كانت العقبة الأولى على طريق الدعوة هي أعداء الإسلام في الداخل والخارج
وذكرنا الوسائل ومخططاتهم التى يتبعونها للقضاء على الصحوة الإسلامية التي بدأت تنتشر في كل بقاع العالم
ونحن هنا بصدد العقبة الثانية في طريق الدعوة ، وهي :
كما نرى بالمثال : نشبه أعداء الإسلام بالجبال العالية ، وكثرة أهل الباطل بالتلال أو الجبال الصغيرة ، والأسهم هي الغزو الفكري |
كثرة أهل الباطل وظهورهم ، وقلة أهل الحق وابتلائهم
وهذه العقبة من أشد العقبات فتنة لأنها تواجه أهل الحق
فهم يرون إقبال الدنيا على المبطلين ويرونهم ناجحين ومرموقين تهتف لهم الدنيا
وتصفق لهم الجماهير وتصاغ لهم الأمجاد وتذلل لهم الصعاب وتيسر لهم الأسباب وتفتح لهم الأبواب
بينما أهل الحق يتعرضون للأذى والفتن والصعاب ، إنها فتنة كبيرة تعصف بالقلوب القلقة
ولا يثبت لها إلا أصحاب القلوب الحية السليمة العامرة بالإيمان واليقين بالله تعالى .
قال تعالى : (( وماأكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ))
وقال تعالى : (( وإن تُطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))
وقال تعالى : (( لقد جئتكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ))
فقد ذم الله تعالى في القرآن الكريم أهل الباطل رغم كثرتهم وأثنى على المؤمنين رغم قلتهم
قال تعالى : (( وما آمن معه إلا قليل ))
قال تعالى : (( وقليلٌ من عبادي الشكور ))
قال تعالى : (( فلما كتب عليهم القتال تولّوا إلا قليلاً منهم ))
وفي الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( عُرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط ... والنبي ومعه الرجل والرجلان .. والنبي وليس معه أحد ))
ورحم الله الحسن البصري إذ يقول :
السنة والله الذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي فاصبروا علها رحمكم الله
فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى وهم أهل الناس فيما بقي وهي الفئة الغالبة المنصورة بإذن الله
قال تعالى : (( كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كبيرة بإذن الله ))
وفي الحديث الصحيح : عن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله
لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ))
نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وأن يثبتنا ويزيدنا إيماناً ويقينا
ليست هناك تعليقات