل الجماعي، تصدق على وجوب طاعتها ـ أيضًا ـ ووجوب بروزها، وشخوصها، وسيطرتها على العمل...>. اﻫ
    واقرأ ـ أخي الكريم ـ ما جاء في نشرة مركز بحوث تطبيق الشريعة الإسلامية، عدد (4)، ص (34)، حيث جاء فيها قولهم:

    ردحذف
  74. واقرأ ـ أيضًا ـ في عددهم رقم (12)، ص (16)، قولهم: . اﻫ
    واقرأ ما كتبه ونقله عبد العزيز بن ناصر الجليل في كتابه ، ص (162)، حيث قال: في كتابه القيم ، حول أهمية التربية، والردّ على مَن يستطول طريقها، ويريد قطف الثمرة قبل استكمالها، فقال ص (486): . اﻫ
    وانظر إلى قوله: . أليست التربية عملاً ؟! فلماذا فرّق بينها وبين قوله: ؟
    فرَّق بين التربية والعمل، لأنّه يريد عملاً مخصوصًا، هو الخروج على الأنظمة الحاكمة وأهلها، وسيأتي لها ـ إن شاء الله ـ زيادة تفصيل.
    بل استمع إلى ما قاله سلمان العودة في شريطه ، حيث قال فيه: . اﻫ
    واعلم أُخَيَّ ـ هديتُ وإيَّاك للرشد ـ بأنَّ حكم النذر ابتداءً: الكراهية، لكن إذا أقدم الشخص وجب، فإذا كان كذلك، فبيعة الجماعات الإسلامية، ـ عندهم ـ ابتداءً مكروهة كالنذر، لكن إذا التزمها الشخص وجبت في عنقه، ولزمه الوفاء بها كالنذر، بعد إقدامه عليه.
    وأرجوك ـ أخي الكريم ـ ألا تقاطعني قائلاً: ما دام عندهم تنظيم وعندهم بيعة، فهم متأهبون للخروج !!! لأنِّي سأقول لك: إذن فلماذا كلّ هذا إن لم يكن ذلك هو آخر مطافهم ؟!!! وإن شئت المزيد فاستمع.

    ردحذف

  75. وتفسير هؤلاء لكلمة التوحيد باطل وموافق للصوفية الخرافية

    تفسير لا إله إلا الله عند جماعة التبليغ /الشيخ عبدالعزيز الراجحي

    هل يجوز تفسير لا إله إلا الله بإخراج اليقين الفاسد وإدخال اليقين الصادق؟

    ج: تفسير لا إله إلا الله معناها: لا معبود بحق إلا الله، لا معبود بحق إلا الله، إخراج اليقين الفاسد وإدخال اليقين الصادق فهذا ما عليه الآن جماعة التبليغ، يقولون: معنى لا إله إلا الله إخراج اليقين الفاسد وإدخال اليقين الصحيح. الفاسد هو الذي عنده مشكلة، ولا يلزم أن يكون كل واحد عنده يقين فاسد، نعم، هذا الشرك نعم، يجب أن يخرج اليقين الفاسد ويعتقد اليقين الحق، مع أنه يتبرأ من الشرك وأهله، ويعتقد أن العبادة حق الله، وأنه لا معبود بحق إلا الله، ويتبرأ من دينه الأول الشرك الذي كان عليه الوثنية والنصرانية، هذا لا شك أنه فاسد، فقد يتيقن بهذا بعض المشركين وقد لا يتيقن، وبعضهم يكون عنده شك ما عنده يقين، ليس كل مشرك عنده يقين.

    بعض النصارى عندهم شك في دينهم، ما عندهم يقين، هذا ليس على إطلاقه، إخراج اليقين الفاسد ما هو صحيح، ليس كل المشركين عندهم يقين فاسد، بعض المشركين عندهم شك ليس بيقين، وبعضهم عنده يقين فاسد، فالذي يجب على المسلم أن يعتقد العقيدة الصحيحة، أن يعتقد أنه لا معبود بحق إلا الله، ويتبرأ من الشرك وأهله، فإذا كان على الشرك فإن عليه أن يتبرأ من الشرك وأهله، ويعتقد الاعتقاد الحق، وهو استحقاق الله بالعبادة، وأنه المستحق للعبادة، وأنه لا معبود بحق إلا الله، ويتبرأ من دينه السابق الذي كان عليه سواء كان يقينا أو شكا، نعم.

    ردحذف

  76. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه مطويات أعددتها من رسالة العلامة التويجري "القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ" سائلا الله أن ينفع بها.

    أبو أسامة سمير الجزائري

    أما جماعة التبليغ؛ فإنهم جماعة بدعة وضلالة، وليسوا على الأمر الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان، وإنما هم على بعض طرق الصوفية ومناهجهم المبتدعة.
    1. أسس بدعتهم ووضع أصولها الستة محمد إلياس الديوبندي الجشتي -كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى-، وهوالأمير لجماعة التبليغ. ثم خلفه في الإمارة عليهم ابنُه يوسف.
    وأما أميرهم في زماننا؛ فهوالمسمى: إنعام الحسن، وهو يبايع التابعين له على أربع طرق من طرق الصوفية، وهي: الجشتية، والقادرية، والسهروردية، والنقشبندية.
    2. أما أفراد جماعته من العجم؛ فإنه يبايعهم على هذه الطرق الأربع بدون تحفُّظ، وأما العرب؛ فإنه يتحفَّظ منهم ولا يبايع إلا من وثق به منهم من السذَّج الذين يحسنون الظن بالتَّبليغيين ولا يعرفون أنهم أهل بدعة وضلالة.
    3. ذكر العلماء العارفون بجماعة التبليغ كثيرا مما هم عليه من البدع والخرافات والضلالات وأنواع المنكرات وفساد العقيدة، ولا سيما في توحيد الألوهية؛ فهم في هذا الباب لا يزيدون على ما كان عليه أهل الجاهلية الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ردحذف
  77. يقرون بتوحيد الربوبية فقط كما كان المشركون من العرب يقرون بذلك.
    5. ويفسرون معنى (لا إله إلا الله) بمعنى توحيد الربوبية، وأن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر للأمور، وقد كان المشركون يقرون بهذا التوحيد؛ كما ذكر الله ذلك عنهم في آيات كثيرة من القرآن، ولم ينفعهم ذلك، ولم يدخلوا به في الإسلام.
    وقد جهل التبليغيون معنى (لا إله إلا الله) على الحقيقة، وهوأنه المستحقُّ للعبادة دون ما سواه، فيجب إفراده بجميع أنواع العبادة، ولا يجوز صرف شيء منها لغيره، ومن صرف منها شيئا لغيره؛ فقد جعل ذلك الغير شريكا له في الألوهية، ومن خفي عليه هذا المعنى؛ فهومن أجهل الناس، ولا خير فيه.
    6. وأما توحيد الأسماء والصفات؛ فإن التبليغيين فيه أشعرية وماتريدية، وهما من المذاهب المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة.
    7. وأما باب السلوك؛ فإنهم فيه صوفية، والصوفية من شر أهل البدع، وقد تقدم ذكر الطرق الأربع التي كانوا يبايعون أتباعهم على الأخذ بها.
    ومن أورادهم:
    (إلا الله): أربع مئة مرة.
    و (الله، الله): ست مئة مرة يومياً.
    و (الأنفاس القدسية): عشر دقائق يومياً، وتتحقَّق بالتصاق اللسان في سقف الفم !، والذكر بإخراج النفس من الأنف على صورة لفظ (الله)!!.
    و (المراقبة الجشتية): نصف ساعة أسبوعياً عند أحد القبور؛ بتغطية الرأس، والذكر بهذه العبارة: ((الله حاضري، الله ناظري)

    ردحذف
  78. وهذه الأوراد بدع وضلالة مخالفة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان.
    وقد ذكر بعض العلماء عن التبليغيين نوعاً آخر من الذكر، وهو أنهم يكررون كلمة (لا إله) ست مئة مرة، ثم يكررون كلمة (إلا الله) أربع مئة مرة.

    8. وذكر آخر عن عدد كثير من الرجال أنهم سمعوا جماعة من التبليغيين الهنود وهم في بيت في شارع المنصور بمكة يكررون كلمة (لا إله) نحواً من ست مئة مرة، ثم بعد ذلك يكررون كلمة (إلا الله) نحواً من مئتي مرة، ويقولون ذلك بصوت جماعي مرتفع، يسمعه من كان في الشارع، وذلك بحضرة شيخ من كبار مشايخهم الهنود، وقد استمر فعلهم هذا مدة طويلة، وكانوا يفعلون ذلك في الشهر مرتين: مرة في نصفه، ومرة في آخره.
    ولا شك أن هذا من الاستهزاء بالله وبذكره، ولا يخفى على من له علم وفهم أن فعلهم هذا يتضمن الكفر ست مئة مرة؛ لأن فصل النفي عن الإثبات في قول (لا إله إلا الله) بزمن متراخ بين أول الكلمة وآخرها على وجه الاختيار يقتضي نفي الألوهية عن الله تعالى ست مئة مرة، وذلك صريح الكفر، ولوأن ذلك وقع من أحد مرة واحدة؛ لكان كفرَا صريحَا؛ فكيف بمن يفعل ذلك ست مئة مرة في مجلس واحد؟! ثم إن إتيانهم بكلمة الإثبات بعد فصلها عن كلمة النفي بزمن متراخٍ لا يفيدهم شيئاً، وإنما هوالتلاعب بذكر الله والاستهزاء به.
    وهذا المنكر القبيح والضلال البعيد من نتائج تقليدهم لشيوخهم، شيوخ السوء والجهل والضلال، الذين أغواهم الشيطان، وزين لهم ما كانوا يعملون.
    9. ومما ذكره بعض العلماء عن التبلغيين أيضاً أن رجلا ً من طلبة العلم خرج معهم من مدينة الحناكية، وأميرهم أحد رؤساء جماعة التبليغ، وفي أثناء الليل رأى أحدهم يهتز ويقول: هو، هو، هو!
    فأمسكه، فترك الحركة وسكت، وفي الصباح أخبر أميرهم بما فعله الهندي الصوفي التبليغي، فأنكر الأمير على طالب العلم إنكاره على التبليغي، وقال له بغضب شديد: أنت صرت وهابيا ً، والله؛ لوكان لي من الأمر شيء؛ لأحرقت كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب، ولم أترك على وجه الأرض منها شيئاً!

    ردحذف

  79. ففارقهم طالب العلم حين سمع منه هذا الكلام السيء؛ لأنه عرف عداوتهم لأئمة العلم والهدى من أهل التوحيد وأنصار السنة، وعرف محاربتهم لكتبهم المشتملة على تقرير التوحيد والدعوة إليه وإلى إخلاص العبادة لله وحده، والنهي عن الشرك والبدع والخرافات وأنواع الضلالات والمنكرات، والتحذير منها ومن
    أهلها.
    ومما كانوا ينْهون عنه ويحذِّرون منه ومن أهله بدع الصوفية خرافاتهم ودعاويهم الكاذبة في المكاشفات والكرامات والمنامات التي هي من تضليل الشيطان لهم وتلاعبه بهم.

    ردحذف
  80. من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد تلقيت خطاب سموكم ( رقم36/4/5-د في 21/1/1382هـ ) وما برفقه، وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبد الحامد القادري وشاه أحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد تلقيت خطاب سموكم ( رقم36/4/5-د في 21/1/1382هـ ) وما برفقه، وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبد الحامد القادري وشاه أحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود أحمد دهلوي حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم التي سموها ((كلية الدعوة والتبليغ الإسلاميّة))، وكذلك الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم وأعرض لسموكم أن هذه الجمعية لا خير فيها؛ فإنها جمعية بدعة وضلالة، وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم؛ وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك، الأمر الذي لا يسعُ السكوت عنه، ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها، ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته والسلام عليكم ورحمة الله)) [ ص- م - 405 في 29/1/1382هـ] . [ راجع كتاب القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ للشيخ حمود التويجري (ص:289) ]

    ردحذف
  81. لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
    أما بعد:
    فقد وصلت إليّ أوراق تتضمن كلاماً للعلامتين السلفيين الشيخ ابن باز وابن عثيمين يقوم بعض جماعة التبليغ بنشره وترويجه بين الجهال ومن لا يعرف حقيقة منهجهم الباطل وعقائدهم الفاسدة.
    والواقع أن في كلام الشيخين ما يدينهم، فكلام الشيخ ابن باز مبني على تقرير من رجل تبليغي أو متعاطف معهم حكى للشيخ ابن باز خلاف ما هم عليه وصورهم له على غير صورتهم الحقيقية، يؤكـد ما نقولـه قـول الشيـخ ابن بـاز -رحمه الله-:
    " ولا شك أن الناس في حاجة شديدة إلى مثل هذه اللقاءات الطيبة المجموعة على التذكير بالله والدعوة إلى التمسك بالإسلام وتطبيق تعاليمه وتجريد التوحيد من البدع والخرافات..." [ انظر فتواه ذات الرقم (1007) بتأريخ 17/8/1407هـ والتي يقوم بنشرها الآن جماعة التبليغ].
    فهذا يوحي أن صاحب التقرير قد ذكر في تقريره أن هذه الجماعة تدعو إلى التمسك بالإسلام وتطبيق تعاليمه وجريد التوحيد له من البدع والخرافات.فبسبب ذلك مدحهم الشيخ.
    ولو قال فيهم صاحب التقرير كلمة الحق وصورهم على حقيقتهم وبين حقيقة منهجهم الفاسد؛ لما رأينا من الإمام ابن باز السلفي الموحد إلا الطعن فيهم والتحذير منهم ومن بدعهم، كما فعل ذلك في آخر فتاواه فيهم المرفقة بهذا.
    وفي كلام العلامة ابن عثيمين ما يدينهم، انظر إلى قوله الآتي:
    " ملاحظة: إذا كان الاختلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح وما كان على خلاف مذهب السلف فإنّه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب " [ انظر فتاوى ابن عثيمين (2/939-944)، كما في الأوراق التي ينشرها جماعة التبليغ الآن ] .
    ولا شك أن الاختلاف بين السلفيين أهل السنّة والتوحيد وبين جماعة التبليغ اختلاف شديد وعميق في العقيدة والمنهج.
    فهم ماتريدية معطّلة لصفات الله، وصوفية في العبادة والسلوك يبايعون على أربع طرق صوفية مغرقة في الضلال ومن ذلك أن هذه الطرق تقوم على الحلول ووحدة الوجود والشرك بالقبور وغير ذلك من الضلالات.
    وهذا قطعاً لا يعرفه عنهم العلامة ابن عثيمين ولو عرف ذلك عنهم لأدانهم بالضلال ولحذر منهم أشد التحذير، ولسلك معهم المسلك السلفي كما فعل شيخاه الإمام محمد بن إبراهيم والإمام ابن باز. وكما فعل الشيخ الألباني والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ الفوزان والشيخ حمود التويجري والشيخ تقي الدين الهلالي والشيخ سعد الحصين والشيخ سيف الرحمن والشيخ محمد أسلم ولهؤلاء مؤلفات عظيمة تبين ضلال جماعة التبليغ وخطورة ما هم عليه من العقائد والمنهج الضال فليرجع طالب الحق إليها، وقد رجع عبد الرحمن المصري عما كتبه في الثناء على جماعة التبليغ واعترف بخطئه عندي.
    وأما يوسف الملاحي فهو ممن عاشرهم سنين طويلة، ثم كتب فيهم كتاباً يبين فيه ضلالهم وفساد عقائدهم ثم مع الأسف الشديد تراجع عن الحق والحقيقة وكتب فيهم كتابه الأخير، وكتابه الأول يدينه، وما كتبه فيهم علماء المنهج يدحض باطله، والقاعدة العظيمة: الجرح مقدم على التعديل، تبطل كل مدح من أي قائل لو كان التبليغيون يلتزمون القواعد الإسلامية الصحيحة ويسلكون مسالك أهل العلم والنصح للإسلام والمسلمين.

    ردحذف

  82. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئآت أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) "سورة آلعمران) (يَا أَيُّهَا النَّاسُاتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَالَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) " سورة النساء(يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوااللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)" سورةالحشر

    ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخيرالهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرالأمورمحدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أما بعد :

    فإنه من المعلوم عندعامة المسلمين وخاصتهم أن المملكة العربية السعودية تمثل ولله الحمد مرتكزا لحراسة العقيدة ، وقيادة هذه البلاد وعلماءها والغيورين من أبناء العالم الإسلامي يتابعون ويدعمون ويؤيدون كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين ، مقدرين حق التقدير اهتمام ولاة الأمرفي بلاد الحرمين الشريفين وعلماءها في مايخص محاربة البدع والضلالات.

    ولما كان أعداء الإسلام في حيرة من أمرهم حيال زعزعزة ثقة المسلمين بعقيدتهم وصرفهم عن منهج الصواب ، هؤلاء الحاقدين يجيدون التحايل والتلون للوصول إلى أهدافهم التي في مقدمتها العدوان على الثوابت وزراعة الفتن ، ولأن الغيارى من المسلمين جعلوا في أولوياتهم قضية المعتقد وصفاء العقيده والغيرة على دين الله كما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لذا يجب أن نقتنع بأن الحق والباطل في صراع وأن النصر دائما بمشيئة الله لدين الله وللحق فوق كل أرض وتحت كل سماء.

    ردحذف

  83. وعلى هذا الأساس فإن أعداء الدين من المبتدعة والمنحرفين عن جادة الصواب يصوبون سهامهم باحترافية خطيرة قد تمر في غفلة على بعض العوام بفعل تصرفات من أظلهم الله على علم وهذا يفرض علينا جميعا تظافرالجهود لمحاربة مصادرالتلوث الفكري ومنابع الإنحراف العقدي.
    يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله أنه قيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذاقام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه .. وإذا تكلم في أهل البدع ، فإنما هو للمسلمين وهذا أفضل"
    " إلى أن قال: "ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوالقلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب إبتداء"مجموع الفتاوى( 2 – 231 – 232).
    موضوعنا اليوم الذي نحن بصدده سبق أن كتبت عنه بنفس العنوان في موقع"بيشه نت"وللأسف الشديد لم يكن لدي نسخة من الموضوع ظناًّ مني أن الوصول إليه ممكنا كلما دعت حاجتي إلى ذلك ، لكنني فوجئت بأن الموقع - بيشه نت - وبعض القائمين عليه حجبوا الموضوع وألغواعضويتي بطريقة سأبين في وقت لاحق تفاصيلها وأسبابها ، وأخشى ما أخشاه أن ماحصل ويحصل يتم لاعتبارات ربما تمليها طبيعة النفوذ الأحبابي التبليغي في بيشة وماحولها ، علما أن ماحصل لي يذكرني بما حصل معي حينما دخلت وكتبت في موقع الشبكة الليبراليه السعوديه موضوع" الليبرالي والحمار الآلي" وموضوع " الآليه في سعودة الليبراليه".
    الأولويات الحالية تفرض علينا جميعا مايجب أن نقدره حق التقدير ، بحكم أن خلافنا الرئيس يجب أن يكون مع المبتدعة والمنحرفين ومن لف لفهم وليس - من حيث الأولويات - مع الإخوة في"بيشه نت" ، مع أن هذا لايعفينا من نقد الموقع من وجهة نظرعقديه.

    ردحذف

  84. نعود لموضوعنا الرئيس الذي هو"جماعةالأحباب" أوالتبليغيين مع أن المسمى الأول هو المحبب للجماعة في المملكه العربيه السعوديه!!!!.
    هذه الجماعه لها تواجد خطير في محافظة بيشه ومحافظة الخميس ماحولهما لهم نفوذا استقطبوا ويستقطبون بموجبه غيرقليل من العوام الذين ألبستهم الجماعة ثوبا مزيفا وجعلتهم في مصاف الداعين إلى الله على هدى وبصيرة بينما هم في الحقيقه جَهَلَةً بأبسط أمورالدين ، ولكن سياسة التجميع والتجمع تهيمن على ممارسات الأحباب لاعتبارات مقتبسة من الفكرالحركي لجماعة الإخوان المسلمين مع اختلاف في بعض الخطوط العريضة التي تمثل لب التوجه الفكري العقدي لهذه الجماعه ، وللأسف الشديد فإن جماعة الأحباب ليست الوحيدة في الساحة وإنما هناك جحافل للسروريين في بيشه رأينا مع الأسف ثمارجهودهم الخفية من خلال الزج ببعض أبناءنا من محافظة بيشة وغيرها ليموتوا خارج الحدود نتيجة للشحن الثقافي المعوج وللذرائع التي يتحملها من يتخاذل عن مواجهتهم وهو يعلم حالهم وحقيقتهم.
    أترككم الآن في مايخص جماعة الأحباب ، أترككم مع بعض الأقوال لغيرقليل من علماء الأمة الإسلامية ، أعني العلماء الذين سارت بفتاويهم الركبان أولئك الموقعين عن الله الذين هم حملة ميراث النبوه جزاهم الله عنا وعنكم وعن الإسلام والمسلمين خيرالجزاء.
    أولا:
    سئل سماحة الوالد العلامة الشيخ عبدالعزيزبن باز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، سئل عن الأحباب الذين هم التبليغيين في بلادنا السؤآل التالي:
    خرجت مع جماعة التبليغ للهند وباكستان ،وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد فيه قبرباطلة ، فما رأيكم في صلاتي ، وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذهالأماكن؟

    ردحذف
  85. جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه ، أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصـح والواجـب عليـك إعـادة مـا صليـت فيها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) متفق على صحته.
    وقوله - صلى الله عليه وسلم- ( ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبورأنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )) أخرجه مسلم في صحيحه.
    والأحاديث في هذا الباب كثيرة وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، فتوى بتاريخ 2/11/1414
    ثانيا:
    موقف سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية - السابق - سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الذي كتب الى رئيس الديوان الملكي قائلا :
    "من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأميرخالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:
    فقد تلقيت خطاب سموكم ( رقم36/4/5-د في 21/1/1382هـ ) وما برفقه ، وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبد الحامد القادري وشاه أحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود أحمد دهلوي حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم التي سموها ((كلية الدعوة والتبليغ الإسلاميّة))، وكذلك الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم وأعرض لسموكم أن هذه الجمعية لاخيرفيها ، فإنها جمعية بدعة وضلالة ، وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم ،وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك ،الأمرالذي لايسعُ السكوت عنه" إلى أن قال رحمه الله".....سنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها ، نسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته والسلام عليكم ورحمةالله"

    ردحذف
  86. فتوى ناصر السنه وقامع البدعه العلامه المحدث
    محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله ، سئل رحمه الله :
    ما رأيكم في جماعة التبليغ: هل يجوز لطالب العلم أو غيره أن يخرج معهم
    بدعوى الدعوة إلى الله؟فأجاب:
    "جماعة التبليغ لا تقوم على منهج كتاب الله وسنَّة رسوله عليه السلام وما كان عليه سلفنا الصالح"
    رابعا :
    يقول الشيخ سعد الحصين المستشار الديني السعودي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في الأردن يقول عن التبليغيين"أن الدعوة على منهج التبليغ ليست موافقة لشرع الله في أسلوبها".
    خامسا:
    سئل الشيخ العلامةعبد الرزاق عفيفي رحمه الله
    رحمة واسعه عن خروج جماعة التبليغ لتذكيرالناس بعظمة الله؟
    فقال الشيخ: " الواقع أنّهم مبتدعة محرّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم ، وخروجهم
    ليس في سبيل الله".
    سادسا:
    سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
    ماذا تقول بمن يخرجون إلى خارج المملكة للدعوة وهم لم يطلبوا العلم أبداً ، يحثون على ذلك ويرددون شعارات غريبة ويدّعون أن من يخرج في سبيل الله للدعوة سيلهمه الله ، ويدّعون أن العلم ليس شرطاً أساسياً.
    وأنت تعلم أن الخارج إلى خارج المملكة سيجد مذاهب وديانات وأسئلة توجه إلى الداعي.
    ألا ترى يا فضيلة الشيخ أن الخارج في سبيل الله لابد أن يكون معه سلاح لكي يواجه الناس وخاصة في شرق آسيا يحاربون مجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ أرجو الإجابة على سؤالي لكي تعم الفائدة.
    الجواب:
    الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن.
    الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف

    ردحذف

  87. وخروج الإنسان يدعو إلى الله غيرمتقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته ، بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين يوماً أو أقل أو أكثر.
    وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل ، قال تعالى: { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة }، أي: على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان ، يعرف درجات الإنكار وكيفيته.
    والخروج الذي يشغل عن طلب العلم أمر باطل لأن طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام ، هذا من خرافات الصوفية الضالة ، لأن العمل بدون علم ضلال ، والطمع بحصول العلم بدون تعلم وعمل وهم خاطئ.
    سابعا :
    يقول سماحة العلامه محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله رحمة واسعه عن جماعة الأحباب:
    " الواجب الحذرمنهم لا الإنضمام إليهم والتأسي بهم واتخاذهم أمراء للدعوه"
    بل إن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول:
    "إن المشركين أفهم لمعنى كلمة التوحيد من هذا الذي جعل معناها مجرداليقين"
    ومعلوم أن الأحباب يفسرون كلمة التوحيد (لاإله إلا الله)بأنها إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله بأنه لاخالق إلا الله ولارازق إلا الله ولا مدبرإلا الله ، وفي هذا يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأن هذا التفسيرغير صحيح ، وبين رحمه الله رحمة واسعه كيف أن ذلك لايتحقق به إلا توحيد الربوبيه فقط وهذا التوحيد وحده لايدخل الإنسان في الإسلام.
    فياليت أحبابنا في بيشه ومعهم" بيشه نت"وغيرهم يعلمون خطورة ماهم فيه ، وإلى الله المشتكى.
    ثامنا:
    سئل العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الغديان رحمه الله رحمة واسعه - عضوهيئة كبارالعلماء وأحد المتبحرين في علم الأصول - من سائلين هل يمشون مع جماعة التبليغ فقال:
    " لاتمشِ معهم إنما تمشي مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم"
    ويقول رحمه الله واسكنه فسيح جناته:
    "في الحقيقة أن الجماعات هذه جاءتنا وعملت حركات في البلد ، حركات سيئه ، لأنها تستقطب وبخاصة الشباب ، لأنهم مايريدون الناس الكبار هؤلاء خلصوا منهم مالهم فيهم شُغل ، لكن يأتون ابناء المدارس في المتوسط وابناء المدارس في الثانوي وهكذا...".
    وحينماسئل رحمه الله عن حكم الخروج مع جماعة التبليغ ، أجاب:
    "يا أخي لاتخرج مع جماعةالتبليغ

    ردحذف
  88. يقول الشيخ المدقق صالح بن عبدالرحمن الأطرم غفر الله له - عضو هيئة كبار العلماء - عن جماعة التبليغ:
    "يقسِّمون الدعوة إلى الله إلى أيام وأوقات تدريجيا ، ثلاثة ايام واربعين يوما ، أربعة أشهر وفي النهاية إلى زيارة ماذا؟ ، إلى مسجد يضم قبر ميت ، أهذه دعوة إلى الله ؟"
    عاشرا:
    يقول عنهم العلامة حمود بن عبدالله التويجري:
    " أما جماعة التبليغ فإنهم جماعة بدعة وضلاله وليسوا على الأمر الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه التابعون لهم بإحسان ، وإنما هم على بعض الطرق الصوفيه ومناهجهم المبتدعه"، الشيخ حمود التويجري ألف كتاب(القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ)الذي يعد بحق مرجعاعن هذه الجماعة المسماه بالتبليغيين الذين هم في بلادنا جماعة الأحباب ،أسمهم هكذا في المملكه العربيه السعوديه!! لكي يمرروا فسادهم العقدي على الضعفاء والمساكين وأنصاف المتعلمين.
    حادي عشر:
    يقول محدث الديار اليمنيه العلامه مقبل بن هادي الوادعي عن جماعة التبليغ :
    (.....والمؤلفات كثيرة في بيان شركياتهم وصوفياتهم وماهم عليه من الضلال ، ودعوتهم دعوة ميته ، ولو لم تكن ميتة لما كانت تذهب في وقت الشيوعية الى البلاد الشيوعية ، وقد جاءنا أخ فرنسي وقلنا له : هل نستطيع أن نأتي إلى بلادكم للدعوة إلى الله ؟ قال: لاتستطيعون إلا إذا كان باسم جماعة التبليغ ، فهم مأذون لهم"، نعم مأذون لهم لأنهم جماعة خرافية حاقدة على أهل السنة والجماعه

    ردحذف
  89. قول العلامة أحمد بن يحي النجمي غفرالله له، يقول عن جماعة التبليغ :
    "منهج جماعة التبليغ منهج صوفي يقوم على أربع طرق معروفه : النقشبنديه والسهرورديه والقادريه والجشتيه وهم موغلون في التصوف والعياذ بالله".
    ثالث عشر:
    يقول الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى:

    " الإخوان - يقصد الإخوان المسلمون - وجماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحه" ويقول عمن يخرج معهم تاركا دروس العلم عند العلماء المعتبرين "هذا الخروج ليس مشروعا.

    ملاحظات على جماعة الأحباب (التبليغ)
    الذين لايمكن إنكار تواجدهم بيننا:
    *مؤسس الجماعه صوفي كان يرابط عند القبورانتظارا للكشف والفيوضات الروحيه !!!.
    * يمارسون مايسمى بالمراقبة الجشتيه بالجلوس عند قبرعبدالقدوس الكنكوهي الذي يؤمن بوحدة الوجود عياذا بالله.

    * التبليغيون - الأحباب - يتعبدون بأذكارمبتدعه وعجيبة غريبه منها تفريق كلمة التوحيد .

    * التبليغيون يقطعون النفي عن الإثبات عمدا بأن يقول قائلهم (لا إله) خمسمائة مره ، وهذا كفركما قررذلك الشيخ حمود التويجري نقلا عن العلماء.

    * التبليغيون - الذين يمثلهم في بلادنا الأحباب بعضهم يجعلون وردهم حرز يسمى بالجوشن - واجهت من سمى نفسه بالجوشن الكبير في موقع "الجوارس العربية" وهرب خائبا إلى اليوم ولله الحمد وكان ذلك بتعاون الإخوة الأوفياء في الموقع وليس كما حصل معنا في بيشه نت ، كما أنهم يجيزون حمل الحروز التي فيها طلاسم وأسماء مجهوله.
    * الأحباب التبليغيون يجهلون توحيد الألوهية وليس من أولويات اهتماماتهم الحرص على تعليم التوحيد وتعلمه ، وهذه كارثة عقديه خطيره.
    * الأحباب يخرجون لما يسمونه بالدعوه ، يخرجون في جماعات لأيام محددة لاتزيد ولاتنقص اقتداء بالثقافة التبليغيه!! ، ودندنتهم عادة تكون حول توحيد الربوبية ، ومعلوم عند أهل السنة والجماعة بأن هذا التوحيد فقط لايُدخل أحدا في الإسلام وحالة مشركي العرب تكشف عن هذا الجانب الخطير.
    * التبليغيون الذين يمثلهم في بلادنا الأحباب يكرهون العلماء المهتمين بالتوحيد ومنهم على سبيل المثال الإمام ابن تيميه وابن القيم وابن عبدالوهاب وغيرهم رحمهم الله ويصفونهم بالوهابيه سرا وعلنا وأحيانا بالمُنَفّرين من الدين!

    ردحذف
  90. أغلب الأحباب في بلادنا المملكه العربية السعودية من العوام الذين ينقادون وراء بعض العبارات الوعظيه وبالتالي ليس لديهم علم شرعي نقي يُنتفع به ، كما أنه ليس لديهم التوجيه الصحيح للتعلم من العلماء الموثوق بعلمهم.
    * الأحباب وهم التبليغيون في بلادنا لايصرحون بوجوب الكفر بالطاغوت ولايستأنسون بالحديث عن ذلك بل إنهم يطردون من يتحدث عن هذا الامر.
    *موقفهم من إنكارالمنكرلايتفق مع ماعليه أهل السنة والجماعة والأسوأ من ذلك أنهم يرون بأن إنكار بعض المنكرات يعتبرمنافيا للحكمه.
    * التبليغيون يرون الإعتقاد في المنامات والخرافات والكرامات إلا أنه إحقاقا للحق نجد أن الأحباب في بلادنا أغلبهم لم يصلوا لهذه المرحله ولكنهم والحال كما ذكرسائرون في طريق خاطئ ويُخشى عليهم نسأل الله العافيه والسلامه أن ينتهي بهم المطاف إلى ماوصل إليه" التبليغي النّصّاب!!!!".
    ولو قال قائل بأن الأحباب في المملكه يختلفون عن التبليغيين خارج المملكة ، لقلنا له إذاً فالينكرالأحباب هنا على التبليغيين الأمورالتالية على سبيل المثال لاالحصر:
    *إعترافهم بالبيعة وهي على أربع طرق ،الجشتيه والسهرورديه والقادريه والنقشبنديه ، هذه البيعة من مقتضايتها :
    -المراقبة الجشتيه : قضاء نصف ساعه أسبوعيا عند قبرأحد المشائخ مع تغطية الرأس والوجه وترديد: الله حاضري الله ناظري!!!!.
    - ذكرالله بالأنف بدلا من اللسان والتنفس على صورة لفظ الجلالة عشردقائق يوميا!!!.
    - كتابة الحجب والطلاسم وتوزيعها بطرق "محترمة جدا"!!!!!.
    - التركيز على كتاب "رياض الصالحين في نسخته غير المحققه " إذا كان التبليغيون في البلاد العربيه والأخذ بكتاب" تبليغي نصاب" - بل نصّابّ!!! - إذا كانوا في غيرالبلاد العربيه.
    - البعد عن تعلم التوحيد ونشرثقافة العلم الشرعي العقدي السليم المعتمد على الدليل بقال الله سبحانه وتعالى وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.
    - الحث على توسيع دائرة توزيع الكتب المشبوهة مثل كتاب "حياة الصحابه" المليء بالأحاديث الضعيفه.
    - دعم ترسيخ الصوفية بكل الوسائل الممكنه.
    وإذا سلمنا بكارثة الأحزاب والجماعات في البلاد الإسلامية وماسببته من سفك للدماء وهتك للحرمات وأدركنا خطرالإنحراف العقدي ووسائل الإعتقال الفكري التي يمارسها " الأحباب" فإننا نقول وبدون تحفظ أن " جماعةالأحباب" هم المرحلة الأولى لجرالمجتمع نحو التكفير والتفجير وزعزعة الأمن ، يأتي بعد ذلك المرحلة الثانية بممارسات جماعة الإخوان المسلمين ومن لف لفهم بما هم عليه من بدع مؤسفة وتعاطف مخيف مع غيرقليل من الفرق الضالة ضلالا مبينا مثل الباطنيين ونحوهم ، وبعد ذلك المرحلة الثالثة وهي مرحلة قطف الثمار!!! بما يحصل من هجرة وتكفيرودمارفتح على الأمة الإسلامية أبواب الشر وبررلأعداء الإسلام والمسلمين ممارسات خطيرة يندى لها الجبين حصلت وتحصل في بعض البلاد الإسلامية ، وما واقع تنظيم القاعدة على سبيل المثال لا الحصرعناّ ببعيد ، فإلى الله المشتكى.
    ولهذا أنصح نفسي وأنصح الإخوة والأخوات بتقوى الله سبحانه وتعالى والعمل على تلقي العلم من مصادره الموثوقه ، وأن نعمل جميعا على كشف هذه الجماعات والأحزاب والتنويه عن خطرها ، كما أن مايخص جماعة "الأحباب" ونفوذهم في بيشه وما حولها بل وفي أي جهة أخرى من بلادنا الغالية يعتبربداية لبذرة الشقاق والنفاق والإنحلال العقدي الذي يقسم المجتمع ويضعف شوكة هذه البلاد ويزعزع الأمن الفكري فيها ويجعل العوام يعيشون في أوهام لاتستند إلى دليل ولاتعتمد على علم شرعي واضحة مصادره كوضوح منهج الداعين إليه.
    كلما ذكر يملي على أهل الذكر والمثقفين بأن يعملوا على شرح أهمية وحدة الصف وبيان أهمية قوة العلاقه بين الراعي والرعيه ، وبين ولاة الامر والعلماء لتبقى الأمة مستعصية على الأعداء ، هذه العلاقه لابد أن تكون محصلتها بمشيئة الله غيرة على العقيدة وحرصا على محاربة البدع ودعما لمنهج الوسطية التي لاتخل بثوابت الدين ولاتخالف أي من نصوص القرآن أو السنة وتحديدا النصوص قطعية الدلاله قطعية الثبوت .
    مخالفات صريحة وخطيرة

    ردحذف

  91. الأحباب ينازعون الأمرأهله بتعيين أميرا لهم في القرى والمدن يأتمرون بأمره ويذعنون لما يأمربه ولماينهى عنه حتى وإن تعارضت توجهات ورغبات هذا الأميرالمزعوم مع مايصدره ولي أمرالمسلمين من تعليمات وتوجيهات ، وهم والحال كما ذكر يرون أن لأميرهم بيعة في رقابهم في الوقت الذي لايرون البيعة الشرعية لولي أمرالمسلمين ولايستأنسون بوجود من يتحدث عنها بينهم.
    ثانيا :
    يحتجون بمقولات جماعة الإخوان المسلمين بذريعة عدم تفريق المسلمين ، ومن هذا الباب يمررون البدع والخرافات والولاءآت ، في الوقت الذي نجد أن تفريق المسلمين حصل ويحصل من خلال جماعة الإخوان المسلمين وشعارهم المعروف"فالنجتمع على ماتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه" ومثل ذلك ممارسات جماعات التكفيروالهجره وموالاتهم للأحباب وللباطنيين وللحاقدين على بلاد الحرمين الشريفين بل وللحاقدين على منهج السلف الصالح ، وللأسف الشديد فإن أغلب وسائل الإعلام مسموعة ومقرؤة ومرئية مختطفة من قبل الخرافيين وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين فإلى الله المشتكى.
    ثالثا:
    انتشار الأمورالخطيره نتيجة لسؤ التربية في المجتمع بسبب جحافل الأحباب التي تسيح في الأرض بحجة الدعوة إلى الله تاركين أهلهم وذراريهم ونساءهم مقدمين متطلبات التبليغ الأحبابية على ما هو مطلوب من المسلم تجاه من يعول وللشيخ تقي الدين الهلالي ما يبين هذا الخطر في مقدمة كتابه" السراج المنير".
    رابعا :
    للأحباب تدرج في غض الطرف عن فكر الخوارج وأتباع القاعده الذين هم بلا شك يندرجون تحت مظلة فكرالضلال الذي يشايعه الأحباب أوالتبليغيين على استحياء في الظاهر وعلى استحباب في غير ذلك باللقاءآت المنبثقة من الفهم المعوج لأصول الدين ومقتضيات الأدلة الشرعيه.
    خامسا:
    يطبق الأحباب أوالتبليغيين مبدأ غسيل المخ بعزل الأحبابي عن مجتمعه وبيئته وحثه للإنضواء تحت لواء التحزب وبغض الفكرالسلفي ، وفي هذا خطرعظيم على المستقبل الإستراتيجي للأمة التي قد تتطلب تقديرات الموقف في مستقبل الأيام الإعتداد بالله سبحانه وتعالى ثم بأبناءها لردع المعتدين وقد حصل شيء من ذلك اثناء احتلال حزب البعث للكويت حينما تطوع شباب المملكة العربية السعودية وانخرطوا في سلك التدريب العسكري تلبية لرغبة ولي الأمرأيده الله من جهة واحتسابا للدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين من جهة أخرى ، حصل ذلك في وقت كان التبليغيون الأحباب يدندنون حول ماهم عليه الآن من إنحراف وخبث ومكرودهاء.

    ردحذف

  92. الأحبابيون صراحة يعلنون الحرب على كل ماهو سلفي ، ويُميّعون المسارالمفترض للتمسك بأصول الدين من خلال الأخذ بما هو قطعي الدلالة قطعي الثبوت من الأدلة وبالتالي نجدهم يصفون سلف الأمة بأوصاف لها صفة الإرجاف رغبة في الإستحواذ الذهني على المزيد من الأتباع حتى وإن استفحل جهلهم وعميت بصائرهم.
    سابعا :
    انتقل الفكرالأحبابي في بعض ممارساته إلى السرية وهذه مرحلة التهيئه التي تنقل شباب الأمة إلى المرحلة الثانيه التي تسبق مرحلة التدمير والتخريب حتى وإن ادعوا المسالمة والتمسكن والزهد والوقار ، فكل ذلك ليس إلا ستارا لخبث يؤدي إلى خطر عقدي يمحق الأمة ويضعفها من الداخل.
    ثامنا :
    كثيرا من عقلاء الأمة الإسلامية يجمعون على أن الأحباب أو التبليغيون يمثلون جسر العبور إما إلى التصوف أو إلى الغلو والتكفير ، ولأن ظاهرهم مبدئيا يدل على الأمر الأول ، لذا نجد أن التبليغيبن أو الأحباب يتجولون بكامل الحرية في بلدان الكفر وهم محل ترحيب وعناية حتى في أوساط دولة يهود التي تحتل فلسطين حيث يدخل التبليغيون ويخرجون ويسرحون ويمرحون لأنهم لايشكلون خطرا على الديانات الأخرى ، ومعلوم أن المتصوفة هم أذناب المستعمرفي بلاد المسلمين وما واقع العراق وسوريا إلا شاهدا حيّاً على ذلك.
    ولهذا تدفع الميزانيات لتعزيزالفكرالصوفي المؤدي إلى الخذلان والثبورفي بلاد المسلمين ، فمن خلال الصوفية تنتشرالفوضى وينخفض مستوى وحدة الصف بسبب الموالد والتغبيرات! ومراقص الصوفية وماتنطوي عليه من فساد وإفساد نسأل الله العافية والسلامة.
    تاسعا :
    أفسد ويفسد الأحباب التبليغيون أدمغة الناشئة بالكذب والدجل وما يسمونه بالكرامات والعجائب التي ينسبونها لبعضهم وهي في الحقيقة ترهات من الأبالسة يهدفون بترويجها إلى التشنيع على منهج السلف والتشكيك في صحة المعتقد وقد تحقق لهم مع الأسف الشديد بعض ما يصبون إليه.
    عاشرا :
    الأحبابيون لايصطحبون معهم أي من طلبة العلم القادرين على تمحيص الحقائق واستنباط الأحكام ، في الوقت الذي يحرصون على دعوة من يأمنون أنه مشايعا لجهلهم مصغيا لمقاصدهم موافقا لأهوائهم.
    حادي عشر:
    يتبجح بعض الأحباب بذكر معاصيهم متجاهلين ماورد من أدلة صريحة عن المجاهرة ، وحجتهم في ذلك أنهم يريدون أن يبينوا للناس مايعتبرون ويتعضون به!!! ، يساعدهم في ذلك وسائل إعلامية مسموعة ومقرؤه و(مرئية وهي الأخطر) ، بهذا نجد أنهم أصبحوا اليوم بلا شك يشكلون خطرا داهما يفرض المواجهة التوعوية التثقيفية لكشف هذا الخطرالعقدي والتحذير منه.
    ثاني عشر:
    الأحبابيون يدلسون على الناس بأن فتاوى علماء الأمة عن التبليغيين إنما هي خاصة بالتبليغيين العجم ، والصحيح أن جماعة الأحباب أوالتبليغيين العرب هم أخطرمن العجم لأن الإصغاء والقبول منهم في البلاد العربيه أوسع أنتشارا مما لو كان الداعين إلى الضلال والإنحراف من الأعاجم ، ومن قال بأن الأحباب ليسوا تبليغيين فإنه " يضحك علينا وعلى نفسه لا أضحك الله سِنّه".

    ردحذف

  93. الأحباب يتداولون مقتطفات من كتاب " المهنّد على المفنّد" لمؤلفه خليل السهانفوري الذي يقول فيه (ص 45 – 46) " إن محمد بن عبدالوهاب والوهابية من الخوارج واستباحوا قتل أهل السنه ،ويستحلون دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم ".
    هذا الكتاب وقع عليه وقرّظه خمسة وستون من كبار شيوخ الأحباب التبليغيين القبوريين!!!.
    ثانيا :
    يقول الأحبابي التبليغي"النصّاب!" حسين بن أحمد المدني في كتابه ( الشهاب الثاقب)(ص 42):
    "إن محمد بن عبدالوهاب كان يحمل خيالات باطلة وعقائد فاسدة حارب أهل السنة قتلهم واغتنم اموالهم".
    إذاً الأحباب جماعة تمثل الفكرالتبليغي المنحرف في بلاد الحرمين الشريفين ، وإذا تمعن المعنيون بثقافة الأمة في موقف الأحباب من الإستغاثة بغيرالله والإستغاثه بالأموات ووصفهم بعض المخلوقين بأنهم غوث وموقفهم - الأحباب التبليغيين - من وحدة الوجود وأن الله كما يقولون في كل مكان وعقيدتهم في علم الغيب وما يظنون أنه علم لبعض المخلوقات عنه ، ومايقولون أنه رؤية لبعض مشائخهم في الدنيا لأمواتهم في الآخره ! ، وموقفهم من التصوف وانتقال النسبة وإلقاء التوجه وقضية غلبة الحال والقطبية والتجليات الإلهية والعراك والمصارعة مع الخالق سبحانه وتعالى! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، وموقفهم من القبور والقبوريين وموقفهم من الحديث تصحيحا وتضعيفا ومايقولون أنه تكلم الكعبه وأمور يصعب حصرها.
    أقول من يتمعن بهدؤ في مثل ماذكر يتضح له أن جماعة الأحباب جماعة مجرمة خبيثة المعتقد سيئة التوجه مشبوهة المقاصد والأهداف حتى وإن اقتضت مصلحتهم في البدايةً عدم إظهار بعض مماذكر لاعتبارات مرحلية تتطلبها تقديرات الموقف عندهم.
    لذا فإن من ساندها أو رضي عنها أو لمّع لها إنما هو في ماذكر جزء لايتجزأ من هذ الإجرام العقدي، سواءً كانت تلك المساندة أو الرضا عبرالشبكة العنكبوتية أو في قناة فضائية أو في صحيفة مقرؤه أو في إذاعة مسموعه ، نسأل الله العافية والسلامه.
    فياشباب الإسلام إحذروا الأحباب وحذّروا منهم ، وياعلماء الأمة نحن أمانة في أعناقكم ، الأحباب الذين هم جماعة التبليغ أفسدوا المعتقد ونشروا ثقافة قلة الحرص على ماصح من الأحاديث وهوّنوا على العامة خطر ممارسات الصوفية وأشاعوا الجفا والكراهية ضد علماء السلف وزرعوا فتنة البيعة لغير ولي الأمر وميّعوا أصلا من أصول الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجرّموا من يفكر في منهج الأحباب من أتباع الجماعه نفسها ، وجعلوا لهم علماء يسمونهم بالربانيين لايسألون إلا هم ، وأوهموا العوام بقبول الأعمال مع أن ذلك في علم الغيب متجاهلين خطرتزكية المسلم لنفسه أو لغيره ، وجعلوا من المسلمات لديهم الدعاء بعد صلاة العصر والمداومة اليومية على قراءة سورة يس ، وسنّوا في الدين ماليس فيه بمايسمونه الأعمال الخمسة وهي:
    - جولتين في الأسبوع (مقامية وانتقاليه)!!!
    - وحلقتين تعليم إحداهما في البيت والأخرى في المسجد من كتاب رياض الصالحين

    ردحذف
  94. إن علماء الامة مطالبين بالذب عن التوحيد وصفاء العقيدة بكشف ممارسات جحافل الأحباب الذين هم جماعة التبليغ أولئك الذين لم يسلم منهم حتى الإستغفار.
    إن هذه الفرقة الخطيرة وما تمارسه من إصرار على عدم إنكار المنكر وفقا لما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم لهي فرقة هادمة للعقيدة محاربة للحق موالية للباطل وأهله.
    إن الحرب على السلفية قائمة من جهات تختلف في وسائلها وتتفق في أهدافها ، من هذه الجهات جماعة الأحباب الذين هم جماعة التبليغ بما يمارسونه من تشكيك في علماء السلف ومن إلصاق التهم بهم وأنهم ينفرون الناس من الدين.
    تلك نظرة عابره على بعض مواقف الأحباب التبليغيين في بلادنا ، فهل من الواجب على الإخوة في "بيشه نت" أن يحجبوا مثل هذه التنبيهات وغيرها ويسمحوا لبعض الكتابات الأخرى التي سنبينها في موضوع مستقل لكي تتضح الصوره فلربما مبلغ أوعى من سامع.
    وللإنصاف فإننا لا نتهم الصالحين في"بيشه نت" بالأحبابية لكن إصرارالموقع على حجب الموضوع يجعلنا نظن وبعض الظن إثم وفي النفس شيء حتى يثبت العكس!
    نسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين من كل شر وأن يوفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لكل خير وأن يشد أزره بنائبيه وإخوانه وكل مخلص لهذا الدين وهذه البلاد ، كما نسأله جل شأنه أن يغفرللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وأن يوفق علماءنا لما يحب ويرضى ، وأن يرزقنا سلامة المعتقد ووضوح المنهج.
    اللهم احفظ بلادنا من ظلمات التفجيريين التكفيريين واحفظها من حقد التنويريين العصرانيين المستغربين الليبراليين واحفظها من "السفهاء المضحوك عليهم الذين يرون بأن بلادنا دارحرب وأن مملكتنا أرض جهاد"واحفظها من جحافل الأحباب المتلونين .
    لكم مني أطيب تحيه والله يحفظكم ويرعاكم
    والسلام عليكم

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©