عندما استيقظ الأوربيون من رقادهم الطويل أمام المد الإسلامي الهائل الذي غمر الكون كالشمس
وبدأ ينتشر في أرجاء الدنيا ، حتى وصلت أقدامهم إلى إيطاليا وأسبانيا وحدود الصين وروسيا
حتى قام الخليفة العباسي هارون الرشيد يخاطب السحابة في كبد السماء يقول لها :
أيتها السحابة أمطري حيث شئت فإن خراجك سيحمل إلينا إن شاء الله
ومن هنا انتفض الأوربيون وأعوانهم انتفاضة رجل واحد للقضاء على هذا المارد العملاق
فتوالت هجماتهم وحملاتهم الصليبية المتكررة التي لم تزد المسلمين إلا عزماً على النصر أو الشهادة في سبيل الله
وفشل أسلوب الحديد والنار ..
 |
| كما نرى بالمثال : نشبه أعداء الإسلام بالجبال العالية ، وكثرة أهل الباطل بالتلال أو الجبال الصغيرة ، والأسهم هي الغزو الفكري |
ففكر أعداء الإسلام بغزو من نوع جديد مختلف عن الغزو العسكري العسكري وهو الغزو الفكري
الذي حلّ محله ونجح في أن يوجد جيلاً نشأ في مدارس أعداء الدين وشرب من منابعهم وحجّ إلى قبلتهم
يسبحون بحمد أوربة ، ويهتفون باسم الغرب فمسخت هوية هذا الجيل وزرعت فيه بذور الإلحاد والتشكيك بالدين
وبذلك أخرجوا للعالم أجيال تغريبيين أعشى ابصارهم الحضارة الغربية المادية المذهلة ، في نفس الوقت
الذي بدأ المسلمون يتخلّون عن إسلامهم وحضارتهم التي أشرق العالم بنورها وصار عبيد الغرب ينشرون
سمومهم في عقول الشباب المسلم على أن هذه السموم هي سر الحياة وإكسير السعادة وقارب النجاة
هذه العقبة هي من أفسد العقبات على الإطلاق ومن أشدها ضراوة ومواجهة للدعوة إلى الله تعالى
وإن إنكار وجودها ليس حلاً على الإطلاق !
بل يجب أن نعترف بها وبوجودها وأنها تعصف بقلوب كثير من المسلمين ثم ننطلق للقضاء عليها
وردها عن الأمة الإسلامية وذلك بغرس العقيدة الصحيحة وصرف العبادة بجميع أجزائها لله تعالى
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( فاروق الأمة ) :
(( لقد كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله ))
ليست هناك تعليقات