بل هي غاية الرسالات وثمرتها ، قال تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته
ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )
وقال أيضاً :
( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته
ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين )
ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين )
فمن نعم الله سبحانه وتعالى التي تستوجب الحمد والشكر انه منّ علينا ببعثه للنبي صلى الله عليه وسلم
الذي من مهامه عليه الصلاة والسلام :ـ
1- قراءة آيات الله وهذه نعمة كبرى إذ نسمع كلام الله على لسان بشر منا
2 - يُزكّي هذه الأمة بما يقرأ عليها وبما يوحى إليه
3- يُخرج هذه الأمة من ظلمات الجهالة وذلك بتعليم الكتاب والحكمة
الكتاب : هو القرآن & الحكمة : العلم النافع
والسؤال : ماهي التزكية ؟!
تزكية النفوس هي تطهيرها وتطبيبها وتنقيتها من قبائحها
فالنفس الزكية هي الطيبة الطاهرة البعيدة عن كل دنس النفوس من غش وحقد وحسد وظلم
يقول العرب : زكا الزرع : إذا نما وأينع
والرائحة الزكية هي الطيبة ، قال تعالى : ( ونفسٍ وما سوّاها ) ، والنفس الزكية : هي الطيبة الطاهرة النقية
قال تعالى : ( والشمس وضحاها.والقمر إذا تلاها ، والنهار إذا جلاها ، والليل إذا يغشاها ، والسماء ومابناها
والأرض وماطحاها ونفسٍ وماسواها ، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دسّاها )
صلى الله عليه سلم ، وقد دعا موسى عليه السلام فرعون الطاغية إلى التزكية ..
قال تعالى :
هل أتاك حديث موسى ، إذ ناده ربه بالواد المقدّس طوى ، اذهب إلى فرعون إنه طغى
فقل هل لك إلى ان تزكّى ، واهديك إلى ربّك فتخشى ، فأراه الآية الكبرى )
ومن قصة موسى نستخلص عدة أمور تفيدنا في الدعوة إلى الله تعالى أن دعوة الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم ، هي دعوة الرسل جمعاء وهي الدعوة إلى التحلّي بالفضائل والتتطهر من الرذائل
صلى الله عليه وسلم ، هي دعوة الرسل جمعاء وهي الدعوة إلى التحلّي بالفضائل والتتطهر من الرذائل
فالتزكية تعني أمرين : الطهارة + النمو والارتقاء بأخلاقنا وأعمالنا
التزكية : طهارة + نمو
- طهارة من الشرك والنفاق والكفر
- نمو إلى الإيمان والصلاح وخشية الرحمن
كفر إعتقادي : الإعتقاد بأي عقيدة مكفّرة
كفر قولي : كل قول فيه إعتراف بعقيدة مكفرة
كفر فعلي : كل عمل يعتبر علامة على عقيدة مكفّرة
الشرك وهو اتخاذ لله تعالى نِد أو مثيل في الذات أو الصفات أو الأفعال أو العبادة من تعظيم وخضوع
وأنواعه :
الشرك الظاهر : يكون الند واضح كعبادة صنم أو عبادة الشمس أو الشيطان
الشرك الخفي : وهو الرياء ويتلبس على كثير من الناس
فهو أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء
كالحلف بغير الله والذبح لغير الله والإستغاثة بغير الله والسحر شرك والدعاء عند القبور شرك ( شرك خفي أكبر)
الرياء والنفاق (شرك خفي أصغر)
قال الفضيل بن عياض :
العمل لأجل الناس شرك ، وترك العمل لأجل الناس رياء ، والإخلاص أن يعافيك الله فيهما
فمن عزم على عبادة فتركها خوف من الناس فهو مراءٍ إلا أن يتركها ليفعلها في خلوة فهو مستحب
أعاذنا الله تعالى من الشرك الأكبر والأصغر
والرياء : أن يعمل المرء ليراه الناس أو يعمل العمل ويخبر الناس لأجل تعظيمهم له أو لجلب الخيرات منهم
النفاق : من نفق الجرح أي تقشّر وظهر وانكشف
والمنافق هو الذي ستر كفره وأظهر إيمانه ، وهو على نوعين :
عقيدي : وهو إظهار الايمان مع تكذيب باطني
عملي أو فعلي : مثاله ( خيانة الأمانة + الكذب + خلف الوعد )
الدعوة إلى التزكية توصل إلى الخشية من الله تعالى
تزكّى ـــــــــــ فتخشى
فالواجب من دعوتنا إرشاد العباد إلى معرفة الله تعالى وتوحيده فتطهر النفس بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى
والبدء بأداء الطاعات وترك المحرمات واجتناب مانهى وهذا لايكون إلا إذا حدثت الخشية
أصناف العباد ثلاثة :
راشد : عرف الله تعالى واتّبعه ( من المهتدين )
غاوٍ : عرف الحق ولم يتبعه ( من الجاحدين)
ضال : لم يعرف الحق ولم يتبعه ( من الجاحدين )
والواجب دعوتهم لتزكية أنفسهم بتطهيرها عن طريق التوبة وإنمائها عن طريق الاستقامة على الكتاب والسنة
3- وسائل التزكية هي ( فأراه الآية الكبرى )
- العلم النافع
- البينات والدلائل على قدرة الله من خلال المعجزات
- ترويض النفس على طاعة الله تعالى عن طريق التدريب
- الاقتداء بالرسول الكريم من أقوال او أفعال او اعتقاد وبالصحابة والتابعين
مثال فيه ملخص لما سلف نختم به بإذن الله ،،،
1- لدينا ماء نظيفة وكأس فارغة .
نسكب بها الماء النظيفة ، فتبقى الماء نظيفة ، نسكب إلى أن تطفو فتنفع من حولها من الخيرات
وهذا حال المؤمن ...
قلبه سليم نملؤه بحب الله تعالى وحب الرسول صلى الله عليه وسلم ( العلم النافع ) + ( القلب سليم )
فينفع وينتفع ، انتفع بالثواب فزكّى نفسه وانتفع مجتمعه بنشر الصلاح بين الناس
2- الكأس فيها وسخ وشوائب .
نسكب فيها ماء نظيفة فتمتلئ وتطفو بالماء العكر الذي لاينفع فلايمكن الشرب منه ولاينتفع من حوله
مثاله : الضال الذي بقلبه الكثير من المعتقدات الخاطئة والغير سليمة التي لاتوافق الكتاب والسنة
فنجده صاحب هذا القلب مليء بالعلم يعرف فقه الكلام والحديث
لكنه للأسف ينشر الضلال بين الناس ، فلا انتفع بالثواب ولانفع بنشر الصلاح بين الناس
وشأنه شان المثال الثالث
3- كأس فارغ أجوف .
قد سكبنا فيه ماء وسخة حتى امتلأ وفاض منه الماء الوسخ فلانفع ولا انتفع على العكس أضرّ بنفسه ومن حوله ...
ومثاله : الجاحد الذي لاانتفع بمانضح ولانفع بما أفرغ بل نشر الفساد والرذيلة
في الحالة الثانية ،،،
يجب تنظيف الكأس قبل ان نسكب بها الماء النظيفة ، ننظف القلب من المعتقدات الخاطئة ثم نملؤها من جديد
في الحالة الثالثة ،،،
الواجب البحث عن منهل نظيف نملأ به الكأس المنهل النظيف يكون بالعلم النافع الذي ينفع ديننا ودنيانا
والله أعلم
ليست هناك تعليقات