ذكرنا في الموضوع السابق الأفات التى تواجه الدعاة في طريق الدعوة
ومنها عقبات على طريق الدعوة وعقبات تعيق الداعي وذكرنا أن العقبات على طريق الدعوة منشؤها خارجي
من المحيط الذي يحيط بنا ، المجتمع ، العالم العربي والغربي ...
واليوم مع العقبة الأولى على طريق الدعوة وهي ..
العقبة الأولى : أعداء الإسلام في الداخل والخارج
وهي من أخطر العقبات الخارجية التي ستعترض طريق الداعية إلى الله على طول الطريق
فإن الإسلام منذ أن بزغ فجره وأشرق نوره في أرض الجزيرة وهو مستهدف من قبل أعدائه
الذين لا يتفقون إلا على شيء واحد وهو القضاء على الإسلام واستئصال مكانتهم وهيبتهم .
كما نرى بالمثال : نشبه أعداء الإسلام بالجبال العالية ، وكثرة أهل الباطل بالتلال أو الجبال الصغيرة ، والأسهم هي الغزو الفكري |
ومن أهم الوسائل التي يتبعوها خذلهم الله تعالى :
1- القضاء على الحكم الإسلامي :
ونسجل بكل حسرة ومرارة بأنهم نجحوا بذلك من خلال فصل الدين عن الدولة
وإسقاط الخلافة الإسلامية في أوائل هذا القرن على يد العميل الخائن لأمته ودينه ( كمال أتاتورك )
في معاهدة الذل والعار ( معاهدة لوزان 1922)
التي أعلن فيها إلغاء الخلافة الإسلامية وإعلان علمانية الدولة
وشل حركة الدعاة المسلمين واستبدال الدستور الشرعي بالدستور المدني الوضعي
وإلغاء المعاهد الشرعية ومسخ الهوية الإسلامية ورفع الأذان باللغة التركية وتسوية الرجل بالمراة في الميراث
واستبدال الحروف العربية باللاتينية وجعل يوم الأحد عطلة رسمية بدلاً عن الجمعة
وبذلك تمزقت الأمة الإسلامية إرباً إرباً وصارت مطمعاً لكل معتدٍ ومحتل
2- القضاء على القرآن الكريم :
لأنه مصدر عز الأمة وشرفها ..
وهو الذي حول المسلمين في أرض الجزيرة من رعاة للغنم إلى سادة وقادة لجميع الأمم
قال تعالى : ( إنّا نحنُ نزَّلنا الذّكرَ وإنّأ لهُ لحافظون )
فما حفظه إلا الله تعالى ولا يمكن لأحد على وجه الأرض أن يضيعه طالما هو بحفظ الله تعالى
وحفظه منا يكون بحفظ حروفه وحدوده
فقد قال المنصِّر الصليبي الحقود :
( يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه حتى نقضي عليه تماماً
يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً وأن الجديد ليس صحيحاً )
ويقول المنصِّر الصليبي ، وليم جيفورد بالكراف :
( متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب
يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه )
ويقول جلاد ستون رئيس وزراء انجلترا سابقاً :
( مادام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين
فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان )
3- تشويه وتحريف التاريخ والفكر الإسلامي :
وذلك لفصل المسلم عن تاريخه المجيد وماضيه المشرق ولتشكيكه في انتمائه ولمسخ هويته وزعزعة عقيدته
فقد روجوا أفكار خطيرة ونشروها في التاريخ منها :
إحياء الفكر الوثني الإلحادي
إحياء الفكر الفلسفي في جانب التوحيد والدعوة إلى وحدة الوجود والحلول والاتحاد والإشراق وغيرها
إحياء الفكر الشعوبي الباطني الخبيث وتجديد التفسير للقرآن الكريم من خلاله
إحياء فكر القرامطة
إحياء الفكر المعتزلي
تزييف كتابة التاريخ الإسلامي
وغيرها من مؤامرات التشويه والتشكيك لإخراج المسلم عن دينه في النهاية
يقول المنصِّر الحقود زويمر :
إن للتبشير بالنسبة للحضارة الغربية مزيتين : مزية هدم ، ومزية بناء
أما الهدم فنعني به انتزاع المسلم من دينه ولو بدفعه إلى الإلحاد
وأما البناء فنعني به تنصير المسلم إن أمكن ليقف مع الحضارة ضد قومه
4- القضاء على وحدة المسلمين :
وتمزيق صفهم وتفتيت دولهم وبث روح التناحر والتنازع على حدودهم
وإحياء روح العنصرية الجاهلية البغيضة بين شعوبهم وأبناء الشعب الواحد من خلال أسرهم وعائلاتهم
ليظلوا ضعفاء متفرقين لاوزن لهم ولا تأثير
5- الدعوة إلى الإباحية المطلقة لهدم الأسر المسلمة وتدمير الأخلاق
وفي إحدى بروتوكولات صهيون هذا السم الزعاف يقول :
(( يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا إن فرويد منا
وسيظل يعرض العلاقات ( المحرمة) في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس
ويصبح همه الأكبر إرواء غرائزه ( الحيوانية ) وحينئذ تنهار أخلاقه ))
وإن من أهم مخططاتهم القضاء على الصحوة الإسلامية التي بدأت تنتشر في كل بقاع العالم
وبفضل الله تعالى فلنحذر وننتبه من هذه العقبة الخطيرة ، ولاشك أن تشخيص الداء هو نصف الدواء
فلنتزود بزاد الداعية الذي أسلفنا ذكره حتى نتجاوز هذه العقبات الثقيلة بعون من الله تعالى
ليست هناك تعليقات