ذكر أبو الفرج ابن الجوزى ، أن امرأة جميلة كانت بمكة ، وكان لها زوج فنظرت يوماً إلى وجهها فى المرآة !!!
فقالت لزوجها : أترى أحداً يرى هذا الوجه ولا يُفتن به ؟
قال : نعم
قالت : من هو ؟
قال : عبيد بن عمير
قالت : فائذن لى فيه فلأفتننه
قال : قد أذنت لك
فأتته كالمستفتية ، فخلا معها فى ناحية من نواحى المسجد الحرام ، فأسفرت عن وجه مثل فلقه القمر
فقال لها : يا أمة الله استترى
فقالت : إنى قد فتنت بك
قال : إنى سائلك عن شىء ، فإن أنت صدقتينى نظرت فى أمرك ...
قالت : لا تسألنى عن شىء إلا صدقتك
قال : أخبرينى لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضى لك هذه الحاجة ؟!
قالت : اللهم لا
قال : صدقت
ثم قال : فلو دخلت قبرك ، وأجلست للمسألة أكان يسرك أنى قضيتها لك ؟!
قالت : اللهم لا
قال : صدقت
ثم قال : فلو أن الناس أعطوا كتبهم ، ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أنى قضيتها لك ؟!
قالت : اللهم لا
قال : صدقت
ثم قال : فلو أردت الممر على الصراط ، ولا تدرين هل تنجين أولا تنجين ، أكان يسرك أنى قضيتها لك ؟!
قالت : اللهم لا
قال : صدقت
ثم قال : فلو جىء بالميزان وجىء بك ، فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل ، أكان يسرك أنى قضيتها لك ؟!
قالت : اللهم لا
قال : صدقت
ثم قال : اتقى الله ، فقد أنعم وأحسن إليك
فرجعت المرأة إلى زوجها ، فقال : ما صنعت ؟
قالت : أنت بطال ونحن بطالون ، ثم أقبلت على الصلاة والصوم والعبادة
فكان زوجها يقول : مالى ولعبيد بن عمير أفسد علىَّ امرأتى ، كانت فى كل ليلة عروساً فصيرها راهبة ....
( روضة المحبين للإمام ابن الجوزى – رحمه الله – ص / 340 )
ليست هناك تعليقات