العائق الأخير في عقبة العوائق بعد عائق الدنيا هو عائق الخَـلـق
فعلى الداعية أن يتجنب في اختلاطه مع الخلق أمرين :
1- إشغالك عن عبادة الله عزوجل
فإن أكثر الخلق يشغلونك عن العبادة بكثرة الكلام ، والتحدث عن مغريات الحياة ومفاتن الدنيا
بل يمنعوك عنها ويوقعونك في الشر والهلاك ..
فكما قال حاتم الأصم رحمه الله :
طلبت من الخلق خمسة أشياء فلم أجدها :
طلبت منهم الطاعة والزهد فلم يفعلوا
فقلت : أعينوني عليهما إن لم تفعلوا ، فلم يفعلوا
فقلت : ارضوا عني إن فعلت ، فلم يفعلوا
فقلت : لا تمنعوني عنهما إذاً ، فمنعوني
فقلت : لا تدعوني إلى مالا يرضي الله العظيم ولا تعاودوني عليه إن لم أتابعكم ، فلم يفعلوا
فتركتهم واشتغلت بخاصة نفسي ..
2 - أن أكثر الناس يفسدون عليك ما يحصل لك من العبادة ، إن لم يعصم الله سبحانه وتعالى
بسبب مايعرض من قبلهم من دواعي الرياء والتزيين .
وقد قال يحيى بن معاذ الرازي : رؤية الناس بساط الرياء
ومن دواعي الكبر والعجب من المدّاحين والمفاخرين
أو الاحباط والتراجع من كثرة المتأففين من الدعاة الذّامين لجهودهم ومساعيهم
وصحبة الخلق تحتاج لأمرين شديدين :
ـ الصبر الطويل والحلم الكبير والنظر اللطيف واستعانة بالله تعالى دائماً
ـ أن يكون يكون منفرداً عن الخلق إلا لضرورة
فإن كلموه كلمهم وإن زاروه عظمهم على قدرهم وشكرهم
وإن سكتوا عنه وأعرضوا عنه استغنم ذلك منهم
وإن كانوا في خير و حق ساعدهم وإن صاروا إلى لغو وشر خالفهم وهجرهم
ثم يقوم بجميع حقوقهم من زيارات وعيادات وقضاء حاجات
ولا يطالهم بالمكافآت ويتحمل منهم الأذى في دعوتهم للصلاح ، ومناصحته لهم ويكتم حاجاته عنهم .
والحمدلله رب العالمين ..
ليست هناك تعليقات