مساحة إعلانية

الرئيسية / / مختصر السيره - أصنام الجاهليه وولاية البيت إلي جرهم ثم غبشان (4)

مختصر السيره - أصنام الجاهليه وولاية البيت إلي جرهم ثم غبشان (4)





ومن أقدم أصنامهم " مناة " وكان منصوبا على ساحل البحر بقديد . تعظمه العرب كلها ، لكن الأوس والخزرج كانوا أشد تعظيما له من غيرهم . وبسبب ذلك أنزل الله  إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما  .
ثم اتخذوا " اللات " في الطائف ، وقيل : إن أصله رجل صالح كان يلت السويق للحاج ، فمات فعكفوا على قبره .
ثم اتخذوا " العزى " بوادي نخلة بين مكة والطائف .
 - ص 24 - فهذه الثلاث أكبر أوثانهم .
ثم كثر الشرك . وكثرت الأوثان في كل بقعة من الحجاز .
وكان لهم أيضا بيوت يعظمونها كتعظيم الكعبة . وكانوا كما قال تعالى :  لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين  .
ولما دعاهم رسول الله إلى الله اشتد إنكار الناس له ، علمائهم وعبادهم ، وملوكهم وعامتهم ، حتى إنه لما دعا رجلا إلى الإسلام قال له : " من معك على هذا ؟ قال : حر وعبد" ومعه يومئذ أبو بكر وبلال رضي الله عنهما .
وأعظم الفائدة لك أيها الطالب ، وأكبر العلم وأجل المحصول - إن فهمت ما صح عنه صلى الله عليه وسلم - أنه قال :  بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ  .
وقوله :  لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟  .
 - ص 25 - وقوله :  ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة  .
فهذه المسألة أجل المسائل . فمن فهمها فهو الفقيه . ومن عمل بها فهو المسلم . فنسأل الله الكريم المنان أن يتفضل علينا وعليكم بفهمها والعمل بها .

أما البيت المحرم : فإن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لما بنياه ، صارت ولايته في إسماعيل وذريته . ثم غلبهم عليه أخوالهم من جرهم . ولم ينازعهم بنو إسماعيل ، لقرابتهم وإعظامهم للحرمة ، أن لا يكون بها قتال . ثم إن جرهم بغوا في مكة . وظلموا من دخلها ، فرق أمرهم . فلما رأى ذلك بنو بكر بن عبد مناف بن كنانة ، وغبشان من خزاعة ، أجمعوا على جرهم فاقتتلوا ، فغلبهم بنو بكر وغبشان ونفوهم من مكة .
وكانت مكة في الجاهلية لا يقر فيها ظلم ، ولا يبغي فيها أحد إلا أخرج ، ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلا هلك . 

ثم إن غبشان - من خزاعة - وليت البيت دون بني بكر . وقريش إذ ذاك حلول وصرم ، وبيوتات متفرقون في قومهم من بني كنانة . فوليت خزاعة البيت يتوارثون ذلك . حتى كان آخرهم حليل بن حبيشة . فتزوج قصي بن كلاب ابنته
فلما عظم شرف قصي ، وكثر بنوه وماله : هلك حليل ، فرأى قصي أنه أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة وبني بكر ، وأن قريشا رءوس آل إسماعيل وصريحهم ، فكلم رجالا من قريش وكنانة في إخراج خزاعة وبني بكر من مكة ، فأجابوه .
وكان الغوث بن مرة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر يلي الإجازة للناس بالحج من عرفة ، وولده من بعده . لأن أمه كانت جرهمية لا تلد . فنذرت لله إن ولدت رجلا : أن تتصدق به على الكعبة يخدمها . فولدت الغوث فكان يقوم على الكعبة مع أخواله من جرهم . فولي الإجازة بالناس ؛ لمكانه من الكعبة ، فكان إذا رفع يقول : 

اللـــــــــــهم إنـــــي تــــــــابع تـــــبــــاعــــه **** إن كـــان إثــــــــمـــــا فـــعـــلــي قـــضـــاعـــه


وكانت " صوفة " تدفع بالناس من عرفة ، وتجيزهم إذا نفروا من منى . فإذا كان يوم النفر أتوا رمي الجمار ورجل من صوفة يرمي لهم ، لا يرمون حتى يرمي لهم . فكان المتعجلون يأتونه يقولون : ارم حتى نرمي . فيقول : لا والله حتى تميل الشمس . فإذا مالت الشمس رمى ورمى الناس معه . فإذا فرغوا من الرمي وأرادوا النفر من منى أخذت صوفة بالجانبين . فلم يجز أحد حتى يمروا ، ثم يخلون سبيل الناس .
فلما انقرضوا ورثهم بنو سعد بن زيد مناة من بني تميم .
وكانت الإفاضة من مزدلفة في " عدوان " يتوارثونها . حتى كان آخرهم كرب بن صفوان بن جناب : الذي قام عليه الإسلام . فلما كان ذلك العام ، فعلت صوفة ما كانت تفعل ، قد عرفت العرب ذلك لهم . هو دين لهم من عهد جرهم وولاية خزاعة .


شارك المقال

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©