مساحة إعلانية

الرئيسية / / خطوات دعوية -26- عقبات تعيق الداعية -3- عقبة العوائق - ثانياً : عائق الشيطان

خطوات دعوية -26- عقبات تعيق الداعية -3- عقبة العوائق - ثانياً : عائق الشيطان



مع العائق الثاني في عقبة العوائق ألا وهو عائق الشيطان وهو بعد عائق النفس

تعريف الشيطان : عدو منظّم ، شديد الذكاء وشديد القوة ، عكس تماماً للعدو الأول - النفس -

ولكن قوّته لا تظهر إلا على قليلي الإيمان ..


فالنفس تريد أمر ما فتبدأ في الإلحاح والهيجان والثوران تريد هذا الأمر


مثلاً : تريد أن تغضب ، تريد وتريد ، إذا لم تهدأ بالوضوء والصلاة ...إلخ

يأتي الشيطان من نقاط الضعف فيقوي شوكتها ويثير رغبتها بالغضب أكثر بالوسوسة وهو سلاحه الأول

لذلك فإن قهر النفس يعين على صد الشيطان بغلق الأبواب كلها بوجهه


فالمؤمن الصادق يحذر من نقاط ضعفه فهي خطوط حمراء ممكن أن يستعملها الشيطان بأي لحظة ضده

فالشيطان عدو له خصلتين ( مضل مبين + مجبول على عداوة الإنسان )

- مضل مبين : فلا أمان له ولا عهد معه ولا سلام


قال تعالى ( أَلم أَعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشّيطان إنه لكم عدو مبين ) ( يس )


- مجبول على عداوتنا : ومنتصب أبداً لمحاربتنا آناء الليل وأطراف النهار يرمينا بسهامه ونحن في غفلتنا


قال تعالى : ( إنَّ الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ) ( فاطر )


خطوات دعوية -26- عقبات تعيق الداعية -3- عقبة العوائق - ثانياً : عائق الشيطان


ومن أعمال الشيطان :


التسويف :

وهو العمل على تأجيل وتأخير العمل الصالح ، يسوف لنا الخير واهماً بأن هذا لمصلحتنا

قال تعالى : ( يَعِدهُم ويُمنّيهم ومايَعِدُهُم الشّيطانُ إلاّ غُروراً ) ( النساء )

ولتجنب هذه الحيلة الشيطانية علينا فوراً إن عزمنا على طاعته أن نسعى إليه فوراً دون تثاقل أو تردّد

يعني تخطيط ثم تنفيذ فوري

حيلة الكمال الزائف :

وهذه الحيلة يجب أن نتجنبها بكل الوسائل لأنها تمكث في لب الإنسان

وذلك بأن يظن نفسه أنه في قمة العلم والإيمان والتقوى وأنه وصل إلى مراتب عالية جداُ في الجنة

وبالحقيقة أنه قد أصيب بمرض يسمى ( الكمال العظيم ) والعياذ بالله أو ( جنون العظمة )

فهنا علينا تجنب المدّاحين الذين يمدحوننا ولا نعينهم أو نشجعهم على المبالغة والاستمرار في المدح

حتى لانفتنهم بنا ولا نفتتن بهم ( جنبنا الرحمن الفتن )

قال الله تعالى : ( ليسَ بأَمانيهم ولا أَماني أَهل الكتاب من يَعملُ سوءاً يُجزَ به ) ( النساء )

فالأمر لا يعود لما يرضينا من أنفسنا وما أوهمه الشيطان لنا أننا قد غفر لنا واننا مؤكد مثوانا الجنة

إنما الأمر يتعلق بالجد والاجتهاد بالطاعة لله تعالى والسعي بكل لحظة من لحظات حياتنا لنيل رضاه

فلا نأمن مكر الشيطان في حيله وخداعه ولا نظن أنه غير موجود أو لايوسوس ويحاول دون ملل إضلالنا وإغوائنا

فإن من أمكر حيل الشيطان أن يقنعنا بعدم وجوده ، وإن التغلب على الشهوات والأهواء ليس لأننا أقوياء

إنما لأنها الشهوات ضعيفة سرعان ماتغلب لو عرفنا كيف نروّض أنفسنا

ـ تضخيم جانب لتسويغ جانب آخر :

وهي من أمكر حيل الشيطان ، وهي نتيجة الفهم الخاطئ للقرآن الكريم

فمثلاً نظن أن الدين هو الأخلاق والأخلاق فقط ، فنعظّم بجانب الأخلاق ونترك جانب الاتباع

أو أن الدين هو الجهاد ثم الجهاد ولا غير الجهاد ..

فنتحرّك للجهاد ونحن لا نملك العدة والعتاد وليس معنا أدوات هذا الجهاد فنكون قد ضيعنا جوانب أخرى من الدين

ننشغل بحفظ القرآن والسعي لنيل الإجازة ..

ولا نهتم بفهم آيات القرآن والعمل بكل آية أحفظها يعني حفظ الحروف والحدود ..

هذه كلها من حيل الشيطان المضل المجبول على كراهية الإنسان

فديننا دين اتباع وأخلاق وجهاد وبناء أمة وتأسيس دولة إسلامية وتربية أجيال توحد الله تعالى وتطيعه

وتعليم وعلم وتقدم وحضارة والتزام بكل صغيرة وكل كبيرة من دين الله تعالى

لتجاوز عائق النفس والشيطان علينا التسلح بجهادهما وهو مراتب :

مراتب جهاد النفس أربعة وهي :

1- أن نجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح إلا به ولا سعادة إلا معه .

2- أن نجاهدها على العمل بالعلم النافع ، فإن العلم بلاعمل كالشرب من غير شراب .

3- أن نجاهدها على الدعوة إلى الله تعالى حتى لا نكون من الذين يكتمون ما أنزل الله تعالى من الهدى والبينات .

4- أن نجاهدها على الصبر لتحمل مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ، والتحمل والصبر يكون لله تعالى .

مراتب جهاد الشيطان وهي مرتبتين :

- جهاده على دفع مايلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك في الإيمان

- جهاده على دفع مايلقي إلى العبد من الإرادات والشهوات

فالجهاد الأول يكون بعده اليقين ، والثاني بعده الصبر

قال تعالى : (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ))

فأخبر سبحانه وتعالى أن إمامة الدين إنما تنال بالصبر واليقين

وأن الصبر يدفع الشبهات والإرادات ،  واليقين يدفع الشكوك والشبهات

من أهم خطط الشيطان في إفساد الخلق هي :

1- التزيين :

وهو التزييف : إظهار الشيء بصورة تختلف عن صورته الحقيقية ( تحويل القبيح إلى جميل )

وقد غرس الشيطان هذه الخطة الرهيبة في الأرض وجنى منها ومازال يجني من ثمارها الشيء الكثير

فزين للراقصة والمغني والمتبرجة والزانية سوء عملهم باسم الفن

وزين لكثير من العباد سوء عباداتهم وظنوا أنهم وصلوا إلى الله

وزين لكثير من الشعوب بعض عاداتهم وتقاليدهم التي تكون غالباً معارضة للإسلام وهديه

وكم زين لكثير من دارسي العلوم فصاروا يحاربون الله تعالى بعلومهم

وزين لكثير من الحكام القوانين الوضعية التي وضعها الإنسان بدلاً من قانون الله

ولقد وصل تزيينه إلى حد أنهم قالوا أنه لابد من ترقيع قوانيننا بشريعة الإسلام ولكن بطريقة عصرية

والتزيين يكون براق جذاب كحفرة عميقة غطت بأجمل الزهور وأحيطت باللآلئ والزمرد و رشّت عليها العطور

وما أن تأتي الفريسة المسكينة لتنخدع بهذا الجمال الفاتن حتى تطير الزهور من الحفرة وتقتلع اللآلئ من أماكنها

وتفوح رائحتها النتنة التي تغطي رائحة العطر المرشوش وتظهر الحفرة العميقة وتقع تلك الفريسة المسكينة

التي أغراها الجمال الزائف والتزيين ، لتقع في تلك الحفرة وتهوي بها وتظل تهوي

فإما أن ترفعها توبة إلى الله خارج الحفرة المظلمة إلى أعلى لتلتصق بتلك الأنوار ، أنوار الهداية الربانية

وإما ان تهوي حتى تصل إلى القاع .

2- الإغواء :

وقد ذكر في القرآن الكريم على لسان الشيطان أنه قال :

(( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ))

والإغواء : من الغواية وهي النتيجة الطبيعية لضحايا التزيين وهو الإضلال عن الحق

وذلك إما ببعدهم عن جادة الصواب ، طريق الهداية الكتاب والسنة فيبعدهم عن طريق الجنة

ويغمسهم بالمحرمات والشهوات ، أو أن يزيين عليهم عباداتهم الشركية والبدعية

التي لا ينتهجون بها مسلك الهداية والصلاح والقبول من الله جلّ في علاه

فيضلوا ويُضلوا الناس ويغرقون في الخلاف والشتات والابتعاد عن درب النجاة

3- الوسوسة :

وهي من أهم وأخطر الخطط التي يستخدمها الشيطان فيفرّق بها الأسر والمجتمعات والوطان

ويحرّش بين الأخوة في الله فيمزّق صفوفهم وتماسكهم ...

والوسوسة تعني التكرار فعدو الله الشيطان منذ أن اعلن إعلانه الأول أمام الله تعالى باعتزامه إضلال هذه البشرية

لم يلق سلاحه ولم يملْ طول الحرب على الإنسان عامة وعلى المؤمنين خاصة

فاجتهد بكل مايملك من وسائل وبخبث وذكاء على النيل من خطى الأبرار وأنّى له

وقد قال سبحانه وتعالى : (( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ))

فعباد الرحمن الذين وحّدوا الله تعالى في عبوديتهم له وأخلصوا فيها فليس له قوة عليهم ولاسلطان

فإن الشيطان يتضاءل أمام إيمانهم الشامخ الملتصق بالسماء

فالإخلاص هو السبب المباشر في الاستناء من مكائد الشيطان وخداعه وهو الدرع الواقي من وسوسته

وهو الزاد الوحيد للنجاة من خططه ، أعاذنا الله تعالى من عدوه ومن شر خداعه

وإن إبليس في وساوسه لابن آدم مراتب ودرجات نذكر منها :

- شر الكفر ومعاداة الله ورسوله


- شر البدعة


- شر الكبائر على اختلاف أنواعها


- شر الصغائر


- شر الاشتغال بالمباحات

- شر الاشتغال بالعمل المفضول عما هو أفضل منه


كيف نجاهد الشيطان ؟؟؟

نجاهده بالإبتعاد عن خطواته ..

قال تعالى :

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))


وهذا النداء قد خصّه الله تعالى للمؤمنين فهو حريّ بهم بأن تتفتح قلوبهم ومسامعهم ليفقهوه ، لأنه انبعث

من خالقهم الذي يحبهم وذلك بعدم اتباع خطوات الشيطان ومسالكه فعلى المؤمن أن يكون فطن حذر من عدوه

وتشتمل خطوات الشيطان في اتباع :

1- الهوى :

قال تعالى : (( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) ( القصص )

وسبب اتباع الهوى وسخ يكون في القلب لما فيه من طمع وحسد وانتصار للنفس

2 - اتباع سبيل المفسدين :

قال تعالى على لسان نبيه موسى موصياً أخاه هارون : (( وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )) ( الأعراف )

3 - اتباع الشهوات :

قال تعالى : (( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً )) ( مريم )

4 - اتباع السُّبل :

قال تعالى (( وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ

وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) ( الأنعام )


5 - اتباع الظن :

قال تعالى : (( إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ )) ( الأنعام )

6- اتباع الآباء :

قال تعالى : (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ

قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ )) ( لقمان )


7- اتباع المتشابه :

قال تعالى (( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ

فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ

وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )) ( آل عمران )


كل هذه الأنواع هي من الاتباع لخطوات الشيطان التي نهانا الله عن اتباعها

أعاذنا الله تعالى من اتباع خطوات الشيطان وشركه ..


خطوات دعوية -26- عقبات تعيق الداعية -3- عقبة العوائق - ثانياً : عائق الشيطان
شارك المقال

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©