مساحة إعلانية

الرئيسية / / تدوين السنة : 3- كتابة الحديث في جيل التابعين فمن بعدهم

تدوين السنة : 3- كتابة الحديث في جيل التابعين فمن بعدهم


لازلنا مع السنة النبوية الشريفة ضمن موضوعات المدرسة الإسلامية تنقلها لكم مدونة المنهاج الدعوية

ونحن فى آخر دروس المستوي الأول وتدوين السنة ألا وهو كتابة الحديث في جيل التابعين فمن بعدهم .


http://img442.imageshack.us/img442/175/sitep1349775979.jpg

امتنع بعض كبار التابعين عن الكتابة مثل :

عبيدة بن عمرو السلماني ( ت 72 هـ ) ، وإبراهيم بن زيد ( ت 93 هـ )

وإبراهيم بن يزيد النخعي ( ت 96 هـ ) ، وعامر الشعبي ( ت 103هـ )

ولكن البعض الآخر منهم كان يكتب الحديث مثل :


سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب ( ت 94 هـ ) ، وعامر الشعبي ، والضحاك بن مزاحم ( ت 105 هـ )

والحسن البصري ( ت 110 هـ ) ، ومجاهد بن جبر ( ت 103 هـ ) ، ورجاء بن حيوة ( ت  112هـ )

وعطاء بن أبي رباح ( ت 114هـ ) ، ونافع مولى ابن عمر ( ت 117 هـ ) ، وقتادة السدوسي ( ت 118 هـ )

وبرز من جيل التابعين عدد من العلماء الذين اهتموا بكتابة الحديث واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها ، مثل :‏

أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي ( ت 126 هـ )

الذي كتب بعض حديث الصحابي جابر بن عبد الله وحديث غيره
‎‎
وأبي العشراء الدارمي : أسامة بن مالك
‎‎
وأيوب بن أبي تميمة السختياني ( ت 131 هـ )‏
‎‎
وأبي بردة بريد بن عبدالله بن أبي بردة
‎‎
وحميد بن أبي حميد الطويل ( ت 143 هـ )
‎‎
وهشام بن عروة بن الزبير ( ت 146 هـ )
‎‎
وأبي عثمان عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ( ت 147 هـ )

وقد حملت كراهية بعض التابعين للكتابة على أنهم كرهوا تدوين آرائهم وفتاويهم مع الحديث

وكذلك خوفهم من الاعتماد على الكراريس وإهمال الحفظ .‏


‎‎ وقد سعى عبد العزيز بن مروان والي مصر ( وليها من سنة 65 هـ إلى سنة 85 هـ )

إلى جمع الحديث وتدوينه فكتب إلى كثير بن مرة الحضرمي الذي أدرك سبعين بدرياً أن يكتب له ما سمعه

من أحاديث الصحابة سوى أبي هريرة لأن حديثه كان مجموعا عنده ، ولكننا لا نعلم شيئا عن نتيجة هذه المحاولة .


ثم جاء ابنه عمر بن عبد العزيز بن مروان إلى الخلافة ، فكتب إلى أبي بكر بن حزم عامله على المدينة :

انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو سنة ماضية  أو حديث عَمْرة فاكتبه

فإني خفت دروس العلم وذهاب أهله "
وأراد منه أن يكتب ما عنده عَمْرة بنت عبد الرحمن الأنصارية ( ت 98 هـ )

والقاسم بن محمد بن أبي بكر ( ت 120 هـ )


وكتب عمر إلى علماء المدن الإسلامية الأخرى : " انظروا إلى حديث رسول الله فاجمعوه  "


ولكن عمر بن عبد العزيز عاجلته المنية قبل أن يبعث إليه أبو بكر بن حزم بما جمعه !!!

وعلى أية حال فإن هذا الجمع لم يكن شاملاً .‏


أما المحاولة الشاملة فقد قام بها إمام جليل آخر هو ابن شهاب الزهري ( ت 124 هـ )

حيث استجاب لطلب عمر بن عبد العزيز ، وكان شغوفاً بجمع الحديث والسيرة فجمع حديث المدينة

وقدمه إلى عمر بن عبد العزيز الذي بعث إلى كل أرض دفتراً من دفاتره .

وكانت هذه هي المحاولة الأولى لجمع الحديث وتدوينه بشمول واستقصاء وبذلك مهد الطريق لمن أعقبه

من العلماء المصنفين في القرن الثاني الهجري حيث نشطت حركة تدوين الحديث ودأب العلماء على ذلك .

وكان لفشو الوضع في الحديث أثر في تأكيدهم على التدوين، حفظاً للسنة ومنعاً للتلاعب فيها .‏


وممن اشتهر بوضع مصنفات في الحديث : ‏

1. محمد بن إسحاق ( ت 151 هـ ) بالمدينة

وهو : صاحب السيرة النبوية المشهورة باسمه ، وقد اختصرها ابن هشام .‏

‎2. الإمام مالك بن أنس ( ت 179 هـ ) بالمدينة حيث صنف ( الموطأ )

"وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز " وهو مطبوع .‏

‎3. عبد الله بن المبارك ( ت 181هـ ) بخراسان

‎4. عبد الرزاق بن همام الصنعاني ( ت 211 هـ ) في كتابه الشمهور ( المصنف )

‎5. سعيد بن منصور صاحب السنن . وهو مطبوع باسم : سنن سعيد بن منصور

‎6. ابن أبي شيبة صاحب المصنف المعروف بمصنف أبي شيبة    ‏

‎‎ ‏" وكانت طريقتهم في جمع الحديث أنهم يضعون الأحاديث في باب واحد، ثم يضعون جملة من الأبواب

بعضها إلى بعض ويجعلونها في مصنف واحد ، ويخلطون الأحاديث بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين "

وقد حملت هذه المصنفات الأولى عناوين مثل (مصنف ) و (سنن ) و (موطأ ) و (جامع )

وجمعت مادتها من الأجزاء والصحف التي دونت قبل مرحلة التصنيف .‏

‎‎ وفي القرن الثالث الهجري استمر نشاط العلماء في التدوين ...

وبدأوا يقصرون المصنفات على الأحاديث حاذفين أقوال الصحابة والتابعين من كتب الحديث

وقد رتبوا الأحاديث على طريقة المسانيد بأن جمعوا أحاديث كل صحابي على حدة وإن تباينت المواضيع التي تناولتها

وممن عرف من أوائل المصنفين للمسانيد :‏

‎1. أبو داود الطيالسي ( ت 204 هـ )

‎2. عبد الله بن الزبير الحميدي ( ت 219 هـ )

‎3. أحمد بن حنبل ( ت 240 هـ ) وهو المسند المشهور المتداول

‎4. خليفة بن خياط ( ت 240 هـ )

‎5. عبد بن حميد ( ت 249 هـ )

‎6. عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ( ت 255 هـ ) طبع منه المجلد الأول

‎7. أبو بكر أحمد بن عمرو البزار ( ت 292 هـ )‏

‎8. أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ( ت 327 هـ )

‎9. أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح الشاشي ( ت 335 هـ ) في المسند الكبير

‎‎ وقد وصلت إلينا بعض هذه المسانيد ولا يمكن الجزم بفقدان المصنفات والمسانيد الأخرى

فهناك الألوف من المخطوطات العربية في مكتبات اسطنبول والمغرب والمكتبات الأخرى في أرجاء العالم

التي لا توجد لدينا فهارس شاملة عن بعضها وقد يكون فيها بعض المصنفات والمسانيد التي نحسبها مفقودة .‏

‎‎ وعلى أية حال فإن هذه المسانيد لم تقتصر على جمع الحديث الصحيح ، بل احتوت على الأحاديث الضعيفة أيضاً

مما يجعل من الصعوبة الافادة منها إلا من قبل العلماء المتضلعين في الحديث وعلومه .

وكذلك فإن طريقة الترتيب تجعل من الصعوبة الوقوف على أحاديث حكم معين لأنها لم ترتب على أبواب الفقه

مما حدا بالإمام محمد بن إسماعيل البخاري ( ت 256 هـ )

إلى تصنيف كتابه ( الصحيح ) الذي يقتصر على الأحاديث الصحيحة وإن كان لا يستوفيها جميعاً

وجرى على منواله الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري ( ت 361 هـ ) في صحيحه

وقد رتبا صحيحهما على أبواب الفقه تسهيلاً على العلماء والفقهاء عند الرجوع إليهما في حكم معين .‏

‎‎ وقد اعتبر العلماء صحيحي البخاري ومسلم أصح كتب الحديث ...

وقد اعتمد كل منهما في تصنيف كتابه على كتب المسانيد وصحف الحديث الأخرى التي تلقاها سماعاً عن شيوخه

الذين صنفوها أو نقلوها عن مصنفيها بإسنادهم إليهم ، إضافة إلى الروايات الشفهية التي أضافها كل من

البخاري ومسلم إلى صحيحيهما وبذلك حفظا مادة كثير من كتب المسانيد المفقودة .‏


‎‎ وقد تابعهم في الترتيب على أبواب الفقه معاصروهم والمتأخرون عنهم مثل : ‏

1. ابن ماجة : محمد بن يزيد ، ( ت 273 هـ ) في سننه

‎2. أبو دواد : سليمان بن الأشعث السجستاني ، ( ت 275 هـ ) في السنن‏

‎3. الترمذي : محمد بن عيسى بن سورة السلمي ، (ت 279 هـ ) في جامعه

4. النسائي : أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي ، (ت 303 هـ ) في سننه
‎‎ وقد اعتبر العلماء القرن الثالث أسعد عصور السنة وأزهاها !!!
ففيه دونت الكتب الستة التي اعتمدتها الأمة ونشطت رحلة العلماء وكان اعتمادهم على الحفظ والتدوين معاً

فكان النشاط العلمي قوياً خلاله ، فبرز العلماء والنقاد وتجلت ثمار هذا النشاط في تدوين الصحاح .

وقد اقتصر دور العلماء في القرون التالية على الجمع بين كتب السابقين أو اختصارها بحذف الأسانيد أو تهذيبها

أو إعادة ترتيبها ، وهكذا أنصب اهتمامهم على الكتب المدونة ، وقلت بينهم الرواية الشفهية

لذلك اعتبر الحافظ الذهبي رأس سنة ثلثمائة للهجرة الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين من نقاد الحديث . ‏

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjO4zcqT8tCLAOFpj_E1ySku7mOss2oXDASeumfgMvlJvTtlaoRAL4UtNaug2tuNtLa9qZm7MF9rgZSXwIKYivN-c3AzFwtXMudXw-RuW8-WpRks_zbPkNu8_OfQ8ci9E9iX4i8xmZzPEw/s1600/separator.png%22

المراجع العلمية للمستوى الأول :
- بحوث في تاريخ السنة المشرفة ، د.أكرم ضياء الدين العمري ‏

‎‎ - قواعد التحديث ، للشيخ جمال الدين القاسمي

‎‎ - الحديث والمحدثون ، للشيخ محمد أبو زهو ‏

‎‎ - دراسات في الحديث ، النبوي للأعظمي ‏

‎‎ - صحائف الصحابة ، للشيخ الصويان

‎‎ - مختصر الصواعق المرسلة ، للبعلي الحنبلي

‎‎ - الحديث الضعيف ، للشيخ د. عبدالكريم الخضير

‎‎ - تيسير مصطلح الحديث ، للشيخ محمود الطحان

‎‎ - تدوين السنة النبوية ، للشيخ د. أحمد مطر الزهراني

‎‎ - السنة قبل التدوين ، للدكتور محمد عجاج الخطيب ‏

‎‎ - معرفة النسخ والصحف الحديثية ، للشيخ د. بكر بن عبد الله أبو زيد ‏
شارك المقال

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©