مساحة إعلانية

الرئيسية / / مسلمو مورو طريق حافل بالنضال ج1

مسلمو مورو طريق حافل بالنضال ج1


مسلمو مورو طريق حافل بالنضال ج1

إن للأمة نجوم تهتدي بها مهما بلغت شدة الظلام ..

سالت دماءهم عطاءاً لراية ( منهج الرحمن )

هذه الراية التي تُعلي من قيمة دين يربي لدى أتباعه المخالب !

دين يجعل من أمر الشهادة شأنا عظيما ويجعل الموت في سبيل الله وفي الدفاععن الوطن وعن الحقوق غاية كل مسلم ..

دين يصبغ أبنائه بالعزة ويجعلهم لايقبلون المذلة من طاغية ولا يستسلمون للمعتدي أبداويجعل ذلك كله من العبادة ..

و لله قوم لبّوا نداء تلك الراية بالدماء و الأشلاء ..

لله قوم رسموا طريقاً للحرية بما حباهم الله من فطرة تتعطش للعزة و الإباء ..

فاستحقوا أن يكونوا ضمن ( ذاكرة الحرية )

فمن هم ؟! ..

إنهم مُسلمو ( الفلبين ) ..

تعرض المسلمون في الفلبين على يد النصرانية الكاثوليكية إلي محن شديدة ..

كانت شديدة الوطأة علي نفوسهم .. !


ولكن من رحم الظلام .. يولد الأمل و الإصرار !

وهنا بدأت القصــة ..

مسلمو مورو طريق حافل بالنضال ج1

رغم كل المحن .. أدرك مُسلمو الفلبين ( السبيل ) !!

أدركوا أنه لم يعد بإمكان الأنظمة السياسية في أي مكان في العالم قهر شعوبها وتهميشها بالذات لو كان المحرك لها عقيدة

مثل عقيدة المسلمين ..

تلك العقيدة التي أتت من دين لا تحمله دولة .. بل هو في حد ذاته دولة ..

فهذه الأنظمة الخادمة للنظام العالمي والعميلة لراحته في بلادها أضعف من تقف أمام منهج الرحمن ..

وعي المسلمين في الفلبين بانتمائهم الإسلامي كان يتزايد ! .. و يترسخ في نفوسهم أكثر !

وعندما قامت رئيسة وزراء الكيان الصهيوني “ جولدا مائير ” بزيارة الفلبين في العام 1964م

- كإحدى قيادات الماباي وقتها قبل سنوات من توليها الحكم في الكيان - احتجَّ المسلمون على هذه الزيارة بكل عزة و إباء !

وقال أحد النواب المسلمين في البرلمان الفلبيني : ” إذا لم تطرد الحكومة هذه السيدة فسنتولَّى طردها ” ..

وقامت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد؛ مما جعل مائير تختصر زيارتها إليها إلى أقل من 24 ساعة !

ورحلت تجر وراءها أذيال الخيبة !! ..

حتي جاءت اللحظة التي أعلن فيها المسلمون بأنهم سئموا الهوان ! ..

لم يقوموا بمظاهرات سلمية - ولامؤاخذة - ولا قالوا : أين المجتمع الدولي مما يحدث ..

ولم يشحذوا تعاطف من الغرب وعملاؤه .. !

لكنهم علموا علم اليقين بأن الحرية تنتزع انتزاعاً ولا تُطلب أبداً ..

علموا علم اليقين أنه ( غبي ) من يطالب السجّان بالحرية .. و يُطالب السفاح بالتوقف عن القتل .. و يُطالب الطغاة بالرحمة ..

و يُطالب الظالمين بالعدل .. و يطالب النظام العالمي بالكف عن التدخل في شئونه .. : )

بدأت رحلة النضال بالسبيل الحقيقي للتحرر . .

بتجربة استحقت أن تكون علامة قوية فارقة في ( ذاكرة الحرية )

إعلان الحرية .. (نور ميسواري وتأسيس الجبهة الوطنية لتحرير مورو )

مسلمو الفلبين لما حبوا ينتزعوا حريتهم بإيدهم ..

معملوش التحالف الوطني لدعم الملوخية

ولا الجبهة السلمية لدعم الديموكراطية .

وضيعوا شبابهم علي الفاضي في سبيل أشياء وهمية تحت مسمي لمواخذة الشرعية !

ولا شرعية إلا لمنهج الرحمن الصافي ..

الناس دي لما اتحركت .. جابت من الآخر حضرتك

أدرك مسلمو الفلبين أنه لا يمكن لأعتي وأقوي جيوش العالم أن تنتصر أمام حرب العصابات أبدا ! ..

التاريخ يقول ذلك : ) ..

الجيش ربما ينتصر أمام جيش مثله .. و لكن جيش أمام مجموعة مسلحة تستنزفه .. لا يمكن أبدا أبدا أن ينتصر ..

ليس هذا ملعبه ; )

خاصة وأن حرب العصابات تعتمد في أساسها علي المعدات القليلة واستنزاف الخصم حتي ينهار تماماً ..

لذا كان هذا هو المشجع للـ التحرك ..

أسس نور مسواري الجبهة الوطنية لتحرير مورو سنة 1392هـ/1972م حتي يحصل المسلمين علي استقلالهم ..

وكـ عادة نخب النظام العالمي .. أعلن الرئيس الفلبيني ماركوس الأحكام العرفية في الجنوب 

وبدأ الصراع العسكري بين الحكومة والجبهة التي أعلنت أنها تسعى لانفصال الجنوب المسلم عن الشمال ..

وقادت جبهة تحرير مورو ( رغم امكانياتها المحدودة بالنسبة للدولة ) مواجهات مسلحة ضد النظام الفلبيني بمنتهي الصمود ! ..

غير أن هذه المواجهات في البداية لم تسفر عن انتصارات حاسمة لأي منهما ..

و بمرور الوقت تنامت قوة الجبهة و باتت أحد الوجوه المعروفة في الداخل والخارج ..

وكان عبد_الباقي أبوبكرالأمين العام للعلاقات الخارجيَّة لها ممثلاً للجبهة في جميع المفاوضات والمؤتمرات الإسلاميَّة

منذ انضمام الجبهة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي كعضو مراقب دائم عام 1394هـ/ 1974م ..

و إن كان ذلك يثبت شئ .. فإنه يثبت أن التاريخ لا ينحني إلا للأقويــــــــــــــــــاء !

وطبعا أثار هذا الأمر حفيظة الحكومة الفلبينيَّة العميلة ..

فقد كانت تلك صفعة .. تلتها صفعة أقوي !

سيطر الثوار المسلمون على مدينة “ جولو” الاستراتيجيَّة في أكبر معركة دخلوها منذ الحرب العالميَّة الثانيَّة ..

فزادت النخبة الفلبينية العسكرية من حشود الجيش الفلبيني و أعادت تنظيم قواته ! ..

وفي اجتماعهم الخامس عرض وزراء خارجيَّة الدول الإسلاميَّة الحكومة الفلبينيَّة بإيجاد حل سياسي وسلمي بالمفاوضات

والاعتراف رسميًّا بالجبهة الوطنيَّة للتحرير التي صارت جبهة تحرير مورو الإسلاميَّة في التسعينيات الماضيَّة ..

و تحت ضغط ( العمل المسلح وقوة المسلمين ) النابعة بالأسـاس من ( عقيدتهم و نفوسهم الأبية وليس من عتادهم )

أُجبرَت الحكومة الفلبينيَّة على الدخول في مفاوضات مع الثوار المسلمين ..

خضوعاً لهم ! ..

ربما لو قال أحدهم للمسلمين وقتها : سلميتنا أقوي من الرصاص .. لما خضعت لهم الحكومة !

ولمَا كنا نقص عليكم تلك التفاصيل الآن ولكانوا تمت إبادتهم عن بكرة أبيهم ..

كانت أول جولة تفاوضيَّة بين الجانبين في يناير عام 1395هـ/ 1975م وهي أول مفاوضات من نوعها

وقاد نور ميسواري وسلامات هاشم فريق الجبهة في المفاوضات مع الحكومة !

خدعة المفاوضات

قادت هذه المفاوضات طرابلس ( طبعا كان النظام اللي في طرابلس أصلا تبع النظام العالمي فعادي متستغربش ) ..

بدأت سلسلة من مفاوضات السلام بين الحكومة وقادة الجبهة الوطنية بوساطة ليبية

أسفرت في النهاية عن توقيع ( اتفاقية طرابلس ) التي تنص على منح المسلمين حكماً ذاتياً ! ..

و كما يُخبرنا التاريخ دائما .. المفاوضات ليست إلا طريق للمزيد من الأشلاء ( بلا هدف ) .. : )

المفاوضات ليست إلا خدعة من الخصم حتي يرتب صفوفه و يعود إليك اقوي !

فإن لم تجهز عليه وقت ضعفه .. فقد ضيعت فُرصة النصر !

وقد كان الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ نظراً لمماطلة الحكومة الفلبينية لخطورة استقلال المسلمين علي النظام العالمي ! ..

لذلك ! سرعان ما عادت الأمور إلى التوتر وعادت معها العمليات المسلحة بين الجانبين .

فقد اتضح أن ماركوس الخبيث كلب النظام العالمي لم يدخل المفاوضات إلا للاستعداد لهجوم كاسح جديد على المسلمين

ضارباً بالعهود عرض الحائط .. وارتكب هو و جيشه أبشع المجازر !

إلا أن المسلمين ثبتوا في وجه هذا الطغيان الكاسح وكبدوا العدو خسائر فادحة ..

ومن بعده جاء فيدل راموسالقس المتطرف الذي قام بتوطين المسيحيين من شمال البلاد إلى جنوبها في خطة مُحكمة

لتقليل عدد المسلمين في مندانا و إلى 50% بعد أن كانوا أغلبية كاسحة ..
( وهنا تظهر الوجه القبيح لـ المحاربة الصريحة لعقيدة المسلمين ولمنهج الرحمن الصافي ..

الوجه ده كده كده هيظهر .. كل لما تدوس عليهم أكتر هيظهر الوجه الحقيقي أكتر ..

ولو حتي مشيت في طريق السلم معاهم .. هتشوفه ..

فمادام كده كده هتشوفه .. يبقي دوس بقي:D .. وبلاش ضحك علي الناس بشعارات وهمية لا تقود إلي النصر أبداً )
ولكن هل يفت ذلك في عضد رجال جبهة مورو !؟

علي العكس تماما بل استمروا في جهادهم ضد كل هؤلاء الطغاة

وهنا أتي دور النظام العالمي في استخدام النخب التي تم تصنيعها بشكل مباشر أو بغير مباشر ..

ليستخدمهم في صالحه سواء علموا ذلك أم لم يعلموا ..

وجاءت النقطة الفاصلة بين قائدي الجبهة أدت إلي الانشقاق ..

تُري ماذا حدث ؟! …

وكيف تصرف قادة تلك الجبهة ؟!

وكيف تحرّكت الجبهة الإسلامية هناك ودفعت في طريق حرب العصابات واستراتيجية ” اضرب واستخبي “

جاءت النقطة الفاصلة بين قائدي الجبهة أدت إلي الانشقاق ..

حدثت خلافات داخل الجبهة حول أسلوب حل قضية المسلمين في جنوب الفلبين ..

وانقسم الرأي حينها إلي قسمين :

• رأي نور مسواري أن طريق المفاوضات في هذا الوقت ربما يكون أكثر فاعلية

من خلال الحصول على بعض المكاسب من الحكومة الفلبينية ! ( وكأننا بنشحت حقنا لمواخذة ! )

• بينما سلامات هاشم كان يرى أنه لا تفاوض معهم أبداً بعد أن نقضوا العهد وأن الشئ الذي جعل النظام الفلبيني ينحني لنا مذلولاً ..

هو عدم مهادنتهم يوماً .. وعزتنا وإباءنا في الحصول علي حقوقنا .. ورأي أن الحل العسكري هو الطريق الأمثل للمقاومة ..

تمهيدا لاستقلال المسلمين في دولة في الجنوب ..دون الحاجة لمفاوضات أو تنازلات .. لسنا بحاجة لها !

خاصة وأنه لا يوجد جيش نظامي يمكنه الصمود أمام استراتيجية ” اضرب واختفي ” واستراتيجية حرب العصابات ..

وزادت حدة الاختلافبين كلا من القائدين .. عقب توقيع ( نور مسواري ) – إثر اتفاق طرابلس ..

والذي ينص على منح المسلمين في الجنوب حكمًا ذاتيًا ( محدودًا ) !


فانقسمت الجبهة في عام 1397هـ/ 1977م ..

وحينئذ أطلق  سلامات هاشم على جناحه اسم ( الجبهة الإسلامية لتحرير مورو )

وبدأت استراتيجية ” اضرب واستخبي ” وبدأت الجبهة الإسلامية في حرب العصابات .. والتحرر الحقيقي ..

وانطلقوا في طريقهم .. الصعب الوعر ..

والذي كانوا يعلمون أنه مهما بلغت صعوبته .. فالعيش في كنف الطغاة أو مهادنتهم و لو لحظة أصعب و أمر !

ولأن سبيل الحرية .. غير مُعبد بالورود ..

ولأن هذا هو ديدن النظام العالمي بالتجمع و الاتحاد علي كل فئة مسلمة تريد التحرر الحقيقي ..

هم يعلمون أن الصراع بيننا و بينهم صراع ( وجود ) ليس صراع مصالح !

اجتمع النظام العالمي وعملاؤه علي المسلمين ..

فكان المسلمون يواجهون حرباً من ثلاثة أطراف !

مسلمو مورو طريق حافل بالنضال ج1

حرباً مستعرة

واجه المسلمون حرباً مستعرة ! خاضوها بكل قوة متسلحين بمنهج الرحمن قائداً لهم ..

باذلين الدماء و الأشلاء من أجل التحرر من سطوة النظام العالمي و نُخبته العميلة !..

1 – الجيش المسيحي الفلبيني الحكومي ..

2 – العناصر المتعصبة من المستوطنين الذين يدعمهم الجيش الفلبيني ( حاجة كده زي المواطنين الشرفاء يعني !! )

3 – الشيوعيين الذين يتظاهرون بالعطف مع المسلمين
( خدعة المسجد والكنيسة - إيد واحدة - )

لينقضوا عليهم إذا سنحت الفرصة، فضلاً عن مراوغة الحكومة ..

و بين صمود المسلمين ضد كل تلك الأطراف إعلاء لمنهج الرحمن و سعياً للتحرر من نظام ماما أمريكا بكل سمومه ..

كانت هناك مجازر يتعرض لها المسلمون في الفلبين بعيدا عن الإعلام ..

بعيدا عن إعلام النظام العالمي الذي يُجيد توصيل الصورة بما يناسب الأهداف الخفية للنظام العالمي ..

حتي أجهزة الإعلام من إذاعات وصحف في بعض البلدان الإسلامية بسبب حكوماتها العميلة تتجاهل المجازر

التي تقوم بها الحكومة الفلبينية بل أنها كانت تشيد بهذه الحكومة وتتحدث عن إصلاحات (ماركوس) وانجازاته !



يتبع ...

شارك المقال

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ المنهاج الدعوية 2012 ©