بعد أن تعلمنا كيف ندعو إلى توحيد الله تعالى
يتوجّب علينا الدعوة إلى إفراد الرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع
وذلك تحقيقاً لقوله : ( أشهد ان محمّداً رسول الله )
ولايتحقق ذلك إلا بالخطوات التالية :ـ
أ- أن ندعو للإيمان بأن محمداً صلى الله عليه وسلم مبلِّغ عن ربه جل جلاله
وأنه قد جاء بوحيين ..
وأنه قد جاء بوحيين ..
الأول : كتاب الله تعالى ( القرآن الكريم )
( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته ، يقول :
عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه
ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع
ألا ولا لقطة من مال معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروهم
فان لم يقروهم فلهم أن يعقبوهم بمثل قراهم ) [ مسند الإمام أحمد وابو داود والحديث صحيح ]
سُئل فضيلة الشيخ ابن باز - رحمه الله - عن معنى الحديث فقال :ـ
هذا حديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعنى ( ومثله معه ) يعني :
أن الله أعطاه وحيا آخر وهو السنة التي تفسر القرآن
وتبين معناه كما قال الله عز وجل : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) ( النحل : 44 )
فالله أوحى إليه القرآن وأيضا السنة وهي الأحاديث التي ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالصلاة والزكاة
والصيام والحج وغير ذلك من أمور الدين والدنيا فالسنة وحي ثان أوحاه الله إليه لإكمال الرسالة وتمام البلاغ
وهو صلى الله عليه وسلم يعبر عن ذلك بالأحاديث التي بينها للأمة قولا وفعلا وتقريرا
مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى )
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ )
وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا تقبل صلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول )
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( الصلوات الخمس ، ورمضان إلى رمضان ، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر)
إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة في كل ما يحتاجه العباد
وفيما يتعلق بتفسير كتاب الله عز وجل عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وهذا الوحي وحي أوحاه الله إليه ، وأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبَيَّنه للأمة
فهو من الله وحي بالمعنى ، وهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
مثل ما تقدم في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات . . . إلخ ) .
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا . . . إلخ ) الحديث
ويدخل في الوحي الثاني الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم : الأحاديث القدسية
التي يرويها الرسول عن ربه عز وجل ، فهي وحي من الله ومن كلامه سبحانه ولكن ليس لها حكم القرآن
مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل :
( يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا
يا عبادي ، كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم . . . إلى آخر الحديث )
وهو حديث طويل رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
وكل ذلك داخل في قوله سبحانه :
( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) ( النجم:1-4)
فكلام النبي مثل كلام الله تعالى سواء في الاعتقاد والعمل والقبول
لأن هذا وهذا من الله تعالى والرسول الكريم لايأمر ولاينهي ولا يحرّم بشيء من عند نفسه بل بأمر من الله تعالى
قال تعالى : ( قل إنما انا بشرٌ مثلكم يُوحى إليّ أنما إلهكم إلهٌ واحد) ( الكهف )
والوحي : هو مصدر من الإيحاء وهو الإعلام بالشيء سراً
وهو إعلام الله رسولاً من رسله أو نبياً من أنبياءه مايشاء من كلام أو معنى
ويكون بواسطة عن طريق مَلك يشاهده أو يسمعه
أو مباشر بدون ملك أو أي واسطة كالإلهام أو سماع صوت وكلاهما يصح في اليقظة أو الرؤيا الصادقة
ب - الدين هو المنهج والطريق والحُكم وليس فقط للتقرّب إلى الله تعالى وهذا هو المفهوم الشائع بين الناس اليوم
فالرسول صلى الله عليه وسلم هو المشرِّع بأمر الله تعالى لجميع شؤون الحياة ولجميع العصور والأزمنة
والحضارات من مكان أو زمان وهي ليست دعوة للطاعات والقربات فقط إنما منهج حياة
كالخريطة نتبع كل مافيها من أدق التفاصيل للوصول إلى الجنات ورضى الرحمن
ج - منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم في الطاعة مطلقة
نطيعه طاعة عمياء دون جدال أو نقاش أو أدنى شك إن صحّ الحديث وهي منزلة لاتدانيها منزلة لأحد البشر
ولذلك لايُقبل قول أحد يخالف قوله ولايُقدّم على قوله قول لأحد فهو المعصوم الموحى إليه
لايٌخالف ومن خالف فقد أساء وتعدّى وظلم وخالف إجماع الأمة وكتاب الله وأحاديث الرسول
د - لايكتمل الاتباع للرسول إلا بكمال الحب له عليه الصلاة والسلام
كما قال صلى الله عليه وسلم :
( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه ووالده والناس أجمعين ) متفق عليه
( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه ووالده والناس أجمعين ) متفق عليه
ومما يعين على الحب ..
الالتزام بأمره دائماً والمسارعة في طاعته وتقديم قوله على كل قول وفعله على كل فعل
وتذكّر مواقفه ومدارسة سنّته وسيرته صلى الله عليه وسلم
انتهى ،،،
ليست هناك تعليقات